طالَ شُغلى بِغَيرِ ما يَعنينى ... وَطِلابى فَوقَ الَّذى يَكفيني
وَاِحتِيالى بِما عَلَيَّ وَلا لى ... وَاِشتِغالى بِكُلِّ ما يُلهيني
وَأَرى ما قَضى عَلَيَّ إِلَهى ... مِن قَضاءٍ فَإِنَّهُ يَأتيني
وَلَوَ اِنّى كَفَفتُ لَم أَبغِ رِزقى ... كانَ رِزقى هُوَ الَّذى يَبغيني
«ابو العتاهية»
هذا للأسف حال الكثيرين فى هذا الزمان، طال شغلهم بغير ما يعنيهم.. وصدق رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أَبِوهُرَيْرَةَ فقالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
وللأسف ساهمت التكنولوجيا الحديثة من وسائل اتصال وتواصل اجتماعى فى شغل الناس بما لا يعنيهم، وترك ما يعنيهم ويفيدهم حقًا..
وها نحن بين عامين فى نهاية 2024 و2025 تدق أبوابنا إيذانا بالدخول، ترحل 2024 وتاركة خلفها العديد من التحديات التى تواجه مصر وتواجه منطقة الشرق الأوسط.
تحديات عبر عنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء مشاركته فى قمة مجموعة العشرين بالبرازيل وفى الجلسة الأولى بالقمة والتى كانت تحت عنوان «الشمول الاجتماعى ومكافحة الجوع والفقر» وإطلاق التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع فأعلن سيادته فى كلمته انضمام مصر الى هذا التحالف، مؤكدا أن هذا إيمانا بأهمية التصدى لتلك التحديات.. باعتبارها تجسيدًا لعدم المساواة فى العالم.
مشيرًا الى انه لا يمكن أن نتحدث عن عدم المساواة.. دون التطرق للأوضاع المأساوية فى فلسطين ولبنان.. جراء الحرب الإسرائيلية.. التى تجرى بسبب افتقاد العالم للفعل المؤثر لوقفها..
مشددًا على موقف مصر الثابت والمنادى بضرورة الوقف الفورى لتلك المأساة اللا إنسانية.. وإنقاذ المدنيين ممن يعانون أوضاعا معيشية كارثية.. بالإضافة إلى وقف التصعيد وتوسع رقعة الصراع.
مؤكدا أن مواجهة التحديات الراهنة.. وحددها بـ تفاقم الصراعات، وتزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية، ونقص التمويل، ومعضلة الديون فى الدول النامية، فضلًا عن عدم الوفاء بمساعدات التنمية الرسمية وتمويل المناخ... مواجهة هذه التحديات تتطلب حشد الإرادة السياسية.. لإعادة النظر فى النهج الدولى الحالي.. وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.
مؤكدا على منهج الدولة المصرية الذى يؤمن بأن السبيل لمكافحة الجوع والفقر.. وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. من خلال إقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية، تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية.. ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى.. بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الأمن الغذائى.. وفى هذا السياق، تجدد مصر دعوتها.. لتدشين مركز عالمي.. لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها.. لضمان أمن الغذاء.. وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة.
وأشار الى مشروع مصر العملاق حياة كريمة كنموذج تنموى رائد يهدف الى تحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر.. فى المناطق الريفية.. وهم حوالى 60 مليون مصري.. يتم تطوير جميع مناحى حياتهم.. بداية بالبنية التحتية.. ووصولًا لمستوى الخدمات العامة وفرص العمل.
هذه فى الغالب جملة التحديات التى تواجه مصر ومنطقة الشرق الأوسط كما اوضحها وحددها الرئيس فى عجالة بكلمته فى قمة العشرين..
ومصر على مدر تاريخها دائما تواجه مثل هذه التحديات بل وتحديات أصعب منها واستطاعت مصر أن تعبرها وتعبر بشعبها بأمان..
ومن يناير 2011 ومصر دخلت فى دائرة من التحديات الصعبة فى مواجهة مخططات تم الاعلان عنها بكل وضوح وبدون ذرة خجل، مخططات تم تغطيتها بشعارات زائفة تخاطب الجماهير منها العدالة والحرية وكان الهدف هو أن يقع الشعب المصرى فى الفخ، هذا الفخ الذى استطاع الشعب المصرى بدعم ومساندة قواته المسلحة وكان قائدها فى حينها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن ينقذ مصر من الوقوع فيه فى 2013.
وتم الضغط على مصر وشعبها وجيشها بكل القوة بعد هذا سياسيا واقتصاديا وإرهابيا، ولم تتنازل مصر أو تتراجع خطوة واحدة..
استهدفت المؤامرة أركان الدولة المصرية ومؤسساتها واستهدفت ثقة الشعب فى مؤسساته وفى قياداته وفى نخبته بأبشع طرق الاستهداف من حملات تشكيك وسخرية وتكذيب وإطلاق حملات مكثفة من الشائعات على منصات التواصل الاجتماعى والتى لعبت أيضا دورا فى نشر هذه الشائعات ولم تقف هذه المنصات أمام السيل الجارف من الكاذبين والمزيفين الذين استهدفوا الشعب المصرى بكل طوائفه..
ونجحت مصر بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة بناء مؤسسات الدولة عن طريق خطة واضحة أعادت الحياة لهذه المؤسسات وإلى جانبها خطة إصلاح اقتصادى غير مسبوقة إلى جانب العديد من المشروعات العملاقة فى كل موقع فى مصر، مشروعات زراعية عملاقة واستصلاح أراضى ومشروعات مدن جديدة ومشروعات فى مجال الصحة والتعليم والحياة الكريمة من الصعب أن تحصر كلمات فى هذا المقال هذه المشروعات.
ونحتاج اليوم إلى إعادة بناء الثقة للشعب المصرى فى نفسه وفى مثقفيه وفى إعلامه وفى نخبته ومن حسن الطالع أن هناك مبادرة تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت مسمى «بداية جديدة» لبناء الإنسان.. وهى فرصة لإعادة اكتشاف نخب جديدة من الشعب المصرى على مختلف المستويات.
ومع طرق عام 2025 الأبواب ومع التحديات الخارجية والداخلية التى تواجه مصر، ومع نظام عالمى جديد يتشكل..
علينا جميعا أبناء هذا الوطن المزيد من العمل ونكثف الجهد، وأن نعالج الأخطاء، فضلا عن التمسك بالمشروعات التى تمت وأن نحافظ عليها وأن نزيد من إنتاجها فقد أثبتت الأيام أن جهدك وعرقك وعملك وقوتك هى ما يحميك من كافة التحديات..
نعم نواجه العديد من العقبات والتحديات ولكن مصر والمصريين شعبا وجيشا وقائدا قادرون على عبور هذه التحديات والعقبات.
فمرت 2024 وأهلا بـ 2025..
وكل عام ومصر وشعبها وجيشها وقائدها بكل الخير
ولله الأمر من قبل ومن بعد