من العبث أن تختار بكامل إرادتك الموت على قيد الحياة باسم الحب تطعن به روحك لا تدر إن كنت تدمى روحك أم تسعدها.
موضوعات مقترحة
لعلى كنت غافلة و لكنى أع أن الحب الذى انفطر عليه قلبى ليس كافيا للسعادة و أن شروط السعادة لا علاقة لها بالمشاعر و الأحاسيس إلا عندما عشت تجربتى فى الحياة و تألمت منها حد العذاب..!
بعض الغدر أشبه بطعنات سكين مسموم تقطع القلب وتسري فيه سم أحاسيس خادعة لم تكن إلا رغبات محمومة يقودها شيطان لا يملك شيئا من ضمير, لم أدرك شيطانيته عندما رأيته لأول مرة غير أنه كان يرتدي قناع براءة له عمل السحر في النفس فارتحت له وسرعان ما ارتبطنا عاطفيا وتعلقت روحي به بجنون غاب عنه العقل حتي أني تصديت لمعارضة أهلي زواجي منه.
كان رفضهم له يرجع لأنهم لا يعرفون عنه شيئا غير أن والده ووالدته ماتا من زمن وأنه ليس له أشقاء, حتي ثراؤه وبذخه في الإنفاق علي وعلي الهدايا وعرضه تحمل تكاليف الجهاز والعرس لم يشفعوا له عند والدي الذي لم يكن يرتاح له, ولكن أمام رغبتي الجامحة في حبه وإصراري علي الزواج لم يجد والدي غير الاستسلام لإرادتي التي لم أكن أقدر أنها كانت عمياء بغمامة رومانسية حالمة لا تعرف شيئا عن واقع مرير ينتظرها!
كانت حياتي في بدايتها هي السعادة بعينها, أشعر أن زوجي يعشق التراب الذي تدوسه قدماي, لا يألو جهدا في إسعادي وتلبية كل رغباتي, ويوما بعد يوم يمضي بنا قطار الحياة لتقف بنا الأيام عند محطات من الصعوبة بمكان استحال معه تحملها, بداية هذه المحطات كانت عندما طلب مني زوجي أن نذهب لطبيب نساء وولادة لنعرف أسباب عدم إنجابنا, وقد مر علي حياتنا الزوجية أكثر من خمس سنوات صبرناها حبا وأملا ولكن تحولت كل الأحلام إلي سراب واحترقت سعادتنا بألسنة لهيب اليأس عندما أكد الطبيب والفحوصات الطبية أنني عاقر ومن المحال أن أنجب في يوم من الأيام!
إحساس مرير أن تشعر في لحظة أنك تقف علي الأرض حيا بلا جذور تستند إليها في الدنيا غير أنه واقع مميت أدمي القلب مني وغير عني زوجي وحبيبي, بت أراه شخصا آخر غير الذي أحببت, إحساسه أنه يعيش بلا ذرية أو حتي أمل فيها أصابه بالذهول والشرود الدائم, انعزل عني وعن الحياة, كان علي أن أتجاوز أنانية المرأة في قلبي وأضع كل أحاسيسي تحت قدمي وأطلب منه الزواج من امرأة أخري تنجب له الولد الذي عجزت أنا عن إنجابه.
واجهته بالحب الذي عشناه وتحدينا الدنيا من أجله وأن تحديا آخر بات علينا أن نجتازه, وإذا كان القدر قد حكم علي بالعقم فلن أسلسله بعقمي وطلبت منه أن يتزوج.
ولم أهتم بأنه وافق سريعا ولم يتردد, لم يشغلني أن أجبر نفسي علي العيش مع امرأة أخري تقاسمني رفيق عمري والرجل الوحيد الذي أحببت في هذه الدنيا, كنت أطمح في سعادة من نوع خاص جدا إنبنت علي التضحية والحب ولكني كمن يطعن نفسه وقلبه بطعنات حب تقتله قتلا بطيئا!
وللمرة الثانية عارضني أهلي فيما أفعل في نفسي وفي حياتي حتي إن والدي قال لي إنه لن يدخل لي بيتا وإنني طالما أستذل نفسي لرجل يضعني تحت قدميه باسم الحب فلا أنا ابنته ولا هو أبي.. وقد كان ما ابتليت به وعشت حياتي الجديدة بقلب يتمزق يوما بعد يوم فما كان من حبيبي وزوجته أكبر من احتمالي, طبيعي أن تفرض المرأة الجديدة شخصيتها في البيت وكأنه منفرد لها إلا أن صبرا استقر قلبي هدأت له نفسي واستجرت بالصلاة والدعاء للمولي عز وجل يقويني ويشد من أزري حتي تعالت صرخات الصغير في البيت, لعلي فرحت به أكثر من أمه, أحتضنه أما حقيقية له, يشتعل قلبي خوفا عليه وترفقا به واستمرت بنا الحياة علي وتيرتها في سعادة مصطنعة حتي انكشف عنها الغطاء الوهمي واصطبغت حياتي بمرارة أتجرعها سما زعافا مع ضياع حبيبي, لقد ذاب قلبه مني في قلبها, أخذته مني بمن أنجبته واستخدمتني في البيت خادمة له, غيرت حبيبي مني فبات يجافيني إرضاء لها وكأنها تخطط لطردي من حياتهم إلي الأبد, لست أتكلم عن صراعات الضرائر المعتادة طمعا في رجل واحد ولكني أصرخ حزنا واغترابا في بيتي وفراقا لحبيبي وحسرة علي سعادتي الفائتة وحياتي التي انتهت حاولت أن أضع حدا لمهانتي وذلي في بيتي, تحدثت إلي حبيبي, عاتبته, صرخت في وجهه, ذكرته بأيام الحب الجميلة وعشرة الأيام السعيدة ولكنه كان جامدا, متحجر القلب لا يشعر بي, خيرني بين تحمل الحياة معه كيفما تتفق أو الرحيل غير مأسوف علي.
أشعر بالموت يدنو مني وقتلت نفسي بحبي ووفائي لرجل لم يحفظ لي شيئا في قلبه طعنني بشيطانية في مشاعري وخيرني بينه والذل وهذا ليس إلا موتا علي قيد الحياة فكيف لي أن أعيش بدونه وحبه يتملك مني حتي الروح و كيف لى أن أعيش ذليلة منكسرة ؟
قد لا أجد لديك حلا لما أنا فيه و لكنها أنات إنسانة تلفظ أنفاس سعادتها الأخيرة و تموت روحها و لكن على قيد الحياة.
ك . س
ترفقى بحالك يا سيدتى و لا تقنطى من رحمة الله, أدرك أن شيئا من الانكسار هو العذاب نفسه و لولا اليقين يترسخ فينا إيمانا و صبرا لقضى علينا فما خلقنا في الدنيا إلا لحكمة أرادها الخالق سبحانه وتعالي تكمن في رسالة كل منا نحو نفسه وأولاده ومجتمعه, وإذا كان الحب من دعائم الحياة والسعادة فيها فمن المستحيل أن يكون داعما للتعاسة والموت علي قيد الحياة كما تقولين فما استحق مشاعرك أو الندم عليه رجل لم يعرف قيمة حبك وتضحيتك من أجله, لقد انتصرت علي غريزتك الأنثوية بتزويجه حتي يكون أبا فكان عليه أن يحفظ ذلك لك ويقدره, أما أن ينساق وراء إغراءات الزوجة الثانية وبريق دنياها وتغشي عينيه من أن تراك فذلك أمر يوقعه في الإثم ويبعث يوم القيامة وشقه مائل مصداقا للحديث الشريف وصفا لمن لا يعدل بين زوجتيه وصدق المولي, عز وجل, فيما قاله في محكم آياته: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا(19) وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا(20) وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا.
وعليك أن تحافظي علي كرامتك التي حاول أهلك أن يصونوها لك من البداية وأبيت إلا أن تطيعي عنادك, فمن لا يقدر حبك لا يستحق منك كل هذا الحب, وأولي بك بيت أبيك, تعيشين فيه بعزة وكرامة من أن تعيشي ذليلة في ظل رجل لا يشعر بك.
أما الحب فهو نبات حى ينمو فى قلوبنا نرويه اهتماما ورعاية ومودة ورحمة فإذا ما افتقر لكل هذا يموت كما يموت النبات عطشا.