(Low Marks Again) لوحةٌ شهيرةٌ للفنان الروسي فيودور ريشيتنيكوف، رُسِمتْ عام ١٩٥٢.
في اللوحةِ، الطفلُ راسبٌ بالمدرسةِ، هو نفسُه حزينٌ مُنكسرٌ، الأسرةُ كُلُّها تنظرُ إليه بلومٍ وعتابٍ، وربما الأخُ الأصغرُ بشماتةٍ واستهزاءٍ!
في الصورةِ كائنٌ وحيدٌ، ليسَ من بني البشرِ، يُشفقُ عليه، ويحنو، هو يُحبُه في جميعِ الأحوالِ، في النجاحِ والفشلِ، يُحبُه لذاتِه، وإنْ أغضبتْهُ صفاتُه، إنَّه الكلبُ!!
لا تنتظرِ الكمالَ من أحدٍ، فنواقصُ البشرِ كثيرةٌ، وعيوبُهم كبيرةٌ، ولولا رداءٌ من اللهِ، اسمُه السترُ، لانحنتْ أعناقُنا من شدةِ الخجلِ..
لقد حملت إلينا أخبارُ الحوادثِ جرائمَ، ماتَ مرتكبوها حسرةً وندمًا، قبلَ موتِ ضحاياهم!
فالأبُ يقتلُ ابنتَه الطفلةَ بدعوى تأديبِها! والأم تُلقي برضيعِها من النافذةِ، انتقامًا من الأبِ!! والزوجُ يقدحُ زورًا في عرضِ مطلقتِه، ليحرمَها حقوقَها المشروعةَ، والزوجةُ تهجرُ بيتَها، سعيًا وراءَ الحُبِ الضائعِ، وهكذا أضحت دُنيانا في كثيرٍ من تفصيلاتِها.
ابحثوا عن الجمالِ، لا القُبحِ، عن الشمعةِ المضيئة، في النفق المظلم، بدلًا من أنْ تلعنوا الظلامَ.
تذكروا النعمَ المحيطةَ بكم من كُلِّ جانبٍ، ولا تنسوا الموجودَ، وأنتم تلهثون وراءَ المفقودِ.
ابنُك، في الورعِ، لن يكونَ عمرَ ابنَ عبدِالعزيزِ، وفي العلمِ، قد لا يصبحُ زويل، وفي الرياضةِ، قد لا يكونُ محمد صلاح.
وزوجتُك، ليستْ أسماءَ ابنةَ أبي بكرٍ، تمامًا كما أنتَ، لستَ الزبيرَ ابنَ العوامِ.
لكنَّهم منكَ، وأنتَ منهم، قدرٌ واحدٌ، ومصيرٌ مشتركٌ، خذْ من الواقعِ أجملَه، ولا تطلبْ من الناسِ، ما ليسَ فيكَ، وكلمةٌ طيبةٌ تتجاوزُ السحرَ في التأثيرِ، وتصنعُ المعجزاتِ علي أرضِ الواقعِ.
لما سُئِل (نابليون بونابارت) كيفَ استطعتَ أنْ تزرعَ كُلَّ هَذِهِ الثقةِ في جنودِك؟
قالَ: كنتُ أجيبُ عن ثلاثٍ، بثلاثٍ، مَنْ قالَ لا أستطيعُ، قلتُ له حاولْ،
ومَنْ قالَ لا أعرفْ، قلتُ له تعلمْ، ومَنْ قالَ مستحيل، قلتُ له جربْ.
لا تحاولْ الانتصارَ في الاختلافاتِ معهم، فكَسْبُ قُلُوبِهم، أولى مِنْ كَسبِ المواقفِ تجاهَهم، إِكْرَهِ خطأَهم، وأحببْهم، ابْغَضْ ذِلتَهم، وسامحْهم، انتقدْ قولَهم، و اِحْتَرِمْ كلامَهم، فإنَّ مُهمةَ الناسِ القضاءُ على المرضِ، لا على المريضِ.
لَيْتَه بقي، لَيْتَهم داموا، لَيْتَني عشتُ معهم، وعاشوا معي، وتقبلتُهم، كما هم، لم يكونوا سيئين كما كنتُ أظنُ، الحياةُ قاسيةٌ بدونِهم، ذهبوا، ومعهم ذهبتْ سعادتي كُلُّها، أنا الآنَ حُطامُ إنسانٍ!! هل تُحبُ أنْ تكونَ من هؤلاءِ النادمين؟!
قال أبوالدرداءِ لزوجتِه: إذا رأيتِني غضبتُ فرضّني، وإذا رأيتُك غضبى رضّيتُك، وإلا لِمَ نصطحبُ؟
وهَذَا الطيبُ خفيفُ الظلِ، أحالَ الخلافَ إلى طُرفةٍ، لا صراعٍ، حيثُ قالَ: اتفقتُ مع زوجتي في بدايةِ حياتِنا الزوجيةِ، إذا رأتني غاضبًا، تذهبُ هي إلى المطبخِ، وإذا رأيتُها غاضبةً، أذهبُ أنا إلى الحديقةِ، وصارَ ليَّ إلى الآنَ ثلاثون سنةً في الحديقةِ!
تقبلوا الناسَ كما هم، ساعدوهم على التغييرِ، ولا تُجبرونهم عليه، وجهوهم، و لا تُحطمونهم،
فمُرُ الاختلافِ يبقى عسلًا، إذا قيسَ بمُرِ الفقدِ والفراقِ!!