ألقت الكاتبة الإماراتية مريم الزرعوني في الرواق الثقافي محاضرة عنوانها "أبعاد الذات والموضوعية في قصيدة النثر - نماذج من الإمارات، ضمن الأنشطة والفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ47.
موضوعات مقترحة
وركزت مريم الزرعوني في ورقتها البحثية على قصيدة النثر، التي تعرضت ومازالت تتعرض للجدل، وذكرت في سياق ذلك نموذجين من الشعر الإماراتي.
وأوضحت أن قصيدة النثر حديثة، ذات أصول غير عربية؛ حيث إنها أتت من الغرب رغم أن البعض يحاول أن يأتي لها بأصل عربي من خلال الشعر الصوفي.
وأعطت المحاضرة مثالا للحادثة من خلال تجربة بيكاسو في الفنون التشكيلية، حيث كانت بدايته تقليدية بفضل تأثره بوالده، لذا فقد كانت لوحاته الأولى كلاسيكية، ليصل في التجريب إلى الأسلوب التكعيبي، وأن قصيدة النثر مرت وتمر في هذا السياق، ومع ذلك فإن لها شروط في كتابتها منها الكثافة وإشراقة المفردة وأن تكون التجربة نابعة من تجربة ذاتية حتى لو تقاطع الموضوعية مع الذات.
لقاء الإماراتية مريم الزرعوني
وأجابت المحاضرة عن سؤال طرحته على نفسها: لماذا تناولت هذا الموضوع؟
لتقول: شعر النثر أدى إلى انشقاق المشهد الشعري، ولدينا في الإمارات لا تزال المسألة ساخنة لم تبرد، الأمر الآخر هو إبراز دور قصيدة النثر.
وطرحت في حديثها عن قصيدة النثر في الإمارات نموذجين للشاعرة ميسون صقر والشاعر أحمد راشد ثاني، من خلال علاقتهما بالذاتية والموضوعية.
وأوضحت أن الموضوعية حيادية، لا تعكس الذات، أو وجهة النظر، وعكس ذلك الذاتية التي تركز على انفعالات الشاعر وذاته، وقالت: قصيدة النثر الإماراتية عانت نوعًا ما من المجابهة والمواجهة من محبي القصيدة الكلاسيكية.
وأوضحت أن تجربة ميسون صقر مع قصيدة النثر أسبق من تجربة أحمد راشد ثاني، لأن طبيعتها مختلفة كونها امرأة تعلمت وعاشت في مصر، حيث كانت أكثر انفتاحًا أما ثاني فهو من أسرة بسيطة، تعلم في الإمارات وعمل فيها وكانت تجربته مختلفة.
ثم تطرقت إلى الصراع بين الحداثة والتراث وبين الهوية والانتماء، مع المتغيرات التي حدثت في الواقع الاجتماعي والتحول من النظام القبلي إلى المدينة التي نعيش فيها بغربة أكثر.
وقرأت قصيدة محورها "البيت" للشاعر أحمد راشد ثاني:
اقتربت الساعة من الاشتعالِ،
طيور أنفاسي تمزَّقت،
وانطلقت بكل أصواتها المحترقة
في سماءٍ توشكُ على التصدُّعِ:
مرآتي.
مرآتي أيتها الذاهبة قيامة،
أيتها النافذة
على أعماقي.
واشارت إلى أن الذات حاضرة في القصيدة بثقل، وأن الموضوعية واضحة.. العزلة والوحدة وهذه الأمور عبر عنها الشاعر من خلال تجربته الذاتية، فهذا العالم مملوء بالضجيج إلا أنه وحيد، وقال الشاعر في قصيدته:
بينما أنا جالس
في ذيّاك "الحوش"،
تحت تلك "الشريشة"
على أمواج من قلقٍ،
أسمعُ من خلف الجدران
صبيان الآخرين يتراكضون.
وتحدثت مريم الزرعوني عن قصيدة النثر التي تخلو من الإيقاع الموسيقي، وتتميز بأساليب أخرى مثل التعداد والتكرار.
ثم تحدثت المحاضرة عن قصيدة ميسون صقر والتي محورها أيضا البيت، والتي ذكرت فيها صوت الأنثى المطبخ... الزيت على الجدران... والشبابيك، وأن أهم ما عند ميسون صقر التعداد فللبيت دور في تشكيل الإنسان، من خلال الذكريات، حيث إن ميسون علاقتها قوية بالبيت الذي يعود إلى والدها، أما ثاني فالبيت تعبير عن الوحدة والحزن، كما أن الإيقاع عند ميسون صقر سريع وفيه أمل وعند ثاني فيه بطء وقتامة وقلق.