أحد عجائب الصحراء الغربية.. يقع على مسافة 7 كيلو مترات من محمية «الصحراء البيضاء» هو «كهف الجارة» والذي يقع بالقرب من واحه الفرافرة بالوادي الجديد في صعيد مصر.
موضوعات مقترحة
«كهف الجارة» والذي يرجع تكوينه لأكثر من 40 مليون سنة، يتكون بالقرب من كثبان "ابو محرق الرمليه" وهو الممر الذي كان يربط حركه القوافل بين واحه الفرافره بالصحراء الغربيه بأسيوط في صعيد مصر وببقاع مختلفة.
كهف الجارةعلى يد المكتشف الألماني "جيرها ريد رولفز" تم اكتشاف كهف الجاره عام 1873، والذي يتسم بطابع جيولوجي ورسوبي على شكل صواعد وهوابط تعود لملايين السنين.
وعلى مدار سنوات طويلة تم دراسة الكهف على أسس علميه لمعرفة طبيعة الرسوبيات الموجوده به، والتي تكونت كنتيجة طبيعية للماء حيث التقى الماء مع مناخ الصحراء الجاف خلال الملايين من السنين.
كهف الجارةوبحسب التقرير الذي أعده الدكتور أحمد سلامة رئيس قطاع حماية الطبيعة السابق بوزارة البيئة، توقف على مجموعة من الحقائق المهمة تمنح هذا المنطقة جدارة واستحقاقا لتتبوأ مكانها فى قائمة محميات مصر الطبيعية، وأيضا موقع تراث طبيعى عالمى.
وقد أكد "سلامة" أن الكهف يعكس تاريخ التغيرات المناخية التى تعرضت لها الصحراء الغربية خلال العصور الجيولوجية القديمة وتميزت بفترات مطيرة وأخرى جفاف.
وأوضح الدكتور مجدي علام الخبير البيئي، أن مصر ما زالت متصدية بقوة لتأثير التغيرات المناخية بخلاف ما يحدث في الكثير من دول القارة السمراء، جراء الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة، وبالتالي حتى الان لا نقلق من تعرض مثل هذه الكهوف للاختفاء في ظل أزمة التغيرات المناخية.
وأكد علام، قائلا: الكهف يقع بالقرب من محمية الصحراء البيضاء وبالتالي هو أمر لصالحه.. حيث تقدم المحميات الطبيعية دعما واضحا في مجابهة التغير المناخي، ومن أبرزها تخزين الكربون، حيث تحتفظ المحميات بالنباتات المساهمة في امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وبالتالي في تقليل تأثيرات الاحتباس الحراري.
تصميم كهف الجارة
يختلف الكهف في تكويناته وشكل الرسوبيات عن جميع الكهوف الموجوده في المنطقة.
تلك الاشكال الرسوبية الهابطه والصاعدة تكون شبيهة بشلالات مياه متجمدة تكونت على مدار ملايين السنوات نتيجة للمياه الأرضية التي تسربت تحت الارض من رمال الصحراء منذ ملايين السنين وخلقت هذا الكهف بشكله الرائع.
كهف الجارةيحتوي الكهف على مجموعة من الرسوم الجداريه توضح طبيعة الأنشطة المعتاده للانسان في ذلك العصر مثل "الصيد واللعب وجمع الثمار".
كما ترجع الرسومات الى العصر "الهولوسين" الرطب حيث سكن الانسان في تلك المنطقه وكان يعمل في الصيد فقط، ومارس أيضا جمع والتقاط الثمار من الطبيعة المجاورة له.
كهف الجارةطبيعة الرسومات على الحوائط تؤكد أن هذه المنطقة من الكهف كانت مفعمة بالحياة ومأهولة بعدد كبير من السكان.
مدخل الكهف على هيئة فتحة صغيرة في مستوى سطح هضبة من الحجر الجيري التي يقع بها الكهف والذي تعطيك انطباعا كأنك تهبط في حوض صغير.
كهف الجارةثم تنطلق إلى ممر ضيق مليئ بالرمال التي تحركت بفعل الرياح التي تنتقل من الصحراء الى داخل الكهف.
ورغم أن الكهف كان يقع في منطقة من الحجر الجيري إلا أن التحليلات الجيولوجية التي تمت بها أكدت أنه يحتوي على تكوينات رمليه فقط.
كهف الجارة