يقف فريق بودو/جليمت على مشارف التتويج بلقبه الرابع في بطولة الدوري النرويجي لكرة القدم خلال المواسم الخمس الأخيرة، عندما يقوم برحلة "خاصة" لمواجهة مضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد 13 عامًا فقط من اضطرار اللاعبين إلى غسل أطقمهم بأنفسهم.
موضوعات مقترحة
أحد الأندية القليلة في العالم الواقعة فوق الدائرة القطبية الشمالية، سيكون لديه 6500 مشجع، وهو ما يشكل نسبة 12٪ من سكان المدينة، لمؤازرة الفريق بملعب (أولد ترافورد) في المباراة التي تجرى ضمن منافسات دور المجموعات ببطولة الدوري الأوروبي غدا الخميس.
إنها رحلة تبدو بمثابة حلم للعديد من المرتبطين بفريق بودو/جليمت، الذي تتحسن نتائجه بصورة مستمرة، والذي يستعد للتتويج بلقب الدوري المحلي الرابع في تاريخه، حال تغلبه على فريق ليلستروم، الذي تأكد هبوطه رسميا للدرجة الثانية، يوم الأحد المقبل.
ويرى هافارد ساكارياسن، المدير الرياضي للنادي، أن هذه لحظة أخرى تجعله "يضغط على نفسه"، خاصة بعد نشأته في مانشستر يونايتد الذي تألق فيه مواطنه أولي جونار سولشاير.
وقال ساكارياسن "على المستوى الشخصي، كانت حقبة التسعينيات من القرن الماضي هي السنوات الحاسمة في حياتي لأنني كنت في سن ما بين 15 و22 عاما، "كانت مانشستر أروع مكان على وجه الأرض بالنسبة لي بسبب الموسيقى التي تتميز بها المدينة وكذلك فريق كرة القدم بها".
وأضاف المدير الرياضي للنادي النرويجي "لذا، فإن وقوع بودو/جليمت في مواجهة مانشستر يونايتد أمر رائع بالنسبة لي. بالطبع اليوم أعمل على هذا الأمر كل يوم، وقد عملنا معا لسنوات عديدة الآن، لكن الذهاب إلى أولد ترافورد ذو مذاق خاص بالنسبة لي".
يعرف سكارياسن رحلة صعود بودو/جليمت بشكل أفضل من أي شخص آخر، حيث أمضى بعض الوقت في صفوف الشباب بنادي مسقط رأسه، وبعدما قضى فترات في أندية أخرى، اعتزل اللعب وهو مدافعا عن ألوان الفريق عام 2011.
وانضم المهاجم السابق على الفور إلى الطاقم الفني للفريق، ليشق طريقه حتى أصبح مديرا رياضيا للنادي، مؤكدا أنه يشعر بأنه "في وسط إعصار كل يوم" وسط هذا الصعود الهائل للفريق.
وأشار سكارياسن "إذا عدت إلى الفترة بين عامي 2009 و2011، فإن النادي كان يعاني بشدة من الناحية المالية. لقد أمضيت آخر موسم لي كلاعب عام 2011، وفي منتصف الموسم من ذلك العام، تركت اللعب. كنت متقدما في السن وغير لائق للعب".
وتابع سكارياسن حديثه، الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) "لقد عرضوا عليّ منصبا بالنادي في منتصف الموسم. غادرت غرفة تغيير الملابس وصعدت إلى الطابق العلوي".
وكشف سكارياسن "في ذلك الوقت كان النادي في حالة يرثى لها لدرجة أننا لم يكن لدينا مدير للمعدات. كنا نغسل معدات التدريب في المنزل ونأتي للتدريب بملابس جاهزة. كان هذا هو الوضع في بودو/جليمت في عام 2011".
وشدد "إذا قارنا ذلك بمواردنا اليوم، عندما يكون لدينا رحلاتنا الجوية الخاصة وجميع الموظفين ملتفين حول الفريق، فهذا عالم مختلف تماما".
ويتكامل التركيز على التوظيف الذكي وتطوير اللاعبين مع أسلوب هجومي تحت قيادة كيتيل كنوتسن، مدرب بودو، الذي تفوق فريقه على عمالقة كرة القدم النرويجيين التقليديين.
وساهم الفوز الكاسح لبودو/جليمت 6 / 1 على فريق روما الإيطالي، بقيادة مدربه البرتغالي آنذاك جوزيه مورينو، ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي عام 2021، في جذب أنظار القارة العجوز إلى قصة ملحوظة لا تظهر أي علامات على التراجع مستقبلا.