تسعى رئيسة المكسيك الجديدة، كلوديا شينباوم، للتغلب أزمات عدة وفي مقدمتها "تهديدات ترامب" بفرضه مزيداً من التعريفات الجمركية وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين.
موضوعات مقترحة
وألقت الانتخابات الأمريكية بضغوط ضخمة سياسية واقتصادياً على المكسيك، مع تعهدات الرئيس الأمريكي المنتخب بفرض تعريفات جمركية نسبتها 25 في المائة على الواردات المكسيكية في اليوم الأول له في المكتب البيضاوي في يناير المقبل، في الوقت الذي تشكل فيه الصادرات إلى الولايات المتحدة الجار الشمالي نحو 80 في المائة من صادرات المكسيك إلى الخارج.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن رئيسة المكسيك والخبيرة في مجالات هندسة الطاقة، تعتزم اقتفاء أثر سلفها، أندريه مانويل لوبيز أوبرادور، ليس بتبني أجندته فحسب، بل والمغالاة فيها بالمطالبة بإجراء تعديلات دستورية.
ورسمت حكومة شينباوم لنفسها وفق الصحيفة ،صورة أكثر عمقا بمقترحات أكثر تشدداً لمواجهة التحديات القادمة من الجار الشمالي بفوز ترامب في الانتخابات الأمريكية ووعوده بفرض تعريفات جمركية مرتقبة على منتجات المكسيك، الأمر الذي يتوقع معه أن يلقي بأضرار بالغة وواسعة النطاق على الاقتصاد المكسيكي.
ففي الأسبوع الأول لها بعد توليها منصب الرئاسة، دعمت شينباوم فكرة لوبيز أوبرادور الاكثر إثارة للجدل، والتي أطلق عليها "الخطة البديلة C"، ومن المرتقب أن تقضي العام الرئاسي الأول لها في إجراء انتخابات القضاة، وتفكيك مجلس المشرعين، وتعزيز هيمنة الشركات المملوكة للدولة على قطاع الطاقة.
في الوقت نفسه، لم يبد المستثمرون أي استجابة تذكر لخطة الحكومة المكسيكية لجذب الاستثمارات الأجنبية، التي أعيق تنفيذها في الكونجرس أو في المحاكم المكسيكية.
فقد هوت العملة المحلية "البيزو" أمام الدولار الأمريكي منذ الانتخابات، وهبط مؤشر البورصة الرئيسي في بورصة الأوراق المالية بنحو 10 في المائة.
وكان ترامب تحدث في وقت سابق عن اتخاذ إجراءات عسكرية ضد تكتلات وعصابات المخدرات، كما وعد بتنفيذ ترحيلات مكثفة للمهاجرين غير الشرعيين، كثيرون منهم من المكسيك.
وتشكل تحويلات المكسيكيين العاملين في الولايات المتحدة نحو 4 في المائة من الناتج المجلي الإجمالي للمسكيك، وقد وضعت تلك التهديدات شينباوم في وضع غير مريح، بينما ستحاول مكافحة قبول قرارات ترامب بإرسال مسيراته أو بفرضه تعريفات جمركية على منتجات بلادها.
وأقرت شينباوم في أسابيعها القليلة بالمنصب تخفيضات حادة في موازنة العام المقبل، في محاولة منها للحفاظ على مصداقية النظام النقدي للمكسيك. بينما حظيت بعض المجالات، التي وضعت كأولوية بالنسبة لها مثل البيئة والأمن والرعاية الصحية، بزيادات كبيرة في مخصصاتها.
وزاد الإنفاق على البرامج الاجتماعية، وهناك مليارات خُصصت لمواصلة "مشروع قطار مايا"، الذي أطلقه لوبيز أوبرادور، لربط مدينة كانكون السياحية بالمواقع الأثرية لحضارة المايا، وهو مشروع تصل تكاليفه إلى نحو 30 مليار دولار، بطول 1525 كيلومتراً، ويسير جزء منه عبر غابات المكسيك المطيرة.