أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن تعليم السلام هو السبيل المثلى للوصول إلى حلول مبتكرة وتعاونية للتحديات الراهنة التي تعصف بالعالم، مثل الصرعات والحروب وأزمة المناخ، وأن الخطوة الأولى في هذا المسار هي الاستثمار في التربية على السلام وتضمينها في الأنظمة التعليمية، مشيرًا إلى أن الإيسيسكو نفذت العديد من المبادرات الرائدة في هذا الشأن، إيمانا منها بأن تعليم السلام استثمار في مستقبل أكثر أمنا وازدهارا للبشرية جمعاء.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك في كلمته اليوم الأربعاء، خلال انطلاق أعمال القمة العالمية حول تعليم السلام، التي تعقدها شبكة تعليم السلام العالمية، وتشارك الإيسيسكو في تنظيمها كشريك استراتيجي، بالعاصمة الفرنسية باريس على مدى يومين، حضوريا وعبر تقنية الاتصال المرئي، وتشهد مشاركة رفيعة المستوى لعدد من كبار المسؤولين وممثلي المؤسسات الدولية المعنية بتعزيز السلام حول العالم، وفي مقدمتهم السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.
واستعرض الدكتور المالك أبرز جهود الإيسيسكو في مجال بناء السلام، ومنها برنامج المنظمة للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، الذي تخرج منه حتى الآن 180 شابا وشابة ينتمون لـ68 دولة، أصبحوا سفراء الإيسيسكو الشباب للسلام، حيث جرى بناء قدراتهم ومهاراتهم القيادية من أجل المشاركة بفاعلية في جهود بناء السلام بمجتمعاتهم، وذلك وفق مقاربة الإيسيسكو الشاملة "السلام 360 درجة".
وأوضح أن التكنولوجيا ستلعب دورا أساسيا في تشكيل المستقبل، وهو ما يضع الجميع أمام واجب أخلاقي لضمان استخدام التقنيات المستحدثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، منوها بالدور المهم للتربية على السلام وقيمه، عبر دمج الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا في النظم التعليمية، وأشار في هذا الصدد إلى أن الإيسيسكو أطلقت ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، وعقدت جلسات نقاشية ثرية خلال مشاركتها بـ(كوب 29)، كان السلام وتغير المناخ محورها الأبرز.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بتأكيد أن المنظمة تعمل على تعزيز قيم التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل بين الجميع، من خلال مركزها للحوار الحضاري، معلنا استعداد الإيسيسكو لاستضافة الدورة القادمة من القمة العالمية لتعليم السلام بمقرها في العاصمة المغربية الرباط.
. .