أغرت تطبيقات المراهنات الإلكترونية المجتمع المصري، لتتحول إلى ظاهرة خطيرة تهدد استقرار الأسر ومستقبل الشباب مع وعود كاذبة بتحقيق الأرباح السريعة والمضمونة، فأصبحت هذه التطبيقات قبلة للكثيرين، وخاصة من فئة الشباب والمراهقين الذين يبحثون عن وسيلة سهلة لتحقيق أحلامهم المالية.
موضوعات مقترحة
وفي هذا الصدد، حذرت وزارة الداخلية، المواطنين من التعامل والانخراط في ممارسة المراهنات الإلكترونية التي تستدرج المواطنين في بداية الأمر لتحقيق أرباح بسيطة، لتشجيعهم على الاستمرار في ممارستها ثم تكبد المراهنين خسائر مالية كبيرة، تدفع البعض منهم إلى ارتكاب جرائم للحصول على الأموال بأية طريقة في محاولة لتعويض خسائرهم المالية المتكررة.
ضبط موظف استولى على أموال الشركة
جاء ذلك بعدما ألقت القبض موظف استولى على أموال من عهدته بسبب المراهنات الإلكترونية، حيث تلقت مديرية أمن الشرقية، بلاغًا من إحدى شركات حراسة ونقل الأموال، عن استيلاء أحد الموظفين بها، على مبالغ مالية على فترات بلغ إجماليها 11 مليون جنيه.
وضبط المذكور وأسفر الفحص عن الاستيلاء على تلك المبالغ لتعويض خسارته المتكررة في ألعاب المراهنات، وبلغ إجمالي خسائره 12 مليون جنيه، واتخذت الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة.
حملات توعية من وزارة الشباب والرياضة
ومن ثم هناك حملات توعية مستمرة من قِبل الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الذي أطلق المائدة المستديرة الأولى للبرنامج القومي لمواجهة الشائعات «تصدوا معنا»، والهدف هو مزيد من التوعية لأبناء مصر، لأن اغلب الشباب الذي يدخل على تلك المنصة 15 و16 عامًا، هناك العديد من التحديات ونتمنى التغلب على تلك الأمور.
تطبيقات المراهنات هي عين القمار المُحرم
وفي السياق ذاته، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن المراهنات التي يجريها المشاركون بتوقعهم نتائج المباريات الرياضية وعدد الأهداف فيها وغير ذلك من مجرياتها، على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالًا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون؛ هي عين القمار المحرم.
وذكر في بيان أصدره تعليقًا على انتشار هذا النوع من المراهنات: "مع ما أباحته شريعة الإسلام من الترويح عن النفس إذا اعتبرت المصالح واجتنبت المضار، لا ينبغي أن نغفل في الوقت نفسه ما وضعته الشريعة من ضوابط حتى يُحافظ المسلم من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره، ومن أهم هذه الضوابط ألا يشتمل الترويح على مقامرة".
وأضاف في بيانه: "القمار أو المراهنة من الميسر المُتَّفق على حرمته شرعًا، فقد أمر الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة: 90، 91]".