Close ad

مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار بالمجلس الأعلى للآثار: استرداد الآثار المصرية أمن قومي| حوار

4-12-2024 | 04:41
مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار بالمجلس الأعلى للآثار استرداد الآثار المصرية أمن قومي| حوارد. شعبان عبد الجواد
حوار أجرته - هبة عادل
الأهرام العربي نقلاً عن

نجحنا فى تسجيل كل القطع الأثرية التى يتم استردادها أو اكتشافها والاحتفاظ بالنسخة الورقية والمرقمة والحديثة

موضوعات مقترحة

لدينا حصر بالآثار التى تخرج من مصر لكن القطع التى تهرب وتخرج نتيجة الكشف خلسة نكتشفها فيما بعد بالصدفة

هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التى ساهمت فى عملية استرداد القطع الأثرية المهربة

تم استرداد ما يقرب من 30 ألف قطعة أثرية خلال السنوات الأخيرة

عام 2019 تم استرداد التابوت المذهب للكاهن عنخ آمون

الدور الكبير للإدارة برز منذ عام 2011 فى عملية استرداد واستعادة الآثار

نعمل من خلال اتفاقيتى «لاهاى» و«اليونسكو» التى وقعتا فى عامى 1954 و1970

التعاون الدولى له دور أساسى وكبير فى استرداد الآثار المصرية

فى حقب زمنية مضت، شهدت مصر خروج كثير من القطع الأثرية وعرضها بمتاحف فى مختلف أنحاء العالم، تارة بواسطة البعثات الأجنبية التى كانت تنقب عن الآثار، وتقوم بنقل بعضها للخارج، وتارة أخرى لأن التشريعات السائدة ظلت إلى عام 1983، تبيح بيع الآثار المصرية للأفراد و خروجها بأوراق رسمية، ناهيك عن أعمال الحفر خلسة وسرقة ونهب المقابر الفرعونية التى يقوم أفراد وعصابات طمعا فى الحصول على مقابل مادى كبير.
ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة فى عام 2014، شهدت مصر اهتماما غير مسبوق بالآثار والحفاظ عليها مع جهود كبيرة من قبل الحكومة، ممثلة فى وزارتى الخارجية السياحة والآثار، لاستعادة كل ما خرج من مصر سواء بطرق شرعية أوغير شرعية، تكللت أخيرا فى 7 نوفمبر الماضى، بتسليم عدد 67 من القطع الأثرية من ألمانيا، وذلك إلى لجنة مشكلة من قبل وزارة السياحة والآثار، كما سبق وتمكنت مصر على مدار الأشهر الماضية من استرداد عشرات القطع الأثرية، من باريس و لندن وروما وواشنطن وغيرها.
"الأهرام العربى"، التقت الدكتور شعبان عبد الجواد، مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، للتعرف على جانب من تلك الجهود والإجراءات المتبعة لاستعادة آثارنا المنهوبة.

> بداية، نود التعرف على القطع التى تم استردادها مطلع شهر نوفمبر الحالى من إلمانيا ، ما هى؟
قمنا بذلك بالتعاون والتنسيق، مع وزارة الخارجية المصرية، على مدار أشهر سابقة، تكللت باستعادة عدد 67 من القطع الأثرية من دولة ألمانيا من خلال سفارتنا فى برلين وذلك، وهى قطع فى غاية الأهمية التاريخية، ومنها قدم وساق لمومياء محنطة وقناعان وجداريتان تم انتزاعهما من مقبرة الوزير باك آن، رن إف بسقارة، بالإضافة إلى تمثال ملكى من البرونز، فضلاً عن مجموعة من التماثيل الصغيرة الأوشابتى، التى كانت تحفظ فى المقبرة لتقوم بأعمال المتوفى نيابة عنه فى الحياة الأخرى، وفقا للعقيدة المصرية القديمة وتماثيل من البرونز للمعبود أوزير، إله الموتى وسيد العالم الآخر.

> هل هناك حصر بالقطع الأثرية التى تمت استعادتها خلال الفترة الماضية؟
نعم بالطبع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم استرداد فى السنوات الأخيرة ما يقرب من 30 ألف قطعة أثرية، وتحديدا فى عام 2016 تم استرداد 263 قطعة أثرية، وفى عام 2017 تم استرداد 553 قطعة أثرية، وفى عام 2018 تم استرداد 222 قطعة أثرية، بالإضافة إلى عدد 21660 عملة أثرية، وفى عام 2019، تم استرداد التابوت المذهب للكاهن عنخ آمون، بعد نجاح العديد الاتفاقيات الدولية التى تم توقيعها مع عدد من الدول المختلفة، والتى أسهمت كثيرا فى عملية استرداد القطع الأثرية المهربه، ومن أهمها الاتفاقيات الموقعة مع الخارجية الأمريكية، وبين الحكومة المصرية والمجلس الفيدرالى السويسرى، وكذلك الموقعة مع الحكومة الأردنية الهاشمية.
وقد تم استرداد قطعة من الحجر الجيرى، منقوش عليها جزء من خرطوش الملك أما أمنحتب الثانى أو الثالث، ترجع لعصر الدولة الحديثة، كان قد تم عرضها للبيع فى إحدى صالات المزادات فى لندن، وقد تبين أنها مسروقة، من معبد الكرنك 8 يناير 2019، وأيضاً ‎4 قطع عبارة عن قطع من الفخار.. ومن دولة ‎أستراليا، تم استرداد ‎الجزء الرابع والمتمم للوحة المدعو سشن نفرتوم كانت قد عثرت عليها بعثة جامعة روما، أثناء أعمال الحفائر بمقبرة ششنق رقم TT 27 - جبانة العساسيف بالبر الغربى بالأقصر مكسورة إلى أربعة أجزاء، وقد تم اكتشاف هذا الجزء موجود بمتحف جامعة Macquarie بسيدنى فى أستراليا، وقد قامت الجامعة بإعادته لوزارة الآثار فور علمها بخروجه من مصر بشكل غير شرعى، كما نجحت وزارة الآثار فى استعادة ثلاثة أجزاء من تلك اللوحة من سويسرا عام 2017، وأيضا ‎قطعة من الحجر الجيرى من مقبرة بأسوان، ومن سويسرا استرددنا تمثالين، من الجرانيت الوردى للمعبود حورس بهيئة الصقر، وتمثال من الخشب لقط، ومن ‎ألمانيا ‎8 قطع من الفخار 2019، ومن ‎هولندا قمنا باسترداد ‎الجزء العلوى لتمثال من الحجر الجيرى لرجل واقف.

> هل لدى مصر قطع أثرية فى دول أخرى وهل استطعتم استردادها؟
هناك العديد من الآثار، و فى الآونة الأخيرة استطعنا أن نسترد غطائين لتابوتين من العصر الفرعونى من إسرائيل، تمت سرقتهما من مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، وخرجوا بهما بطريقة غير شرعية عن طريق تاجر آثار إسرائيلى، وتعد هذه المرة الثانية التى يتم فيها استعادة قطع أثرية من إسرائيل، فقد نجحت مصر فى التسعينيات، من استعادة القطع الأثرية التى تم التنقيب عنها فى سيناء عن طريق بعثات أثرية إسرائيلية وقت الاحتلال، ويعود التابوتان إلى الحقبة اليونانية والرومانية، فإن الغطاءين على شكل آدمى مصنوعين من الخشب، والكرتوناج الملون عليهما عدد من النقوش والزخارف الملونة.

> كيف تتم عملية تهريب الآثار إلى خارج مصر؟
لدينا حصر بالآثار التى تخرج من مصر، ولها شقان، الشق الأكبر منها، هو التهريب خلسة، والشق الآخر هو الحفر تحت المنازل فى صعيد مصر والدلتا، حيث إن القدماء المصريين كان استقرارهم الدائم بجوار نهر النيل، والجميع يحلم بالثراء السريع، ويقوم بالحفر تحت المنازل، أو الذهاب للمناطق الآثرية والنبش بها، وتهريبها خارج من مصر وبطريق غير شرعى من الصعب التعرف عليها،  وبمجرد ظهورها فى صالات المزادات المعروضة بها والتى يتم إبلاغنا بها نقوم باتخاذ الإجراءات المشترط عليها.

> منذ متى تأسست إدارة الآثار المستردة،  وما الدور الذى لعبته؟
تأسست إدارة الآثار المستردة على يد د. زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الأسبق، فى عام 2002، وتم تأسيس هذه الإدارة لمتابعة، ما يتم عرضه من آثار مصرية فى صالات المزادات العالمية، إما عن طريق مواقع البيع المباشر على الإنترنت، أوغيرها، نتيجة خروج الآثار دون إقامة المعارض الأثرية المؤقتة، وأى آثار موجودة داخل القاعات فى الخارج ومراجعة ما إذا كانت هذه القطع تم تهريبها أم لا فى أوقات سابقة، وفى حالة ما إذا تم التأكد من تهريبها من مصر بطريقة غير شرعية يتم مراجعة الجهات المختصة، والعمل مع كافة الجهات لاسترداد هذه القطع الأثرية، وهذه الإدارة أنشئت بعد صدور قانون الآثار وتعديلاته فى عام 1983، لأنه طبقا لما كان قبل القانون كان يتم بيع الآثار بطريقة رسمية، وإثبات ملكية الشخص الذى قام بشرائها من مص بأوراق تثبت ملكيتها، فعندما نقوم بالمراجعة، ويثبت العكس، نعمل على استرداد القطع المهربة بطرق غير شرعية. ففى الماضى لم تكن هناك إدارة الآثار المستردة، وكانت هناك سجلات ورقية فقط، لكن الآن تم تحويل كل الأوراق إلى الرقمنة وأصبح جزءا أساسيا من العمل هو تسجيل كل القطع الأثرية والاحتفاظ بالنسخة الورقية والمرقمة والحديثة، ويتم توفير كل المعلومات الخاصة بالقطع منذ لحظة العثور عليها وتسجيلها ووضعها بالمخازن أو المتاحف.

> كيف يتم التعرف واكتشاف القطع الموجودة فى باطن الأرض؟
إذا أردنا معرفة تاريخ منطقة، أو موقع الأثرى يكون من خلال التقنية الآتية، وهى عمل حفر وتفريغ بكامل مساحة الترنش الاستكشافى، ويستمر الحفر لحين تغير لون التربة، إذ إن تغير لون التربة دليل على إختلاف الحقبة الزمنية من زمن لآخر. ومع استخدام مناخل يتم تحليل كل طبقة متجانسة (من لون موحد) وتجميع القطع التى تم اكتشافها وتسجيلها، تلك المكتشفات تكون هى أداة الحصول على تاريخ كل حقبة زمنية تم تحديدها من خلال طبقة التربة التى تم استخراجها من الحفرة، فمثلا قطعة خزفية كاملة أو جزء مكسور من إناء ذى طراز محدد انتشر فى حقبة ما، تساعد فى التحليل والكشف عن العمر الزمنى لها. فيمكن أن نجد قطع نقدية، ومسكوكات، فهذه النتيجة هى أداة أدق لمعرفة لتاريخ تلك الطبقة الزمنية، وما تمثله من طبقة التربة التى تم إخراجها من الحفرة الأستكشافية للتنقيب العلمى الأثرى.

> متى برز الدور الأكبر للقطاع؟ وما حجم الدعم الذى حصلتم عليه من الوزارة؟
برز الدور الكبير للإدارة، منذ عام عام 2011، ومن خلال مرحلتين المرحلة الأولى، كانت قبل هذه السنة والمرحلة الأخرى بعدها، والتى تعتبر فترة ازدهار كبيرة للقطاع، ويبدأ الموضوع من الإدارة لدينا بالتعاون من جميع الجهات، حيث كان هناك دعم كبير لنا من جميع القيادات بالوزارة، وجميع الأجهزة بالدولة، ممثلة فى وزارة الخارجية والسفارات، ومكتب النائب العام وشرطة السياحة والآثار، وعملية استرداد واستعادة الآثار تعتبر من أولويات الدولة الآن، وهذا ما ساعدنا فى استرداد هذا العدد الكبير من القطع الأثرية على مدار السنوات الماضية.
وتعد جميع القطع التى تم استردادها قطع مميزة، لكن هناك التابوت الذهبى للكاهن "نچم عنخ"، الذى عاد فى عام 2019، وكان حديث الصحف العالمية، فهذا التابوت تم بيعه لمتحف المتروبوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية، الذى قام بشرائه بـ6 ملايين دولار من تاجر فرنسى، وبالفعل استطعنا استرداده وهو يعرض الآن بالمتحف القومى للحضارة، ويأتى الزوار والسياح لمشاهدته من جميع أنحاء العالم، كما استعدنا من الولايات المتحدة الأمريكية ‎4  تماثيل أوشابتى من الحجر، ومن القطع النادرة هو "هيكل عظمى لإنسان من نزلة خاطر"، الذى يعود عمره إلى 36 ألف سنة، والذى تم استرداده من بلجكيا، كما تم استرداد 115 قطعة من فرنسا، و36 قطعة أثرية من إسبانيا، وأيضاً قمنا باسترداد عدد كبير من الآثار المهربة، فى كونتينر من إيطاليا، كان قد تم تهريبها فى عام 2018، وأيضًا نجحنا فى استعادة رأس الملك رمسيس الثانى فى العام الماضى من سويسرا، والتى تم تهريبها من معبد أبيدوس بسوهاج فى الثمانينات، وهى من أبرز القطع التى تم استردادها.

> ماذا عن التعاون الدولى ومساعدته لكم؟ وكيف كان دوره فى السنوات الماضية؟
التعاون الدولى، له دور أساسى وكبير فى استرداد الآثار المصرية، فهناك اتفاق على مستوى العالم، وتعمل به معظم دول الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك والكويت والأردن ولبنان، وتربطنا علاقات قوية مع معظم الدول، وتم استغلال هذا الترابط القائم فى عمل اتفاقيات دولية ثنائية مع الأردن والسعودية، ولبنان وقبرص، وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا، فكنا من أوائل الدول التى عقدت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية فى إفريقيا والشرق الأوسط، وأيضا عقدنا اتفاقيات مع الدول التى تعانى من تهريب آثارها ليكون هناك آلية واحدة يتم اتباعها، مثل "بيرو وجواتيمالا"، والمكسيك، وغيرها وتم عمل أيضا اتفاقية مع الصين.
فنعمل من خلال اتفاقية اليونسكو التى وقعت منذ عام 1970، واتفاقية لاهاى التى وقعت فى عام 1954، وكانت مصر من أوائل الدول التى وقعت على هذه الاتفاقيات لمكافحة تهريب الآثار، والتعاون مع جميع الجهات الأمنية والمعنية خارج وداخل مصر.

> ما الدعم الذى يقدمه مطار القاهرة الدولى وإدارة الجمارك فى التعاون معكم؟
مطار القاهرة يقدم ويلعب دورا أساسيا، لأن جميع القطع الأثرية تعود من خلال الشركة الوطنية للطيران المصرى، وإدارة الجمارك، تتعاون معنا بشكل كبير وفاعل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: