يمتلك العراق فريقًا شابًا وجماهير شغوفة، ويسعى المدرب الإسباني خيسوس كاساس إلى تحقيق إنجاز تاريخي بإعادة أسود الرافدين إلى كأس العالم لأول مرة منذ 40 عامًا.
موضوعات مقترحة
رغم أن موسم المنتخب العراقي لم ينتهِ بعد حيث سيدافع الفريق عن لقبه في كأس الخليج ابتداءً من 21 ديسمبر/كانون الأول، يستغل المدرب الإسباني خيسوس كاساس الوقت لتقييم عام 2024. هذا العام شهد دخول العراق في سباق تحقيق الحلم الذي يتحدث عنه الجميع: التأهل إلى كأس العالم.
وفي فترة التوقف الدولي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني تعادل أسود الرافدين سلبيا مع الأردن على أرضهم، وحققوا فوزًا ثمينًا على عُمان خارج الديار بهدف دون رد ليتقدموا إلى المركز الثاني في المجموعة الثانية ضمن الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك، علمًا أن هذا المركز سيضمن لهم التأهل المباشر إلى المونديال.
يضع كاساس نصب عينيه هذا الهدف الكبير، وإذا نجح الفريق في التأهل، ستكون هذه المشاركة هي الثانية للعراق في كأس العالم بعد ظهوره الأول في نسخة 1986، التي شهدت خروجه من دور المجموعات بخسارة جميع مبارياته.
وتنتظر الفريق مباريات حاسمة في مارس/آذار 2025، قبل خوض الجولتين الأخيرتين من التصفيات في يونيو/حزيران.
وفي مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، استعرض كاساس تجربته منذ توليه تدريب المنتخب العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وعن تجربته مع منتخب العراق قال كاساس: "كانت إيجابية للغاية، خصوصًا أن المدربين عادة لا يستمرون طويلاً في مثل هذه الوظائف تاريخيًا. بلوغ عامين هنا يعد إنجازًا بحد ذاته، وهذا يعود إلى النتائج التي حققناها. بدأنا بالفوز بكأس الخليج في يناير/كانون الثاني 2023، مما منحنا مكانة مرموقة. منذ ذلك الحين، خسرنا فقط أمام منتخبات أقوى منا في مباريات ودية، إلى جانب الخروج من كأس آسيا، والذي كان أكبر خيبة أمل حتى الآن. لكن بشكل عام، التجربة إيجابية سواء بالنسبة لي أو للاتحاد العراقي".
وأضاف "كان هدفنا الأول هو احتلال المركزين الأول أو الثاني للتأهل إلى الدور التالي وكأس آسيا. والهدف الثاني كان تحسين ترتيبنا في تصنيف فيفا للحصول على قرعة أفضل في المراحل القادمة. كنا سعداء بتحقيق ذلك، رغم صعوبة المهمة، مما عزز من سمعة العراق".
وعن الخسارة مرة واحدة فقط في التصفيات على يد المنتخب الكوري واحتلال حاليًا المركز الثاني في مجموعة التصفيات ، أوضح كاساس "بالفعل، وربما يجب أن نأخذ في الحسبان التعادل مع الكويت، الذي كان مخيبًا للآمال. ولكن يجب أن نلاحظ أننا لعبنا بنقص عددي منذ وقت مبكر، ومع احتساب الوقت الإضافي، خضنا تقريبًا 100 دقيقة بلاعب أقل منهم. لم يكن هذا التعادل ضمن توقعاتنا. أما التعادل مع الأردن على أرضنا فلم يكن مفاجئًا لأنهم ينافسوننا على المركز الثاني، لكن يجب القول إنني لم أكن راضيًا عن أدائنا لأن الضغط أثر علينا".
وتابع "لدينا أسلوب لعب واضح المعالم حققنا من خلاله نتائج رائعة، ولكن خلال هذه المرحلة من التصفيات، واجهنا صعوبة في إيجاد إيقاعنا على أرضنا ضد عمان وفلسطين والأردن. لحسن الحظ، وجدنا شرارتنا خلال مباراتنا خارج الأرض ضد عمان. نحن سعداء لأننا ندخل شهر مارس/آذار بفارق نقطتين. ومع ذلك، أعتقد أن المجموعة ستظل مفتوحة حتى الجولة الأخيرة عندما نواجه الأردن خارج أرضنا. نأمل أن نضمن التأهل مبكرًا، ولكن كل مباراة تعتبر تحديًا. كوريا الجنوبية، المرشحة الأبرز، فقدت أربع نقاط ضد فلسطين. وبدا أن الأردن سيتغلب بسهولة على الكويت، لكنه انتهى بالتعادل وكاد يخسر في النهاية. لم نفز بأي مباراة بسهولة كل الانتصارات كانت بفارق ضئيل. عليك أن تسير خطوة بخطوة".
وأشار "الحصول على ست نقاط في مارس/آذار/ جزء حيوي من خططنا. فهذا يعني أننا قد ندخل المباريات الأخيرة بقدر أكبر من الراحة، خاصة إذا خسر الأردن أمام كوريا. حينها سندخل شهر يونيو/حزيران بميزة حقيقية، وربما يكون الضغط على كوريا الجنوبية إذا تمكن العراق والأردن من تقليص الفارق. الأمر كله يعتمد على تلك النقاط الست، بغض النظر عما يحدث في أماكن أخرى، سيكون موقفنا جيدًا".
وأثنى كاساس على الجماهير العراقية بالقول "الجماهير العراقية عاشقة لكرة القدم بجنون. في مباراتنا الأخيرة ضد الأردن، وصلنا إلى الملعب قبل ساعتين من انطلاق المباراة وكان ممتلئًا بنسبة 80 إلى 90% بالفعل، والجماهير تهتف بلا توقف. الضغط أمر إيجابي، لكنه أحيانًا جعلنا نشعر بثقل التوقعات خلال المباريات الأولى من الدور الثالث. ومع ذلك، ليس لدينا أي شكاوى لأن ذلك يصنع فرقًا كبيرًا. وكما أقول دائمًا، نشعر أننا متقدمون حتى قبل أن تبدأ المباراة".
وأكد "قراري بالبقاء هنا رغم العرض الذي تلقيته للرحيل هذا الصيف كان في الأساس بسبب التزامي مع اللاعبين، وأيضًا لأننا فريق يتمتع بإمكانات هائلة. بجانب اللاعبين الشباب الذين شاركوا في المباراة، كان هناك آخرون غائبون مثل منتظر ماجد الذي يبلغ 19 عامًا فقط، وماركو فرجي، وعلي الحمادي البالغ من العمر 22 عامًا والذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز ولكنه لم يشارك هذه المرة. وهناك أيضًا لاعبون من منتخب تحت 23 عامًا لم ينضموا بعد للفريق الأول. فريقنا مليء بالمواهب الشابة، وأيضًا بتشكيلة أساسية شابة للغاية، ونأمل أن يقدموا لنا ما يدعو للفرح".
وتحدث كاساس عن زيدان إقبال، اللاعب السابق في أكاديمية مانشستر يونايتد، وقال "بجانب موهبته في الملعب، فإن شخصيته تبرز بشكل لافت. لا يتردد في الهجوم، هو لاعب جريء لا يخشى تحمل مسؤولية صنع الفارق من خط الوسط ، ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يتم تسريع تطور اللاعبين بشكل مفرط. أعتقد أن موهبته الفطرية جعلته يتقدم بسرعة ولم تتح له فرصة لتطوير بنيته الجسدية أو مهاراته الدفاعية. لقد صعد بفضل موهبته الطبيعية، ولكن على المستوى العالي تحتاج إلى ما هو أكثر. جعل زيدان لاعبًا شاملًا هو جزء من خطتنا. إنه رائع هجوميًا، ولكن ليصبح لاعبًا أساسيًا في فريقه، وهو أمر لم يحققه بعد، يحتاج إلى التحسن في مجالات أخرى".
وعن حلم التأهل إلى كأس العالم 2026 ، قال "سأكون كاذبًا إذا قلت لا ، رغم أننا نتبع نهج المباراة تلو الأخرى، عندما تكون متقدمًا بفارق نقطتين عن المركز الثالث، ولدينا مباريات في مارس/آذار/ ضد فرق نعرف أننا قادرون على التغلب عليها، لا يمكنك إلا أن تبدأ بالتفكير وحساب النقاط. هذا الأمر يزداد خاصة لأنني ممتن جدًا لهذا البلد ولهذا الفريق، أعلم أنه سيكون إنجازًا تاريخيًا للعراق أن يتأهل لأول كأس عالم منذ 40 عامًا، سيكون تحقيق حلم التأهل لنهائيات كأس العالم إنجازًا رائعًا بالنسبة لي ولفريقي التدريبي. عندما تولينا المهمة، كان هدفنا واضحًا التأهل لكأس العالم. ومع تقدم النتائج والأداء، أصبح الحديث عن ذلك لا يتوقف بين الناس".