في الساعة السابعة والربع صباح يوم السادس من نوفمبر، بعد ساعات فقط من إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية ساد جو من الكآبة داخل ستوديو لليوجا في منطقة واشنطن سكوير ويست في فلادلفيا.
موضوعات مقترحة
وقالت كالي كيم، مؤسسة ستوديو تاك بير آند يوجا "إن المشاركين كانوا يبكون طوال حصة اليوجا." وأضافت أن المشاركين أظهروا مجموعة متنوعة من المشاعر ما بين : "الحزن والإحباط والانهزام والشعور بالتعب الشديد والإرهاق جسديا وعاطفيا."
وبحسب صحيفة فيلادلفيا انكوايرر، قالت كيم إن ذلك كان بداية أسبوع حافل في فروع تاك الثلاثة بجميع أنحاء فيلادلفيا، المدينة الأكثر ميلا للحزب الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا وإحدى المناطق القليلة في الولاية المتأرجحة التي رفض غالبية ناخبيها الرئيس الأمريكي المنتخب خلال محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض.
زيادة في الحضور
وأوضحت كيم أن استوديوهات واشنطن سكوير ويست، ونورثرن ليبرتيز وبوينت بريز شهدت زيادة في الحضور بنسبة 15 % وإقبالا ملحوظا للمشاركين الجدد. فهل كان ذلك مجرد مصادفة أن يتهافت أشخاص أرادوا تعزيز نظامهم الروتيني الخاص بالسلامة والعافية؟ لكن بحسب قول كيم تشير ردود الفعل داخل الاستوديو إلى العكس.
قالت كيم "إن الأمر يتعلق بإيجادهم طريقة ما لتنظيم مشاعرهم، وبالنسبة للكثيرين، فإن الأمر بمثابة حراك."
وذكرت صحيفة فيلادلفيا انكوايرر أيضا أن كيانات تجارية أخرى مرتبطة بأنشطة اليقظة الذهنية قالت إنها شهدت تزايدا مماثلا في إقبال أفراد المجتمع خلال الأسبوع الماضي. ولم يقتصر ذلك على اشتراك الأفراد القلقين في صفوف اليوجا والباليه والليافة البدنية لكنهم شرعوا أيضا في حجز جلسات تأمل خاصة، والانضمام إلى الرحلات الجماعية إلى الطبيعة، وتنزيل تطبيقات اليقظة الذهنية، والبحث عن سبل الاستشفاء.
تطبيقات التأمل
في الوقت نفسه، لجأ آخرون إلى تطبيقات التأمل، مثل كالم وهيدسبيس، والتي تكلف 13 و15 دولارا شهريا على التوالي. وفي ليلة الانتخابات، دفع تطبيق كالم مقابل بث إعلانات صامتة مدتها 30 ثانية خلال التغطية المباشرة لشبكة سي ان ان وايه بي سي. وفي بعض الأوقات تولت رعاية برنامج "آخر أخبار السباق الرئاسي – كي ريس اليرتس" على شبكة سي ان ان. كما شهد تطبيق هيدسبيس ارتفاع معدل التفاعل مع مجموعته المسماة "سياسة بدون ذعر" (بوليتيكس ويذاوت بانيك).
وقد ارتفع إجمالي المشاركات في كلا التطبيقين. فوفق متحدث باسم شركة كالم زادت التنزيلات على التطبيق، الذي يقدم محتوى مجانيا محدودا، بنسبة 30 % مقارنة بالأسبوع السابق. كما شهد هيدسبيس خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات زيادة بنسبة 13 % في الاشتراكات والتجارب المجانية - بما في ذلك زيادة بنسبة 11 % في ولاية بنسلفانيا وقفزة بنسبة 24 % في نيوجيرسي.
وأشار جون كول، كبير مديري الطب النفسي والمدير الطبي في هيدسبيس، والمقيم في بيتسبرج، إلى المشاركة العالية التي شهدها اليوم التالي للانتخابات بشكل خاص، بما في ذلك زيادة بنسبة 1700 % في استخدام تدريب التطبيق الخاص بـ "الاستراحة بأخذ 5 دقائق من التنفس الهادئ".
وخلال أسبوع الانتخابات، قضت دومينيك لندن، طالبة الماجستير البالغة من العمر 39 عاما، أجزاء من عدة أيام في دار جيرمانتاون، وهي تعاونية تضم معالجين ومعلمين للتأمل ومدربي يوجا وغيرهم من المتخصصين في أنشطة اليقظة الذهنية. كانت لندن واحدة من عشرات آخرين شاركوا في فعالية "جراوندينج إن كالم" (التموضع أرضا في هدوء) المجانية والتي استمرت يومين وتضمنت تدريبات تأمل ويوجا وبدأت في يوم الانتخابات واستمرت لصباح اليوم التالي.
أما بالنسبة للمجموعة، فقد قالت إنها تأمل في الاستمرار في تقديم برامج منتظمة بتكلفة "رمزية"، مثل 16 دولارا لحصة اليوجا أو دولارا واحدا في الدقيقة للتدليك. وقالت إنها تسأل نفسها كثيرا: "كيف يمكن أن نتشارك في تحمل هذا العبء؟"
كذلك قالت نيكولاي رينا سينكلير مؤسسة فيدا دين في بلدية تشيري هيل إنها بدأت تتلقى رسائل عبر البريد الإليكتروني خلال ساعات من توالي إعلان نتائج الانتخابات. كان معظمها من نساء يرغبن في حجز جلسات تأمل خاصة مع الأصدقاء أو الشركاء تتراوح قيمتها بين 300 و 500 دولار. وأجرت بالفعل واحدة من تلك الجلسات التي استمرت ثلاث ساعات يوم الأحد الماضي، وأخرى يوم الإثنين.