قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن البعض يظن أنه يذهب إلى المسجد بإرادته أو بقدراته الشخصية، لكن الحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهيئ لنا هذا الفضل.
موضوعات مقترحة
وقال العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "حتى في الظروف الصعبة مثل أزمة فيروس كورونا التي مررنا بها، نجد أن الله سبحانه وتعالى يعطينا درسًا مهمًاـ فقد غُلق المسجد، وتوقف الناس عن الصلاة في بيوت الله، وكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يُذكرنا بنعمة الصحة والعافية التي نتمتع بها، فحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
وأضاف أن هذا الوباء جعل الناس يعون أكثر نعمة الذهاب إلى المسجد والصلاة فيه، وأنه يجب على المسلم أن يرفع يديه بالدعاء شاكرًا هذه النعمة. وذكر الشيخ أيضًا أن الكثير من الناس قد يغفلون عن أمرين في حياتهم اليومية، الأول هو شكر الله على نعمة الهداية، والثاني هو ضرورة الاعتراف بأن الهداية هي من الله سبحانه وتعالى وحده.
في حديثه عن الذكر الجهري والذكر السري، قال: "بعض الناس ينكرون الذكر الجهري ويقولون إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكننا نجد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن الصحابة كانوا يكبرون بصوت عالٍ بعد الصلاة، وكانوا يعلمون أنفسهم الأذكار والذكر الجهري".
ومن جانبه أوضح الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، أن الذكر الجهري يكون مطلوبًا في بعض الأحيان، خاصة في المراحل الأولى من تعلم الذكر، حيث يساعد على رفع الهمة والتشجيع على المداومة على الذكر.
وأكد أن الذكر السري هو الأفضل في مراحل متقدمة من العبادة، عندما يصل الإنسان إلى مراتب عالية من الإيمان. مشيرا إلى حديث عن سيدنا إبراهيم النخعي رضي الله عنه وسيدنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه، وكيف أن التمرس على الذكر يجعل العبد يصل إلى مرحلة يستطيع فيها ذكر الله في قلبه دون أن يحرك شفته.
وختم حديثه بالحديث عن فضل الذكر الجماعي، مؤكدًا أنه عندما يجتمع الناس لذكر الله في حلقات الذكر، فإنهم ينالون الأجر العظيم، وإن لله ملائكة يلتمسون مجالس الذكر، وعندما يجدون مجموعة تذكر الله، يتنادون بينهم قائلين: قد وجدنا حاجتنا، والله سبحانه وتعالى يظل يشهد لهم بالغفران، ويقول: 'إني قد غفرت لهم".