Close ad

إسرائيل.. إلى أين؟!

24-11-2024 | 14:23

لم نتوقع يومًا أن نسمع ونرى وزير دفاع إسرائيل وهو يقول: يجب تقديم تنازلات "مؤلمة" لضمان استعادة المحتجزين في غزة، وأن العمليات العسكرية "لن" تحقق وحدها أهداف الحرب.

ولا أن يرسل رسالة لوزراء الحكومة الأمنية المصغرة يتهم فيها الحكومة الصهيونية بإدارة الحرب "بدون" بوصلة واضحة، وأن هناك حاجة لإعادة تحديد الأهداف للحرب.

قال الصحفي الصهيوني يواف شتيرن: "غالانت يعكس صوت الأجهزة الأمنية والجيش وتصريحاته تعبر عن "حقيقة" الأمور، ونتنياهو يفضل الاستمرار في الحرب؛ فانتهاؤها سيزيد الضغوط عليه.

عرضت إسرائيل عبر "وسطاء" على نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني "ورئيس حركة أمل" تراجع حزب الله لما بعد نهر الليطاني ورفض، فقصف مدينة صور التي تعد بيئة حركة أمل، وأحدثت أضرارًا فادحة بالممتلكات والمباني، ودمرت مستشفى حكوميًا أقامه بري في محاولة للضغط عليه مع تهديدات صدرت باغتياله! تنفيذًا لما قاله نتنياهو نريد التفاوض "تحت" النار، لزيادة مطالبه.

تشبث بري بموقفه الرافض لأي مفاوضات إلا "بعد" وقف إطلاق النار. 

استهدفت إسرائيل آثارًا فينيقية عمرها آلاف السنين  وأماكن سكنية خالية من السكان؛ لتمنع عودتهم إليها وتهجرهم،
وتستهدف أماكن مدنية في لبنان وفي غزة؛ فقصفت أسواقًا شعبية في وقت ذروة البيع والشراء؛ لإحداث الذعر ولزيادة عدد الضحايا "ولترويع" الناس ومضاعفة صعوبة الحياة ولدفعهم للنزوح "وللتهجير"؛ ولو بعد حين، وتدمير بيوتهم وعقابهم  لتأييدهم المقاومة وللضغط عليها لتتنازل عن شروطها، وفشلت.

ورأينا عملية دهس قرب تل أبيب؛ حيث كان هناك بعض جنود الاحتلال الصهيوني في طريقهم لقواعدهم العسكرية.

نعرف أن معظم الصهاينة لديهم جنسيات أمريكية وأوروبية، وتركوا هذه البلاد وجاءوا "ليغتصبوا" بيوت الفلسطينيين، ويطلقون عليها لقب مستوطنات!! وكأنها كانت خالية ولا أحد يسكنها وهي وطن الفلسطينيين ووطن أجدادهم منذ آلاف السنين.

تظاهر بعض المستوطنين اليهود من الحرديم "اليهود المتدينين" أمام مقر للتجنيد في تل أبيب رفضًا للتجنيد الإجباري، واشتبكوا مع الشرطة ووصفوهم بالنازيين".

بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن حاجتهم إلى مزيد من الجنود النظاميين والاحتياطيين، ومن جميع فئات الشعب!!  

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن إصابة 12 ألف جندي، وأن 60% منهم مبتورو الأطراف، وقالت القناة 12 الإسرائيلية بحسب تقديرات قسم إعادة التأهيل سيكون هناك في عام 2030 نحو مائة ألف شخص معاق في الجيش الإسرائيلي، 50% منهم يعانون من إعاقات نفسية.

ونذكر بالرقابة على نشر أخبار الخسائر العسكرية الإسرائيلية، وأن ما يسمح بنشره هو "القليل" فقط.

لا نزعم أنهم ينهارون، ولكن الخسائر غير المسبوقة تؤثر عليهم كثيرًا على الرغم من تفوق العدو التكنولوجي وفي الطيران، وتزايدت أعداد المنتحرين في الجيش الصهيوني.

"من جنازة إلى جنازة"، قالها وزير المالية الإسرائيلي ورئيس الحزب الصهيوني الديني سموتريتش، وأضاف أن حزبه يدفع ثمنًا غير عادل في هذه الحرب.

وقال يهود باراك رئيس الوزراء ووزير "الدفاع" الإسرائيلي الأسبق إن إسرائيل بدت ضعيفة، "وكانت" بلد يعتقد الجميع أنه لا يمكن المساس بها، ولا هزيمتها، ولا التغلب عليها، ولا يمكن العبث معها، وأن هجوم حماس عليها والقلق الذي سببه، "والأمواج" التي تلتها أشعلت خيال الملايين في العالم العربي والإسلامي.. وقال: لو  اجتمع مليون وليس 6 آلاف يحملون المناجل ويتوجهون نحو إسرائيل معًا فكيف سيكون الحال؟

وقال: السنوار بطل رغم كل الدعاية الإسرائيلية ضده؛ فهو بطل في وعي العالم فلم يمت مثل "الفأر" كما تزعم دعاية إسرائيل، لقد رمى القنابل اليدوية قبل موته بيد  مبتورة مع العصا.. فقاطعه المذيع: هل تحترم السنوار؟

فشتم باراك السنوار، ثم أضاف: لا تقلل من قيمة أعدائك، إنه رجل موهوب بلا شك ومخلص في مهمته، وهذا أمر خطير جدًا.

تناسى باراك أن كل الفلسطينيين "مخلصون" ولديهم "مواهب" في صد الاحتلال الوحشي الذي أحرق مخازن الأدوية في غزة، واستهدف الكوادر الطبية خاصة في الشمال، وأن التدمير الوحشي يتضاعف في غزة وجنوب لبنان، وأعداد الشهداء والجرحى تتزايد والدماء في كل مكان، والناس تواصل دعم المقاومة.

يفتخر اللبنانيون أن من اجتاح لبنان في خمسة أيام في الثمانينات، يتقهقر في جنوب لبنان منذ أسابيع رغم شدة النسف والتدمير ويفاجأ بكمائن "تنتظره" وتعيدهم قتلى أو مصابين، ومعظم مدن إسرائيل في مرمى صواريخ ومسيرات حزب الله.

قال لبناني أمام بيته الذي دمره الصهاينة: سنبنيه، وسيعود أفضل مما كان، "وسنصهر" الحديد الذي يضمه لنصنع صواريخ "لنستعد" للحرب القادمة.

قال يتسحاق بريك القائد السابق للفيلق الجنوبي والكليات العسكرية: يقول الجيش الإسرائيلي إنه دمر 50% من الأنفاق.. هذا هراء وأكاذيب، إنهم يتعرضون فقط للقتل، ولا يحققون شيئًا، إنهم "يمثلون" علينا ويمنحنونا الشعور بتحقيق انتصار عظيم"، وأكد أن اقتحامات الجيش في غزة لا تحقق أي تقدم ولن تقضي على المقاومة.

في أول نوفمبر 2023 قالت وسائل إعلام إسرائيلية: لا نرى صورة الانتصار التي يبحث عنها الجيش في غزة، المقاتلون يقاتلون حتى الموت ولا يستسلمون"، وفي نفس اليوم صرح وزير الصحة الإسرائيلي بأن الكيان في أخطر أزمة صحية نفسية في تاريخه، بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: "خسائرنا في القتال في غزة مؤلمة"، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: سيعود الشعور الذي أصابنا يوم 7 أكتوبر في الأيام والأسابيع القادمة بسبب القتال في غزة.

ولا شك أنهم لن يجدوا بمشيئة الرحمن صورة للانتصار في غزة أو لبنان، وأن خسائرهم "المؤلمة" تتضاعفت.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: