أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة الدول العربية، ضرورة التعامل مع القضايا السكانية؛ في ظل الاضطرابات والأوضاع الإنسانية المؤلمة التي تشهدها المنطقة العربية، باعتبارها قضية محورية ومحركا أساسيا للتنمية التي لا تتحقق بدون سلام واستقرار لجميع الشعوب العربية.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال كلمتها خلال اجتماع الدورة السادسة للمكتب التنفيذي للمجلس العربي للسكان والتنمية؛ للتحضير لأعمال الدورة الوزارية للمجلس والمقررة غدا بالقاهرة، برئاسة سوريا.
وجرى خلال الجلسة الافتتاحية، انتخاب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالحمهورية العربية السورية سمر السباعي رئيسة للمكتب التنفيذي لمدة عامين. ويضم المكتب - في عضويته - 7 دولة عربية وهي: "مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، الجمهورية العربية السورية، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة فلسطين".
ويهدف الاجتماع الى مناقشة مشاريع قرارات البنود المدرجة على جدول اعمال الدورة العادية السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية، والتي تعكس أولويات الدول العربية والمنطقة لقضايا السكان والتنمية خلال الفترة المقبلة وتسلط الضوء على أثر الأحداث الجسام التي تشهدها الساحة الدولية وانعكاساتها على السياسات والبرامج السكانية لدول المنطقة العربية، ويأتي في مقدمتها: "تبادل البيانات السكانية حول المغتربين بين المجالس واللجان السكانية العربية، ودمج الصحة الإنجابية في أجندة المرأة والسلام والأمن في بيئات الصراع وما بعد الصراع، والتحديات المتعلقة بالتوزيع السكاني غير المتساوي بين المناطق الحضرية والريفية".
وقالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة - في كلمتها - إن "اجتماع اليوم يناقش عدداً من البنود النوعية المختلفة عما اعتدنا مناقشته فيما سبق نظراً لجسامة التحديات التي يواجها سكان منطقتنا العربية الآن من هجرة ونزوح داخلي، ونمو ديموغرافي متسارع، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وقضايا الصحة الإنجابية، وتداعيات التغير المناخي، وتفاوت قدرات الدول ومواردها لتلبية حاجات سكانها وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب وغيرها من البنود المقترحة من الدول الاعضاء".
وأضافت أن الاجتماع يأتي في ظل "استمرار الأوضاع الكارثية في السودان والحرب الإجرامية والإبادة الجماعية التي تمارس على أهلنا في غزة والتي امتدت إلى لبنان حاصدة الأرواح والممتلكات والبنى التحتية والمرافق العامة لتلقي بتداعياتها المأساوية على الواقع السكاني وتزيد من التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة العربية وتتسبب في تغيير الواقع الديموغرافي وتعيق تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030".
وشددت على أن الدول العربية تواجه قضايا وتحديات سكانية متنوعة أهمها الهجرة والنزوح الداخلي، النمو الديموغرافي المتسارع، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، قضايا الصحة الإنجابية، تداعيات التغير المناخي وغيرها، وفي ظل تنامي عدد سكان المنطقة العربية، تتفاوت قدرة الدول العربية ومواردها لتلبية الحاجات لسكانها وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب.
وتابعت: "يناقش المجلس هذه الدورة عدداً من البنود النوعية المختلفة عما اعتدنا مناقشته نظراً لأهمية التحديات الراهنة التي تواجه السكان في منطقتنا المتعلقة بتبادل البيانات السكانية ودمج الصحة الإنجابية في أجندة المرأة والسلام والأمن في بيئات الصراع وما بعد الصراع".
ولفتت إلى أنه وانطلاقا من أهداف المجلس العربي للسكان والتنمية التي تتضمن ربط البعد السكاني بالتنمية بجميع محاور وآليات التنمية المستدامة وكذلك تقديم الدعم للدول الأعضاء في تطوير وتحديث التشريعات ذات الصلة بقضايا السكان، وتماشياً مع المستجدات الدولية والإقليمية، يناقش مجلسكم اليوم إقرار جائزة هي الأولى من نوعها للتميز السكاني في المنطقة العربية، كإحدى الأدوات المحفزة لزيادة الوعي وتعزيز جهود العمل السكاني وتشجيع المبادرات الوطنية والحكومية.
وأكدت حرص المجلس - منذ تأسيسه - على تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول العربية وذلك للاستفادة من التجارب الرائدة في مجال السكان والتنمية والاستئناس بها على المستوى الإقليمي.
من جانبه، قال الدكتور منصور بن فيصل الرميان المشرف العام وكالة شؤون سوق العمل وتنمية رأس المال البشري بوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية (رئيس الدورة السابقة) إن المجلس العربي للسكان والتنمية يمثل منصة أساسية للعمل العربي المشترك في مجال السكان والتنمية.
وأعرب عن خالص الشكر والامتنان للدول الأعضاء على ثقتهم الغالية في المملكة لترؤسها الدورة الخامسة للمكتب، لافتا إلى أن هذه الثقة ليست مجرد تكليف، بل هي مسؤولية كبيرة نتشرف بحملها ونتطلع إلى الوفاء بها؛ بما يعزز من مسيرة هذا المجلس ويحقق تطلعات شعوبنا العربية.
وهنأ دولة سوريا الشقيقة على توليها رئاسة الدورة السادسة للمجلس، متمنيا لها كل التوفيق والنجاح في قيادة أعمال المجلس.
وقال: "نجتمع اليوم في وقت يشهد فيه العالم العربي تحولات متسارعة، وتحديات متعددة الجوانب تتراوح بين أزمات اقتصادية وإنسانية، وآثار النزاعات، والتغيرات المناخية، إلى جانب التحديات السكانية".
وأشار إلى أن هذه الظروف تلقي على عاتقنا مسؤولية مضاعفة العمل لتعزيز استراتيجيات التنمية، ومواكبة المستجدات، وضمان أن تكون قضايا السكان محورًا رئيسيا في كافة الجهود التنموية.
وأبرز أن "منطقتنا الغنية بإرثها الثقافي والإنساني، بحاجة ماسة إلى تعزيز التكامل بين خطط التنمية الوطنية والإقليمية، والاستثمار في رأس المال البشري، الذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وشدد على أن المملكة العربية السعودية، ومن خلال رئاستها السابقة للمكتب التنفيذي، ملتزمة بتعزيز التعاون العربي في مجال السكان والتنمية، انطلاقا من رؤية المملكة 2030 التي تضع رفاه الإنسان في قلب أولوياتها، ونتطلع إلى تحقيق شراكات أكثر فاعلية مع الدول الأعضاء.
وقال إن النجاح في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق تطلعات شعوبنا؛ يعتمد بشكل أساسي على وحدة الصف العربي، وتكثيف الجهود المشتركة، مشددا على ضرورة تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات لتحقيق تقدم ملموس في الملفات التي يناقشها المجلس.