الحصار في منطقتنا العربية ليس عسكريًا فقط، لكنه دبلوماسي وسياسي، الخطوط في الشرق الأوسط متعارضة، هل هناك حلول لأزمتنا مع إدارة بايدن في أيامها الباقية، أم أن كل الحلول تنتظر القادم مع العام الجديد 2025؛ أي الرئيس ترامب وإدارته الجديدة؟
السباق بين أوكرانيا والشرق الأوسط محتدم، أيهما سيكون الملف الأول، في المكتب البيضاوي أمام ترامب، أو صاحب الأولوية في وقف الحرب الدائرة منذ سنوات في أوروبا، والحرب التي تدخل عامها الثاني في الشرق الأوسط على أكثر من جبهة.
العلاقة القديمة، ترامب وبوتين، لن تضع ملف أوكرانيا أولًا، كما كان متوقعًا، كما يبدو لنا، فهو ليس الملف الأسهل لوقف الحرب، مقدمًا على الشرق الأوسط، مازال هناك صراع عسكري في أوروبا على الأرض محتدم، التصعيد الروسي والتلويح بالنووي يعني أن الملف الأوكراني ساخن، ومازال المطبخ السياسي لإدارة ترامب المقبلة قيد البحث والتداول.
وفي هذا الملف أوروبا رأيها حاسم، لن تكون صفقة ترامب خالصة مع روسيا مباشرة، الحلفاء القدامى لهم رأي، والموقف الصيني - الأمريكي هو الآخر، يجعلها أكثر تعقيدًا، كشف عن ذلك اللقاء الذي عقد سريعًا مع إيران، وقام إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير، صاحب الأعمال المبتكرة في الاتصالات والسيارات ومالك X "تويتر"، الذي سيكون له شأن كبير في إدارة الملفات الصعبة في الإدارة الأمريكية المقبلة، ترامب وصديقه ماسك واللوبي الإيراني في أمريكا تحركوا من أجل أن يكون الشرق الأوسط وإيران أولًا، خصوصًا المباحثات مع إيران، في مقدمة أولويات الرئيس المقبل.
يبدو أن الإيرانيين راغبون في التوصل إلى اتفاق حول ملفهم النووي، ووجودهم في الشرق الأوسط، لذلك سوف يساعدون هوكشتين، المبعوث الأمريكى، لوقف الحرب مع حزب الله، والاتفاق مع لبنان قبل قدوم الإدارة الجديدة، وكانت إدارة بايدن الحالية قد سعت إلى إحياء الاتفاق النووى مع إيران لتخفيف حدة الأزمة، وكان التجاوب الإيراني واضحًا كذلك، خصوصًا مع ظهور حكومة ورئيس جديدين في إيران، بزشكيان المعتدل، وظهر ذلك في رسم خطوط عريضة لحدود الاشتباك المتبادل بين إسرائيل وإيران، عقب انفجار الصراع الخفي والسري بين البلدين، وانتقاله من صراع مستتر إلى علني.
ترامب الثاني غير بايدن، وغير ترامب الأول، العقوبات الغليظة قد تجعل إيران اقتصاديًا لا تحتمل، وإسرائيل لا تستطيع التوقف في المنتصف إلا بحل شامل، تتولاه إدارة ترامب مع إيران لإنهاء البؤر التي أشعلت حرب الشرق الأوسط، والسؤال الأكثر حيوية: أين قضية فلسطين وسط كل التضاربات بين الأطراف العربية وإسرائيل.
معرفة نيات ترامب وصلت إلى طهران عبر الوسطاء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن ترامب - الذي انسحب من الاتفاق النووي - يطمح إلى عقد صفقة نزيهة، هل أنتم قادرون عليها؟
سؤال صعب!
جبهة لبنان وإيران قد تتوقف قبل مجيء ترامب إلى السلطة باتفاق مع لبنان، وترسيم للحدود البرية يأتى بعد ترسيم الحدود البحرية بالفعل، لكي تتفرغ إدارته لإدارة حوار تعميرها، لإدارة ترامب قادرة على الحل؟ إنها ساعات وليس أيام حاسمة.