كشف مسؤول دفاعي بارز أن البنتاجون سيرسل ألغاماً مضادة للأفراد إلى أوكرانيا على وجه السرعة، في استجابة لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حول التفاعلات المتغيرة على جبهات القتال الأمامية في أوكرانيا.
موضوعات مقترحة
ونقلت مجلة "ديفينس نيوز" المتخصصة في الشؤون العسكرية ، عن أوستين قوله في حديث سريع أدلى به للصحفيين المرافقين له في رحلته للمشاركة في اجتماعات وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان-بلس" المنعقدة حالياً في لاوس، "لقد طلبوا هذا الأمر، وأعتقد أنا كذلك أنها فكرة جيدة" .
تقول المجلة إن القرار سيأخذ حيز التنفيذ رغم نداءات الجماعات الإنسانية، التي تنادي بوقف تداول تلك النوعية من الأسلحة التي تشكل خطراً داهماً على المدنيين. وكانت أكثر من 100 دولة وقعت على اتفاقية لحظر استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، لكن الولايات المتحدة لم توقع على هذا الاتفاق.
ونقل مراسل المجلة، نواه روبرتسون، عن وزير الدفاع قوله إن أوكرانيا تعهدت باستخدام الألغام على النحو الذي يقلل من الأضرار بين المدنيين، وأنها ستزرع فقط في الأراضي الأوكرانية. وأضاف ان الألغام المعينة المقدمة سيتم السيطرة على عمليات انفجارها، ما يجعلها أقل خطراً على مر الوقت.
ولشرح آلية عمل الألغام التي تحدث عنها أوستن لدى مشاركته في اجتماع "آسيان بلس"، الذي انطلق في 20 نوفمبر الجاري ويختتم أعماله غدا الجمعة، قال مسؤول عسكري آخر في بيان مكتوب، "إنها مزودة بمغلاق كهربائي، ولكي تنفجر تستلزم تياراً عبر بطارية. وإذا نفدت طاقة البطارية، فإن الألغام لن تنفجر."، لافتاً إلى أن بطارياتها تستغرق ما بين أربع ساعات وأسبوعين.
ولم يكشف وزير الدفاع في تصريحاته ما إذا كانت الألغام في سبيلها للنقل، لكن المسؤول الدفاعي الأميركي، قال إنها ستقدم إلى أوكرانيا "في القريب العاجل". كان البنتاجون أعلن عن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 275 مليون دولار أمس الأربعاء، تتضمن ذخائر وقطع مدفعية ومعدات أخرى.
وأرسلت الولايات المتحدة ألغاماً مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، لكن حتى الآن لم تكن قد أرسلت أي ألغام مصممة لوقف زحف الأفراد.
ويقول أوستين إن تغير السياسة يأتي كرد فعل لتكتيكات روسيا. فبدلاً من التقدم على الجبهات بأرتال من الدبابات والعربات المصفحة، شرعت القوات الروسية في الوقت الراهن بالقتال بكتائب وسرايا صغيرة وأكثر انتشاراً.
وفي إشارة إلى الجيش الأوكراني الذي بات يفقد أراض كانت تقع تحت سيطرته بوتيرة سريعة في شرق البلاد، قال أوستين "إنهم يحتاجون إلى أشياء قد تساعدهم في إبطاء تلك الجهود."
كانت كوريا الشمالية قد أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى منطقة كورسك شرقي روسيا، التي احتلتها أوكرانيا في مطلع العام الجاري في هجوم مباغت.
يقول مسؤولو البنتاجون إن القوات الروسية والكورية الشمالية سوف تشن هجوماً في أقرب وقت.
يأتي قرار تزويد أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد من واشنطن ليمثل ثاني تغير جوهري في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا خلال هذا الأسبوع. فقبل أيام سمح مسؤولون أمريكيون لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى (من طراز أتاكمز) من صنع الولايات المتحدة لضرب العمق الروسي، وهو المطلب الذي لطالما ألحت عليه كييف لشهور طويلة.
وتقول "ديفينس نيوز" إن السماح باستخدام الألغام الأرضية يعد ثاني تحول عكسي تجريه إدارة بايدن عن سياساتها بشأن الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا وكيفية استخدامها. وتتضمن القائمة الأسلحة المعلق توريدها لكييف، تلك النوعيات التي تثير حفيظة المنظمات الإنسانية، مثل القنابل العنقودية وقذائف اليورانيوم المنضب.