Close ad

عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: صناعة المهرجانات تحتاج إلى أموال طائلة

26-11-2024 | 20:17
عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي صناعة المهرجانات تحتاج إلى أموال طائلة عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
أجرى الحوار - أحمد سعد الدين
الأهرام العربي نقلاً عن

التوظيف الأمثل للموارد ساعدنا على إضافة أفلام بأقل تكلفة ممكنة

موضوعات مقترحة

المهرجان يدعم القضية الفلسطينية ببرنامج خاص وجوائز مالية

وجود فيلم مصري في المسابقة الدولية لا يضمن له الفوز بجائزة

اختتمت أمس فعاليات الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، برئاسة الفنان حسين فهمى، التى عقدت فى الفترة من 13 حتى 22 نوفمبر الجارى، بدار الأوبرا وبعض السينمات فى التجمع الخامس والشيخ زايد، الدورة الحالية شارك فيها 200 فيلم تنتمى لـ 79 دولة، على مستوى العالم، التقت «الأهرام العربى» بمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، للوقوف على الصعوبات التى واجهت الدورة الحالية، وكيف تغلب عليها.

< ما أهم التحديات التى تواجهها الدورة الـ 45؟

لاشك أن صناعة المهرجانات فى الوقت الحالى، تعتمد بصفة أساسية على حجم الأموال التى تنفق على جذب الأفلام والضيوف، والميزانية الموجودة لدى المهرجان تعتبر معقولة، لكن هناك فرقا بين كلمة معقولة وكلمة ممتازة،  ومع ذلك لابد أن نضع فى الاعتبار قوة وتاريخ مهرجان القاهرة، لذلك ركزنا بشكل كبير على كيفية الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، والتفكير بشكل عملى حتى نحصل على أعلى ناتج، وقد بدأنا بموضوع الأفلام التى تأتى لنا من الخارج، فالمعروف أنه لابد أن نشترى حقوق عرض الأفلام كى تعرض فى الدورة، وفى هذا الصدد زودنا عدد أفراد فريق البرمجة، وجمعنا بين نظام المبرمجين المتخصصين وبين لجان المشاهدة، وقمنا بتكثيف المناقشات بحيث لا ينحصر اختيار الأفلام على المبرمج فقط، إنما من خلال تصويت جماعى ومناقشات مكثفة كى نضمن الوصول لأفضل الأفلام المتوافق عليها، وهذا أتاح لنا وجود عدد أكبر من الأفلام صاحبة الجودة الفنية والمضمون الإنسانى المؤثر، بالإضافة للنوعية الأخرى التى يعرضها الموزعون، على المهرجانات الكبرى بمبالغ ضخمة، ومنذ البداية حرصت على أن يكون هناك تكامل بين فريق العمل، لأنى أكره سياسة الجزر المنعزلة التى تجعل الإنسان يهدر جهده ووقته فى أشياء تافهة.

الأمر الآخر، هو دعوة الإعلاميين والصحفيين الدوليين والعرب، لأن مهرجان القاهرة من الفئة الممتازة، وتترقب أخباره كبريات الصحف الفنية العالمية، التى يحرص أعضائها على متابعة المهرجان، وفى نفس الوقت نحن كإدارة المهرجان، يهمنا أن يعرف العالم مقدار الجهد المبذول فى معظم مناحى الدورة سواء اختيارات أم تنظيم أو جوائز.

كان النظام المتبع فى السابق، يعتمد على استضافة الصحفيين والإعلاميين الأجانب والعرب لمدة 5 أيام، ما يعادل نصف مدة الدورة، وكان من سلبياته أن الإعلامى أو الصحفى، لا يستطيع أن يعيش التجربة كاملة، ولا يستطيع أن يتابع جميع الفاعليات من البداية للنهاية، لكن فكرنا فى عمل توازن يعتمد على دعوة الضيوف الإعلاميين لقضاء مدة الدورة بالكامل، على أن يتحمل الضيف تكلفة تذكرة الطيران فقط فى سبيل تحمل المهرجان الإقامة طوال مدة الدورة، هذا النظام أتاح لنا فرصة دعوة عدد أكبر من الصحفيين والإعلاميين الدوليين والعرب، وفى نفس الوقت سمح لنا بعقد شراكات مهمة مع كبريات الصحف والمواقع والمنصات الدولية والإقليمية المتخصصة مثل مجلة فارايتى، وفيلم فيرديكت وسكرين ديلى وفيستيفال سكوب وغيرها، وهو وجود مهم جدًا بالنسبة لمهرجان دولى كبير، بحجم مهرجان القاهرة السينمائى.

< أعلنت فى المؤتمر الصحفى أن المهرجان يساند القضية الفلسطينية.. فما شكل تلك المساندة؟

بالفعل المهرجان حريص على دعم القضية الفلسطينية، ولدينا نقاط محددة حرصنا عليها فى هذا الصدد‪.‬

أولا، رفضنا رفضاً قاطعا، أى تعاون بجميع أشكاله مع شركات المقاطعة التى حاولت أن تدخل راعية للدورة‪.‬

الأمر الآخر، تم اختيار فيلم الافتتاح للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى الذى جاء بعنوان “أحلام عابرة” ويرصد معاناة الشعب الفلسطينى، بالإضافة لوجود قائمة أفلام فلسطينية بعنوان”من المسافة صفر”، وهى مجموعة من الأفلام القصيرة التى أطلقها المخرج رشيد مشهراوى، استجابة للأحداث التى ترتبت على حرب غزة منذ أكتوبر 2023، المشروع يجمع 22 مخرجًا من غزة، مقدّمًا رؤية سينمائية عن الحياة اليومية داخل فلسطين، وآمال وواقع السكان الذين يعيشون تلك المأساة، هذا بالإضافة لـوجود جوائز مالية خاصة بالسينما الفلسطينية، وبرامج عروض وفاعليات متنوعة تبرز الصوت الفلسطينى.

< هل تمت إضافة دور عرض جديدة للمهرجان هذا العام؟

خلال السنوات الماضية، كانت عروض المهرجان معظمها داخل أسوار الأوبرا، حيث  قاعات عرض، بالإضافة لسينما الزمالك كنا نعرض بها بعض الأفلام، لكن هذا العام حاولنا أن نخرج بالمهرجان للسينمات العامة فى أماكن متفرقة، تيسيرا على المشاهد الذى يجد صعوبة فى الوصول لدار الأوبرا، لذلك اتفقنا مع قاعات عرض فى التجمع الخامس ومدينة نصر، والشيخ زايد بالتعاون مع سينما فوكس، حتى نسهل على الجمهور الذى يسكن فى أطراف المدينة، أن يشاهد أفلام المهرجان، لكن فى الوقت نفسه راعينا أن تكون الأفلام المعروضة تتناسب مع ذوق الجمهور العام الذى يذهب للاستمتاع بالسينما، أما الأفلام التى تُعلى الجانب الفنى أكثر من الجماهيرى، ففضلنا عرضها داخل المسرح الكبير وقاعات الهناجر، لأنها تناسب الجمهور المتخصص الذى يتابع المهرجانات السينمائية .

< لماذا اقتصرت المشاركة المصرية على فيلم واحد فقط فى المسابقة الدولية؟

هذا السؤال يتردد دائما فى كل دورة، لكن علينا أن نضع فى الاعتبار عدة نقاط مهمة، أهمها أن مهرجان القاهرة السينمائى مهرجان دولى، يتبع الاتحاد الدولى للمنتجين، ومصنف فئة أولى، بمعنى أن كل دول العالم تحرص على المشاركة به لأن جوائزه تعتمد على مستوى العالم، وبالتالى هو ليس مقصورا على الأفلام المصرية فقط.

الأمر الثانى أن السينما المصرية تنتج أعمالاً كثيرة سنويا، لكن فى الوقت نفسه هناك فارق بين الفيلم الجماهيرى التجارى، وبين أفلام المهرجانات الدولية التى تعتمد على الجانب الفنى أكثر، وهذا العام تقدم لنا فيلم “دخل الربيع يضحك” للمخرجة نهى عادل، وجدنا مواصفاته تصلح للمشاركة فى المسابقة الدولية، وهذا فى حد ذاته  أمر جيد، لكن ليس معنى وجود فيلم مصرى فى المسابقة الدولية، أنه سيفوز بجائزة، لأن المنافسة قوية ولجنة التحكيم تختار ما تشاء دون توجيه من أحد.

< ما أهم القضايا الفنية التى يركز عليها المهرجان فى الدورة الحالية؟

المهرجانات الكبرى مثل أوسكار، وكان وبرلين وفينيسيا والقاهرة، لا يقتصر عملها على عرض الأفلام الجيدة فقط، إنما أيضا على تطوير صناعة السينما فى العالم، والمتابع للسينما العالمية يجد أن السمة الأساسية حاليا هى الإنتاج المشترك، لدرجة أن جائزة الأوسكار غيرت من قواعدها فى الاختيار بسبب ذلك، وبالنسبة لنا أولينا هذه النقطة اهتماما كبيرا، وركزنا عليها فى برنامج الصناعة، وعملنا على التقاء المنتجين والموزعين مع صناع الأفلام داخل السوق السينمائى لمهرجان القاهرة، حتى تكون هناك فرصة للتفاعل، والنقاش للوصول إلى مشروعات مشتركة فى القريب العاجل.

< قسم كلاسيكيات السينما هذا العام مكتظ بالأفلام القديمة عكس الدورات السابقة.. ما السبب؟

علينا ألا ننسى أن مصر هى أول دولة فى الشرق الأوسط دخلتها صناعة السينما، ولدينا تراث كبير من الأفلام المهمة التى تعتبر من الكلاسيكيات التى يحرص الجمهور على مشاهدتها، لكن مع طول المدة أصبحت تلك الأفلام تعانى من التلف وغير قابلة للعرض، لكن أخيرا أنشأت مدينة الإنتاج الإعلامى وحدة لترميم الأفلام القديمة، استطاعت أن ترمم تلك الأفلام، كأنها جديدة مثل وقت تصويرها، وفى الدورة السابقة تم ترميم فيلمين هما «يوميات نائب فى الأرياف وأغنية على الممر»، وعرضا على الجمهور الذى أقبل على مشاهدتها بشغف، وكان مقرراً أن يتم عرض أربعة أو خمسة أفلام فى العام الماضى، لكن الدورة تأجلت، فأصبح لدينا أكثر من 12 فيلما مرمما، فقررنا عرضها جميعاً فى قسم خاص للكلاسيكيات، بالإضافة لبعض الأفلام العالمية الكبيرة التى صورت فى مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة