يتحرك سرًا للتوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار كهدية لـ ترامب عند تسلمه الرئاسة
موضوعات مقترحة
تقارير تشير إلى قيام ديرمر بزيارة سرية إلى روسيا لتأمين وقف إطلاق النار مع «حزب الله»
العمل جارٍ على قدم وساق لوقف إطلاق النار لكن الاتفاق النهائى لم يتم التوصل إليه
إسرائيل ترغب فى أن تحتفظ بحرية العمل فى لبنان للرد على أى تهديدات أمنية بعد التوصل لاتفاق
تداولت الصحافة العالمية، خبرا حول وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلى، الذى التقى ترامب، وهو بمثابة الرجل الغامض الذى يتحرك من وراء الستار، للتوصل إلى تسوية فى لبنان، تتيح التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كـ"هدية"، منه تحقق للرئيس الأمريكى القادم دونالد ترامب، إنجازا دبلوماسيا مبكرا قبل تسلمه للرئاسة، وكأنه "بابا نويل" البيت الأبيض!
ديرمر، التقى الرئيس الأمريكى الجمهورى المنتخب دونالد ترامب فى منتجعه الخاص فى بالم بيتش بولاية فلوريدا "مار إيه لاجو"، وذلك نقلا عن مسئولين إسرائيليين ومسئولين أمريكيين، كما أن الاجتماع الذى عقده ترامب معه، وهو أحد المساعدين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد سبق اجتماعا بين الوزير الإسرائيلى ووزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الموجود فى السلطة نفسه!
ذكر الموقع الإخبارى الأمريكى "أكسيوس"، أن ديرمر نقل رسائل من نتنياهو إلى ترامب، كما أطلع ترامب على خطط إسرائيل بشأن قطاع غزة ولبنان وإيران، خلال الشهرين المقبلين، قبل تولى ترامب منصبه، وقال "إكسيوس"، إن ديرمر التقى أيضا بصهر ترامب جاريد كوشنر، الذى كان مستشارا كبيرا لشئون الشرق الأوسط، خلال إدارة ترامب من عام 2017، إلى عام 2021، وقال نتنياهو إنه تحدث مع ترامب ثلاث مرات خلال الأيام القليلة الماضية، لتعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.
اتفاق نتنياهو
رون دريمر، هو مستشار سياسى ودبلوماسى إسرائيلى، من حزب الليكود، وهو نفسه حزب نتنياهو، ومن مواليد الولايات المتحدة، ويشغل منصب وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلى، منذ عام 2022، وشغل منصب السفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة، من عام 2013، إلى عام 2021، يوصف أحيانا بأنه صديق نتنياهو، وفى أحيان أخرى، بأنه كاتم أسراره، وكذلك مبعوث الظل.
وقبل زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، نشرت مواقع إخبارية إسرائيلية تقارير حول زيارة ديرمر لروسيا الاتحادية، كما نشر الموقع الإلكترونى الهندى الناطق بالإنجليزية "ذا ويك"، عنوانا ساخنا، فكتب "لماذا زار مستشار نتنياهو روسيا سرا"؟ فهل من الممكن أن يكون ذلك له علاقة بوقف إطلاق النار مع حزب الله؟
لم يؤكد ديرمر، الزيارة رسميا، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلى، فإن روسيا لاعب رئيسى فى المنطقة، لأنها تتمتع بقاعدة قوية فى سوريا، حليفة إيران، والأسلحة الإيرانية تصل إلى حزب الله فى لبنان عبر سوريا. ومن الطبيعى أن يؤدى تدخل روسيا، إلى منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه، كما تكثر التكهنات، حول حدوث تقدم كبير فى جهود وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحزب الله، وتشير التقارير إلى أن الاتفاق الحالى يصب فى مصلحة إسرائيل إلى حد كبير، حسبما ذكرت صحف إسرائيلية، ويبدو أن العمل جار على قدم وساق فى الكواليس السياسية، لكن الاتفاق النهائى لم يتم التوصل إليه بعد، وبرغم هذا الاتفاق، فإن القوات الإسرائيلية، تريد أن تحتفظ بحرية العمل فى لبنان، للرد على أى تهديدات أمنية!
ومن المرجح أيضا أن يصل المبعوث الأمريكى الخاص، عاموس هوكشتاين، إلى لبنان، وفقا للسياسيين اللبنانيين، كما تريد إسرائيل تخفيف الضغط من إدارة بايدن خلال الفترة الانتقالية، مع تولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة فى يناير المقبل.
العديد من أعضاء الكنيست، غير راضين عن توصل إسرائيل إلى اتفاق مع حزب الله، حيث صرح بعضهم بأن "إسرائيل يجب أن تجبر حزب الله على التوسل لوقف إطلاق النار"!! والسؤال: هل يريد الإسرائيليون إنهاء الحرب فى الشمال؟
حسب استطلاع للرأى، يعتقد أكثر من نسبة 46 %، من الإسرائيليين اليهود بأن الدولة يجب أن تبرم اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
ومع ذلك، يعتقد 45.8 %، من الناس أن الحرب ضد حزب الله يجب أن تستمر. وعندما يتعلق الأمر بعرب الداخل، يعتقد 88 % منهم، أن الحل الدبلوماسى هو الأفضل، وأجرى هذا الاستطلاع معهد الديمقراطية الإسرائيلى، فقال أكثر من نسية 56 %، من المشاركين فى الاستطلاع، إن إسرائيل يجب أن تتبنى موقفا أكثر مرونة، للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن المائة وواحد، ولم يعارض أى اتفاق مع حماس سوى نسبة 36 %.
صقر مؤيد للجمهوريين
وكأن التاريخ يعيد نفسه، حيث نشر الموقع الإلكترونى الهندى الناطق بالإنجليزية "بيزنس ستاندرد" فى 2013، تقريرا بعنوان "إسرائيل تعين صقرا مؤيدا للجمهوريين سفيرا جديدا لها فى الولايات المتحدة"، وذلك عندما عين رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك، بنيامين نتنياهو سفيرا جديدا لإسرائيل فى واشنطن، وهو أحد صقور عملية السلام، الذين ينظر إليهم باعتبارهم قريبين من خصوم الرئيس الأمريكى الديمقراطى، باراك أوباما من الجمهوريين.
وفى عام 2018، نشرت مجلة "فورين بوليسى"، السياسية الأمريكية على موقعها الإلكترونى، أنه نتيجة فضيحة، دعا أحد نواب المعارضة الإسرائيليين يوم الأحد، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى إقالة سفيره لدى الولايات المتحدة، لفشله فى الإبلاغ عن اتهامات الاعتداء الجنسى ضد أحد كبار مساعدى نتنياهو، مما أدى إلى تفاقم فضيحة محرجة.
وقالت كارين الهرار، من حزب يش عتيد الوسطى، إنه ينبغى استدعاء رون ديرمر، من واشنطن لعدم إبلاغه وسائل الإعلام الأجنبية بالتحذيرات التى تلقاها بشأن ديفيد كيز، المتحدث باسم نتنياهو، كما هاجمت نتنياهو نفسه، بسبب التزامه الصمت بشأن قضية أحاطت بمقربين منه.
وسجل رون ديرمر، الذى خدم فى واشنطن لفترة من الوقت، كملحق اقتصادى من عام 2005، إلى عام 2008، تشككه فى طرح حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية، ووفقا لبرقيات دبلوماسية أمريكية، تم تسريبها إلى موقع "ويكيليكس"، فإنه مقتنع أيضا بأن الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ليس شريكا فى السلام".
وبعد سنوات تغيرت الأحوال، وجاء آخرون ليتصدروا المشهد السياسى، لكن سرعان ما عاد نتنياهو للحكم، وعاد معه ديرمر فى حكومته فى عهد الرئيس الأمريكى الديمقراطى جو بايدن حاليا، وقال نتنياهو فى إعلانه عن تعيينه"رون ديرمر، لديه كل الصفات اللازمة لشغل هذا المنصب المهم بنجاح، وأضاف: "لقد عرفته لسنوات عديدة، وأعلم أن رون سيمثل دولة إسرائيل بأمانة، فى عاصمة أعظم حلفائنا الولايات المتحدة، وجاء تعيينه فى الوقت الذى كثفت فيه إدارة أوباما جهودها للتوسط فى إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة، بين إسرائيل والفلسطينيين بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، وقام وقتها وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، بخمس زيارات إلى المنطقة منذ توليه منصبه.
الأمريكى - الإسرائيلى
ديرمر, البالغ من العمر 53 عاما، ولد ونشأ فى ميامى بيتش بولاية فلوريدا، وهو خريج كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، ونتنياهو نفسه درس فى الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، وحصل ديرمر على درجة الماجستير فى الفلسفة والسياسة والاقتصاد من أكسفورد.
وفى عام 1996، انتقل إلى إسرائيل، وفى عام 1997، بدأ عملية الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وفى 9 أغسطس 1998.
وتردد فى إسرائيل، أن لديه نشاطا رياضيا، جعله يقتحم اللعبة الشعبية فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان لاعب الوسط لفريق كرة القدم الأمريكية الوطنى فى المسابقات الدولية، وقاد فريقه إلى العديد من البطولات فى الدورى الإسرائيلى لكرة القدم .
وفى عام 2014، كان عضوا فى الدفعة الافتتاحية من المكرمين فى قاعة مشاهير كرة القدم الإسرائيلية، وخلال فترة عمله كسفير، زار ديرمر قاعة مشاهير اتحاد كرة القدم الأمريكى، فى كانتون بولاية أوهايو، وساعد فى تنظيم، جنبا إلى جنب مع مالك فريق نيو إنجلاند باتريوتس روبرت كرافت، رحلة قاعة مشاهير اتحاد كرة القدم الأمريكى إلى إسرائيل فى 2015، والتى غطتها قناة "سى. بى. إس. سبورتس" وشملت ثورمان توماس وتيم براون، وجرت رحلة ثانية لقاعة مشاهير اتحاد كرة القدم الأمريكى، غطتها شبكة "إى. إس. بى. إن"، فى عام 2017، وشملت جو مونتانا، وروجر ستوباخ، وجيم براون، ومايك سينجليتارى، وجو جرين وبروس سميث.