Close ad

ترامب.. واختبار «نيويورك تايمز»

24-11-2024 | 12:35
الأهرام العربي نقلاً عن

أمريكا فى قبضة حركة «ماجا» إلا قليلا، لا يزال هناك أقل من شهرين لتتمكن من البيت الأبيض، وتستحوذ على الكونجرس الأمريكى بشقيه، النواب والشيوخ، وتسيطر على المؤسسات الأخرى، وقتما يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب القيادة رسميًا فى 20 يناير 2025.

شهران هما الأصعب والأخطر، يمكن أن تقع فيهما كارثة عظمى تفضي إلى فناء البشر والعمران،  شهران قبل أن تصبح ”ماجا” حقيقة واقعة فى البيت الأبيض، فـ ”حزب الحرب” فى واشنطن، كما يسميه عن حق الكاتب والمفكر الإستراتيجى المصرى أحمد عز الدين، لن يترك الفريسة فى براثن الحركة الجديدة، ولن يتخلى طوعًا عن مفهوم الحرب التي تلد أخرى.

بضعة أيام بعد الانتصار الكاسح، يلتقى فيها الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس المنتخب ترامب، تبدو التصريحات متفائلة عن انتقال سلمي وسلس للسلطة، يستبشر العالم بنظام عالمى جديد.

حزب الحرب يختبر الوافد الجديد، يسرب خبرًا مثيرًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مضمون الخبر أن الرئيس بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسى بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، يطير الخبر إلى بريطانيا وفرنسا، وتظهر أخبار وتحليلات عن ترحيب هذين البلدين، يضع الجميع أياديه على الزناد النووي.

 تفاعل التسريب إلى درجة الخطر، تصريحات عابرة بين موسكو وواشنطن والعواصم الأوروبية، وتصريح للخارجية الأمريكية ينفي فيه تسريب نيويورك تايمز، والصحيفة الأمريكية العتيدة لا تنطق إلا عن هوى “ديمقراطي”، ولا يمكن أن تنشر خبرًا مفبركًا إلا إذا كان بالون اختبار.

موسكو، على لسان ديمتري بيسكوف، قالت: إن الغرب يعرف موقف الرئيس بوتين بدقة، بعد ساعات من هذا التصريح سارعت واشنطن بالنفي على لسان، ماثيو ميلر، الناطق باسم وزارة الخارجية، بأنه لا تغيير في سياستهم حيال الملف الأوكراني، في نفي مستبطن للتسريب الذي نشرته نيويورك تايمز.

التسريب كان اختبارًا قاسيًا لترامب، أو بمثابة فخ معقد لاصطياد الفريسة، يضع العصا فى الدولاب قبل أن يتسلم القيادة رسميًا، ويستطيع تنفيذ رؤيته لإيقاف الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وهي رؤية تتعارض مع ”حزب الحرب”.

“حزب الحرب” وافق على الانسحاب من أفغانستان على مضض، لكنه رفض الخروج من سوريا، وأماكن أخرى، واستعاد زمام المبادرة في الحروب الحالية، سواء بينية أم أهلية، وكان يعتقد أن الديمقراطيين سوف يستمرون، وفاجأته حركة “ماجا” الكاسحة، وفاجأتهم اختيارات ترامب للمناصب الإستراتيجية، وبعض المحللين شبهوا الاختيارات بمثابة فريق أحلام لأمريكا الجديدة.

لا شك أن انتصار حركة ”ماجا” يعكس رعبًا شديدًا للمؤسسات التقليدية، وخوفًا في أوروبا، وندمًا لدى الأفراد الذين ارتبطوا بهذه المؤسسات طويلًا، وإن لم يكونوا أمريكيين، ومن ثم ينشطون في التسريبات المثيرة، لعلها تصادف النجاح، فتسقط التجربة بالكامل في هوة حرب تفضي إلى الفناء الشامل.

يقال أيضًا إن التسريب كان بمثابة اختبار لأعصاب الرئيس الروسي أيضًا، لكن موسكو تأنت وانتظرت، لم تقع في المحظور، كما فعلت دول أوروبية تتوق إلى توسيع الحرب، برغم الضرر الفادح الذي سيقع عليها أولا!

والكلمة الفصل الآن لحركة ”ماجا”، فالتسريب المبكر بمثابة جرس إنذار لفريق ترامب، يكشف أن الجعبة مليئة بالألاعيب الكبرى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: