تحرص مصر على تقديم جميع صور الدعم الكامل للجهود التنموية في الدول الشقيقة، وعلى رأسها دول حوض النيل، وهو الأمر الذي يؤكد عليه الرئيس السيسي في تصريحاته بمختلف المحافل الدولية.
موضوعات مقترحة
كما سعت مصر إلى القيام بدور فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الإفريقي المشترك، وحرصت على تعظيم الدور المصري في إفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في كافة المجالات. هذا بالإضافة إلى وجود رغبة متبادلة بين مصر وعدد من الدول الشقيقة لتعزيز المصالح الإستراتيجية والاقتصادية المشتركة.
كل هذه الأسباب كانت سببا رئيسيا وراء جهود مصر الحثيثة للتنمية مع عدد من الدول الشقيقة عبر تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية التى ستعزز بدورها أطر التعاون فيما بينها.
وفى هذا التقرير نرصد عددا من أبرز هذه المشروعات:
١ -مشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية بتنزانيا
يشمل مشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية على نهر روفيجي، إنشاء سد بطول 1025 متراً - تم الانتهاء منه-، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى 34 مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي فى محمية طبيعية بمنطقة "مورغورو" جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية) وأكبر مدن دولة تنزانيا، وتم تخزين 18 مليار م3 ببحيرة السد، ووصلت المياه إلى منسوب 169.5 من سطح البحر، حيث إن الحد الأدنى لمنسوب تشغيل التوربينات 163 من سطح البحر.
وتبلغ نسبة الإنجاز الكلية للمشروع نحو 96%، حيث تم الانتهاء من أعمال السد الرئيسى، وأعمال المأخذ، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات، ومحطة توزيع وربط الكهرباء، و4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائي، وكوبرى خرسانى دائم يربط بين ضفتى نهر روفيجى، ويعد أحد أهم العناصر الرئيسية في المشروع نظرا لدوره الهام في نقل الأجزاء الخاصة بالتوربينات ذات الأحجام والأوزان الكبيرة، كما أنه يعد أكبر كوبري في تنزانيا من حيث الحمولة، حيث يسمح بمرور حمولات تصل إلى 300 طن ويبلغ طوله 250 مترا ومقام على عمودين فقط بارتفاع يتجاوز 50 مترا فوق سطح النهر، مما يجعله أحد أهم المعالم الإنشائية في البلاد، خاصة أنه سيكون أحد الأجزاء الرئيسية في الطريق الدولي الرابط بين تنزانيا وموزمبيق.
تجدر الإشارة إلى أن التحالف المصري "شركة المقاولون العرب" و"شركة السويدى إليكتريك"، المُنفذ للمشروع، وقع في ديسمبر 2018، بحضور رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية السابق، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، عقداً بقيمة 2.9 مليار دولار، في دار السلام بتنزانيا، لتنفيذ مشروع بناء سد، ومحطة توليد كهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، على نهر روفيجي بتنزانيا، بهدف توليد 6307 ميجاوات/ ساعة سنوياً، تكفي استهلاك حوالي 17 مليون أسرة تنزانية، كما يتحكم السد في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، ولتخزين حوالي 34 مليار م3 من المياه في بحيرة مُستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في واحدة من أكبر الغابات في قارة أفريقيا والعالم.
٢ -مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية لتبادل 3 آلاف ميجاوات
يتكون مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية من إنشاء ثلاث محطات تحويل جهد عال، محطة شرق المدينة ومحطة تبوك بالمملكة، ومحطة بدر شرق القاهرة تربط بينها خطوط نقل هوائية تصل أطوالها نحو 1350 كيلومترا وكابلات بحرية.
حيث تستهدف وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بدء التشغيل فى مايو 2025 المقبل كأحد أهم المحاور لضمان استقرار الشبكة وتجنب اللجوء لتخفيف الأحمال.
٣ -مشروع الربط البري "القاهرة- كيب تاون"
هو المشروع الذي يربط بين شمال القارة الإفريقية بجنوبها ويربط 10 دول إفريقية أطلق عليه طريق "القاهرة- كيب تاون.
حيث يمرّ طريق القاهرة- كيب تاون 10 دول إفريقية منها ألف ومائة كيلو متر 1155 كم في مصر، ويسهم في اختصار المدة الزمنية بين شمال وجنوب إفريقيا بمتوسط 5 أيام فقط، ويحقق حلم الربط بين القاهرة وجنوب إفريقيا.
وهو أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بدول الجنوب، من خلال إنشاء الطرق البرية العابرة لدول القارة، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتسهيل حركة الاستثمارات.
وسيصل طول طريق (الإسكندرية- كيب تاون) تقريبا إلى 9700 كيلومتر، وسيستخدم في نقل البضائع على وتيرة أسرع من التي كانت عليها في السابق، في مدة 4 أيام فقط.
وتقع المرحلة الأولى للجزء الخاص بالمشروع داخل الحدود المصرية والذي سينطلق من القاهرة إلى المنيا، على أن يجري العمل في المرحلة الثانية من المنيا إلى أسيوط، أما المرحلة الثالثة من المشروع ستبدأ من أسيوط حتى قنا، أما الرابعة والأخيرة فستبدأ من قنا وحتى معبر أرقين على الحدود مع السودان.
وسيمر الطريق البري العملاق عبر 9 دول إفريقية، هي (مصر، والسودان، وكينيا، وإثيوبيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي، والجابون، وحتى كيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا).
٤- مشروع الربط البري "السكة الحديد"
يستهدف المشروع العملاق إنشاء سكة حديد تربط دول إفريقيا ببعضها البعض، وستكون انطلاقتها من الأراضي المصرية من العاصمة الثانية الإسكندرية حتى الخرطوم.
وجاءت فكرة المشروع بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة للعاصمة السودانية، الخرطوم، وسيبلغ طول السكة الحديد ما يقرب من 900 كم.
وكان التحدي الأكبر الذي واجه المشروع هو عدم تناسب سكك حديد مصر والسودان مع مواصفات سكك حديد مصر والعالم، لذا تم الاتفاق بين البلدين على تغيير خط سكك حديد السودان لاستبدالها بحديثة تتناسب مع المواصفات المصرية.
ويهدف المشروع إلى تسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين، وليس هذا فقط بل سينقل القطار الركاب والبضائع معا، وسيتم تمويله من الجانب الصيني في الغالب أو من دول الخليج، وسيمتد في الأراضي السودانية بطوال 250 كم، بإجمالي 900 كم في البلدين.
٥- مشروع الربط الكهربائي المصري القبرصي اليوناني
وقّعت مصر واليونان، في أكتوبر 2021، مذكرة تفاهم لدراسة إنشاء خط الربط الكهربائي البحري، كما أبرمت مصر واليونان وقبرص في 2019 اتفاقية إطارية بشأنه. وتصل قدرات الخط بطول 1600 كيلومتر وعلى عمق 3 آلاف كيلومتر، إلى 3 جيجاواط، بتكلفة تقترب من 5.5 مليار يورو.
وسيسهم هذا المشروع "طريق للطاقة الكهربية" فى ربط الشبكات الوطنية فى مصر قبرص واليونان، بواسطة كابل بحرى تيار جهد عال مستمر (HVDC ) بطول 1396 كيلو مترا.
كان الرئيس السيسي قد أصدر ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس ورئيس وزراء جمهورية اليونان، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، إعلانًا مشتركًا في ختام القمة الثلاثية السابعة التي عقدت في القاهرة في 8 أكتوبر 2019، أعربت عن رغبتها في مواصلة تعزيز تعاونهم في مسائل الطاقة.
وفي هذا الصدد، قال الإعلان المشترك الصادر عن الزعماء الثلاثة، “لقد أدركوا أهمية إنشاء شبكة كهربائية بين مصر وقبرص واليونان، مثل الاتفاقية الإطارية بين الشركة المصرية القابضة للكهرباء والشركة الأوروبية الإفريقية للرابط في 22 مايو. 2019.
وقد عبر نيكوس أنستاسياذيس، رئيس جمهورية قبرص، وعبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وأليكسيس تسيبراس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، فى تصريح مشترك عقب القمة الثلاثية الخامسة بين قبرص – مصر – اليونان، فى نيقوسيا بتاريخ 21 نوفمبر 2017، عن التزامهم الثابت لدعم التعاون الثلاثي فى مجالات الطاقة وأشاروا إلى كابل الربط الكهربي EuroAfrica Interconnector، الذى سوف يساهم فى أمان الطاقة والتغذية بالطاقة الكهربائية.
ويتضمن مشروع EuroAfrica Interconnector الربط الكهربى للشبكات الكهربائية لمصر وقبرص وكريت وأتيكى اليونان بواسطة كابل بحرى تيار جهد عال مستمر HVDC ومحطات محولات أرضية فى كل بلد، بقدرة إجمالية تبلغ 2000 ميجاوات، ويعد المشروع طريقاً للطاقة، بطول 1396 كيلو مترا، سوف يربط بين إفريقيا وأوروبا. يوفر طريقاً بديلاً موثوق به لنقل الطاقة الكهربائية من وإلى أوروبا.
ويدخل مشروع EuroAfrica Interconnector فى إطار سياسة الطاقة للإتحاد الأوروبي ويساهم فى تحقيق أهداف الطاقة التالية: إنهاء عزلة قبرص فى مجال الطاقة، باعتبارها دولة عضو فى الاتحاد الأوروبي، وتعد قبرص الدولة الأخيرة المنعزلة فى مجال الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبى، دون ربط سواء من ناحية الطاقة الكهربية أو الغاز الطبيعى، ويعد إنهاء عزلة الدول الأعضاء فى مجال الطاقة، هدفاً هاماً للإتحاد الأوروبى. كما يوفر كابل EuroAfrica Interconnector طريقاً للطاقة الكهربائية من مصر، قبرص، اليونان ( أوروبا )، حيث يكون بإمكان الاتحاد الأوروبى من خلاله ضمان توريد الطاقة الكهربائية المنتجة من احتياطيات الغاز الطبيعى فى قبرص ومصر، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة المتاحة، مما يسهم فى ذات الوقت فى تكامل السوق الداخلية الأوروبية.
يضمن كابل EuroAfrica Interconnector أمان توريد الطاقة للدول الثلاثة المشاركة ونظام الإتحاد الأوروبى، بصورة عامة، بواسطة توحيد الشبكات المنعزلة لقبرص بالشبكات المصرية والأوروبية وضمان تدفق الطاقة بدون توقف وفى اتجاهات متعددة، كما يساعد بدرجة هامة على تنمية مصادر الطاقة المتجددة وخفض انبعاث ثانى أكسيد الكربون، ويحقق فوائد اقتصادية وجيوستراتيجية هامة للدول المشاركة.