Close ad

مستقبل الدراسات اليابانية في مصر

19-11-2024 | 12:49

في الفترة من 1 إلى 2 يونيو 2024م استضافت الجمعية الدولية للغة اليابانية.. بدولة اليابان، أعمال المؤتمر الدولي للغة اليابانية.. بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجمعية.. وتزامنًا مع العيد الذهبي لتأسيس أول قسم للغة اليابانية في الشرق الأوسط.. قسم اللغة اليابانية بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وركزت أعمال المؤتمر الدولي باليابان على "الاتجاهات البحثية للدراسات اليابانية في العالم".. وذلك في إطار تطور الدراسات اليابانية حول العالم، منذ الطفرة الاقتصادية لليابان في سبعينات القرن الماضي، والهدف الرئيسي للمؤتمر دراسة نشأة وتطور الدراسات اليابانية في العالم، بالإضافة إلى وضعها الحالي وآفاقها من منظور عالمي.. وكيف تأثرت الدراسات اليابانية بـتطور الذكاء الاصطناعي، سعدت بدعوتي للمشاركة في أعمال المؤتمر متحدثًا في إحدى الجلسات تحت عنوان "الاتجاهات البحثية للدراسات اليابانية في مصر"، وذلك مع كوكبة من الخبراء والأساتذة المدعوين من أنحاء العالم اليابان وأمريكا وبريطانيا والصين وكوريا الجنوبية وفيتام، وفرنسا، وفي الجلسة الافتتاحية تحدث مدير عام الجمعية اليابانية الدكتور ايشيجورو عن تاريخ الجمعية اليابانية للغة اليابانية وإنجازات الجمعية الأكاديمية على مدار الثمانين عامًا.

وفي سياق متصل تحدث الأساتذة عن الجهود المبذولة لتطوير "الدراسات اليابانية"، وطرق تدريسها، والجهود المبذولة لتطويرها في ظل عصر الذكاء الاصطناعي والتحديات غير المسبوقة، وانتشار الترجمة الآلية، وأيضًا تطرقت أعمال الجلسات إلى مجالات الدراسات الفكرية الثقافية، والدراسات الأدبية، والشيء اللافت للنظر من كلمات الأساتذة خلال الجلسات، تأثير الظروف الاجتماعية على الدراسات اليابانية، فبسبب انخفاض معدل المواليد مثل البلدان الغربية وأمريكا وكوريا الجنوبية، أدى ذلك إلى انكماش تـأسيس أقسام اللغة اليابانية في بلدانهم، وبالتالي انخفاض عدد الدارسين للغة اليابانية، وبالتالي أيضًا تأثر سوق العمل، والمسيرة المهنية المستقبلية، لقلة خريجي أقسام اللغة اليابانية، عكس ما يحدث عندنا في مصر وفيتنام والصين، وتحدثت عن التجربة المصرية في الدراسات اليابانية، وظاهرة تزايد أقسام اللغة اليابانية في مصروالدول العربية، فتتسارع الجامعات المصرية لتأسيس أقسام للغة اليابانية، فبخلاف قسم اللغة اليابانية بكلية الآدب جامعة القاهرة الذى تأسس عام 1974م، تأسس قسم آخر للغة اليابانية نظام الساعات المعتمدة، وموازٍ للقسم الأساسي بمركز اللغات المتخصصة والترجمة عام 2018م   بجامعة القاهرة، وهذا دليل على تزايد عدد الراغبين لدراسة اللغة اليابانية، وفي عام 1993م تم تكليفي من السفارة اليابانية بالقاهرة بالتعاون المؤسسة اليابانية في تأسيس برنامج اللغة اليابانية بقسم اللغات الآسيوية كلية اللغات جامعة الملك سعود بالرياض، وبعد سنوات أي في عام 2000م تأسس قسم اللغة اليابانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، وبعدها تأسس في الجامعات الخاصة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالسادس من أكتوبر عام 2005م، وفي عام 2013م تم تكليفي أيضًا بتأسيس قسم اللغة اليابانية بكلية الألسن جامعة أسوان جنوب مصر ليخدم أبناء الصعيد، ويعتبر الجسر الثقافي بين مصر ودول القارة الإفريقية أيضًا، وفي عام 2016م تأسس قسم اللغة اليابانية بكلية الآداب جامعة بنها، ومع تطور الدراسات اليابانية في مصر، وتطور الاتجاهات البحثية، تأسس مركز الدراسات اليابانية بجامعة القاهرة، في عام 2017م، لتتوسع الدراسات اليابانية في مصر ليس فقط في اللغة والأدب والفكر والثقافة، بل امتدت إلى الاقتصاد والإدارة والسياحة، بعدها بثلاث سنوات تأسس قسم اللغة اليابانية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وفي عام 2020م تأسس قسم اللغة اليابانية في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأهرام الكندية، ومع تزايد الرغبة في تعلم ودراسة اللغة اليابانية بالجامعات المصرية، تلقيت العديد من اللوائح الدراسية لتقييم مقررات برنامج اللغة اليابانية بجامعاتها مثل جامعة سوهاج وجامعة أسيوط، فكل هذه الأقسام تحت التأسيس.

والجدير بالذكر أيضًا مع ازدهار وتطور الدراسات اليابانية في مصر، وبالأخص في جامعة القاهرة، تأسس برنامج الدراسات العليا" ماجستير ودكتوراه" عام 1994م الأوحد على مستوى الشرق الأوسط، وفي العام نفسه نظم القسم احتفالية ثقافية علمية بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس القسم، وبهذه المناسبة تأسست مجلة القسم العلمية "اللغة والثقافة Kotoba-to-Bunka"، في عام 1997م صدر العدد الثاني من المجلة، وفي عام 1999 بمناسبة مرور 25 عامًا أي العيد الفضي على تأسيس قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة العيد، نظم القسم احتفالية ثقافية علمية، ومع تطور آفاق الدراسات اليابانية كنظام أكاديمي، وتأسيس الدراسات العليا  بدأت الاتجاهات البحثية بالقسم تتوسع ليس فقط اللغة والأدب، بل امتدت إلى الدراسات الفكرية والثقافية والتخصصات الدقيقة في الدراسات اليابانية، ومع هذا التطور ففي عام 2005م نظم القسم أول مؤتمر علمي دولي بمناسبة مرور 30 عامًا على تأسيس القسم، شارك فيه العديد من الأساتذة اليابانيين المتخصصين، وكان تحت عنوان "الدراسات اليابانية في مصر"، وقبل هذا الحدث بعام واحد تأسس برنامج الدراسات العليا بقسم اللغة اليابانية كلية الألسن جامعة عين شمس، ويعتبر هذا نقطة تحول في الدراسات اليابانية في مصر، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التواصل العلمي مع المؤسسات العلمية البحثية اليابانية يزدهر ويتطور.

ففي عام 2007م نظم قسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة منتدى علميًا بالتعاون مع أكبر مركز للدراسات اليابانية في اليابان "المركز الدولي للدراسات اليابانية Kokusai-Nihon-Bunka-Kenkyū-Sentā"، والمركز الثقافي الإعلامي بالسفارة اليابانية ومكتب "المؤسسة اليابانية Japan Foundation" الراعي الرسمي لنشر اللغة والثقافة اليابانية في العالم، وكان المنتدى تحت عنوان "الدراسات اليابانية-الماضي الحاضر- المستقبل"، ويهدف هذا المنتدى إلى دراسة نشأة وتطور الدراسات اليابانية في مصر واليابان، من خلال عقد حلقات نقاش مع الخبراء المدعوين، وننظر في تطور وآفاق الدراسات اليابانية في مصر واليابان مع المشاركين، بدأت الدراسات اليابانية في مصر تأخذ تطورًا لافتًا للنظر، بدأت الأجيال الشابة من الباحثين في برنامج الدراسات العليا يشاركون في مؤتمرات وندوات القسم، ففي عام 2010م نظم قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة مؤتمرًا كبيرًا بمناسبة مرور 35 عامًا على تأسيس القسم، تحت عنوان "الدراسات اليابانية في مصر-الماضي الحاضر- المستقبل" شارك فيه باحثو الدراسات العليا مع أساتذة القسم والخبراء المدعوين من الخارج، وشاركوا بالأبحاث وحلقات النقاش حول الاتجاهات البحثية الحالية وتطور آفاق الدراسات اليابانية المستقبلية، بالقسم.

واستمررًا لتطور الدراسات اليابانية في جامعة القاهرة، نظم القسم عام 2014م مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان" واقع الدراسات اليابانية في العالم العربي"، بمناسبة مرور 40 عامًا على تأسيس القسم، شارك فيه آساتذة من قسم اللغة اليابانية جامعة الملك سعود، ناقش المؤتمر الاتجاهات البحثية والتنوع البحثي للدراسات اليابانية في مصر والعالم العربي، والتحديات التي تواجه الدراسات اليابانية في العالم العربي. 

ومع تأسيس مركز الدراسات اليابانية داخل جامعة القاهرة عام 2017م، نظم المركز مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان "إعادة النظر في التحديث في المجتمعات غير الغربية: حالة اليابان (شرق آسيا) ومصر (العربية Rethinking Modernization in Non-Western Societies: The Cases of Japan (East Asia) and Egypt (Arabia) "، وذلك بالتعاون مع جامعة "كوروميه Kurume" اليابانية، ومن خلال حلقات النقاش مع الخبراء اليابانيين المدعوين، ناقش المؤتمر فكرة التحديث في مصر واليابان، والتحديات التي تواجه المجتمعين المصري والياباني تجاه فكرة التحديث، والآفاق المستقبلية للدراسات اليابانية في مصر واليابان.

لا أكاد أصدق أنه قد مرت 50 عامًا على تأسيس قسم اللغة اليابانية الذي نحتفل هذا العام بذكرى ميلاده، ومع احتفال قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة بالعيد الذهبي الخمسين لتأسيسه، نظم مركز الدراسات اليابانية داخل جامعة القاهرة في الفترة من 16-17 نوفمبر الماضي، مؤتمرًا دوليًا داخل الجامعة، وخرج المؤتمر بتوصيات في مقدمتها التحديات التي تواجه الدراسات اليابانية، والجدير بالذكر أيضًا في هذا السياق ومع هذا التاريخ الطويل للدراسات اليابانية في مصر، تم تكريم قسم اللغة اليابانية من قبل "المؤسسة اليابانية Japan Foundation" الراعي الرسمي لنشر اللغة والثقافة اليابانية في العالم بطوكيو في احتفالية كبرى عام2011م، كأفضل قسم لغة يابانية على مستوى العالم، ففي نهاية المقال أحب أن أنوه إلى أن قسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة إحدى القوى الناعمة لنشر اللغة والثقافة والدراسات اليابانية في مصر والعالم العربي والشرق الأوسط، وجسر ثقافي علمي للصداقة بين مصر واليابان.

أستاذ بقسم اللغة اليابانية بآداب القاهرة 
وأستاذ زائر بقسم اللغة اليابانية كلية اللغات جامعة الأهرام الكندية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: