من اللحظة الأولى التي ظهر فيها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى جوار الرئيس المٌنتخب دونالد ترامب أثناء الحملة الانتخابية والتكهٌنات بشأن الدور المُزمع أن يقوم به إيلون ماسك لا تتوقف، والجدل بشأنها وشأنه يشغل المشهد السياسي والإعلامي والاقتصادي، بينما سيكون لدى إيلون ماسك الآن دور آخر سيقوم به بجانب عدد لا يٌحصى من الأدوار الأخرى التي يقوم بها في شركة تسلا أو في شركة سبيس إكس أو شركة إكس إيه آي إلا أن الفوائد الرئيسية لماسك وتسلا تفوق بكثير أي سلبيات لأغنى رجل في العالم في الحياة السياسية الأمريكية بعد أن فاز حليفه وصديقه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة باكتساح وبفارق كبير جدًا عن المٌرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس بايدن والخسارة الكبيرة التي لحقت بها وبحزبها الديمقراطي..
وكانت رحلة إيلون ماسك قد بدأت مع ترامب بمنشور على منصته الشهيرة بــ "إكس" كتبه في غضون دقائق بعد محاولة اغتيال فاشلة لترامب في شهر يوليو الماضي معلنا فيه صراحة دعم ترامب في السباق الانتخابي وتوطدت علاقة المليارديرية مع مواصلة الأخير سباقه الانتخابي المٌحتدم، ثم إعلان النصر ليلة الخامس من نوفمبر الجاري وبعدها انكشف الدور الذي سيقوم به صاحب بعض أكبر الشركات في العالم بعدما أعلن ترامب الرئيس المٌنتخب حديثا أن إيلون ماسك سيتولى الإشراف على لجنة الكفاءة الحكومية، وحتى الأن التفاصيل ليست كاملة وليست وافية، لكن وفق التقارير والتصريحات، فإن هذه اللجنة لن تخضع لإطار حكومي رسمي أي أنها ليست وكالة حكومية وليست وزارة..
وبحسب ترامب نفسه سيتولى ماسك والمرشح الرئاسي السابق للحزب الجمهوري (فيفيك راماسوامي) والأخير أيضا دعم حملته قيادة اللجنة التي ستحمل أيضا اسم Dodge إشارة إلى العملة الرقمية التي أعلن ماسك دعمه لها قبل أكثر من ثلاثة أعوام وأثارت حينها ضجة كبيرة، وكما قال الرئيس المٌنتخب دونالد ترامب ستٌقدم اللجنة المشورة والتوجيه من خارج الحكومة والهدف منها هو تفكيك البيروقراطية الحكومية، وخفض اللوائح الزائدة وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية، وأمام ماسك مٌهلة حتى الرابع من يونيو 2026 للانتهاء من المهمة، وفق ترامب لكن ماسك توقع أن يٌنهي المهمة قبل ذلك الوقت بكثير، وتم إطلاق الحساب الرسمي للجنة على منصة "إكس" تويتر سابقًا، وجاء في أول منشور أنها ستعمل على ضمان إنفاق أموال الضرائب بحكمة..
وكان لافتا أنها طلبت تعيين موظفين "ثوريين" يعملون لديها، على أن يكونوا على استعداد للعمل لمدة 80 ساعة أو أكثر في الأسبوع، أما عن خطة العمل فقال ماسك في مقابلة مع اليوتيوبر الشهير جو ريجان إنه يأمل في تقليص حجم الوكالات الحكومية لتكون أصغر كثيرًا، مٌشيرا إلى رغبته في خفض تريليوني دولار من الميزانية، وقال ماسك خلال أحد المٌنتديات إن هناك الكثير من الهدر الحكومي وقال: نحن كدولة بحاجة إلى العيش في حدود إمكانياتنا، وهذا يعني فقط النظر في كل بند وكل نفقات.
وتٌشير تصريحات ماسك إلى إدراكه للمصاعب التي قد تنتج عن هذه الاستقطاعات الحكومية، ووصفها بأنها ستكون صعوبات مؤقتة يعقبها ازدهار طويل الأجل في نهاية المطاف، وفي محاولة لتخفيف الأعباء على الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم اقترح صرف أجور الموظفين لسنوات..
أما راماسوامي رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فكان أكثر دقة في تحديد الأهداف، وخلال حملته الانتخابية قال إنه يؤمن بضرورة الاستغناء عن 75 في المئة من الموظفين الفيدراليين، ويعمل حوالي 2.3 مليون مدني في الحكومة الفيدرالية، ما يقرب من 60 في المئة منهم يخدمون في وزارات الدفاع وشئون المحاربين القدامى والأمن الداخلي وتهدف خطته إلى إغلاق وزارة التعليم ووقف عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي ونقل موظفيها إلى وكالات أخرى والتخلص من لجنة التنظيم النووي وتحويل مهامها إلى إدارات أخرى..
وستكشف الأسابيع القادمة المزيد من التفاصيل حول خطة إيلون ماسك وتابعه ترامب، وسنعرف من يتبع من؟ وللحديث بقية