تردد اسم مزولة الجامع الأزهر على مدار الأيام القليلة الماضية واحتل مكانا من خلال مواقع البحث بعدما أعلن الأزهر الشريف عن مشروع لإحيائها في إطار توثيق إسهامات علماء المسلمين في إثراء الحضارة الإنسانية.
موضوعات مقترحة
"البحوث الإسلامية" يناقش مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر
حيث عقدت اللجنة العلمية التي تم تشكيلها لدراسة مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر اجتماعًا بحضور الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وعدد من أساتذة الفلك الشرعي والفقه والمتخصصين في التاريخ والعمارة؛ لبحث تنفيذ مشروع إعادة تركيب المزولة الفلكية إحياءً لمعالم الجامع الأزهر الشريف.
وقال الدكتور محمد الجندي في بيان رسمي صدر عن مجمع البحوث الإسلامية: إن عمل اللجنة يستهدف توثيق إسهامات علماء المسلمين في إثراء الحضارة الإنسانية؛ حيث جمعوا بين علوم الشريعة الإسلامية والعلوم التطبيقية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار تنفيذ توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في العمل على تحقيق رؤية الأزهر الشريف ورسالته، وتأكيدًا على الحركة العلمية التي نشأت في الأزهر الشريف منذ قرون عدة.
مضيفا أن المزولة الفلكية تعتبر من أهم معالم الجامع الأزهر الشاهدة على تراثه العلمي والحضاري، والتي أهداها أحمد باشا كور إلى الأزهر الشريف عام 1163هـ، وكانت تستخدم في تحديد أوقات الصلاة.
وناقشت اللجنة إمكانية إعادة تركيب مزولة الجامع الأزهر مرة أخرى، عبر برمجة ثلاثية الأبعاد من خلال شاشة عرض لتعيد الذاكرة إلى الوهلة الأولى لهذه المزولة، كما اقترحت اللجنة أيضا تفعيل هذه المزولة وكأنها صنعت أمس لتعريف الزائرين، وتوثيق المعلومات التاريخية الخاصة بها.
حكاية مزولة الجامع الأزهر
لكن ماذا تعنى مزولة وما هى استخداماتها؟!
تعد المزولة إحدى الأدوات الفلكية التى كانت تستخدم لتحديد مواقيت الصلاة بواسطة مراقبة ظل العمود المثبت على سطحها المتدرج.
وبحسب ما ذكره الجامع الأزهر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فقد نالت المزاول الشمسية قسطا وافرا من التطوير على أيدى علماء المسلمين الذين جعلوها آلات غاية فى الدقة لقياس جميع ساعات النهار وأنصافها وأرباعها حتى الدقائق كان يمكن حسابها على لوحة المزولة.
ومزولة الجامع الأزهر هى هدية الوالي العثماني أحمد باشا كور عام 1163هـ/ 1749م.
ويذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار نصا (وفى عام 1162هـ وصل إلى مصر حضرة الجناب الأفخم الوالي العثماني أحمد باشا المعروف بكور فلما استقر بالقلعة وقابله صدور العلماء ثم تكلم معهم فى الرياضيات فأحجموا وقالوا: لا نعرف هذه العلوم، فقال الباشا للشيخ عبدالله الشبراوي شيخ الجامع الأزهر: المسموع عندنا بالديار الرومية أن مصر منبع الفضائل والعلوم وكنت في غاية الشوق إلى المجيء إليها، فلما جئتها وجدتها كما قيل" تسمع بالمعيدي خير من أن تراه".. والمعيدي مثل يضرب لمن له صيت وذكر ولا منظر له والمعيدي هو معد بن عدنان أحد رجالات العرب وقد صغروه وخففوا منه الدال - فقال له الشيخ عبدالله الشبراوي: هى يا مولانا كما سمعتم معدن العلوم والمعارف، ولكن غالب أهل الأزهر لا يشتغلون بشيء من العلوم الرياضية إلا بقدر الحاجة الموصلة إلى علم الفرائض والمواريث).
يتابع الجبرتى في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار، أن الوالى العثمانى أحمد باشا من الشيخ عبدالله الشبراوي طلب الاتصال بأحد العلماء المشتغلين بعلم الفلك فأشار عليه بالشيخ حسن الجبرتى والد المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى فاستدعاه وتناقش معه وكان يتردد إليه يومين فى الأسبوع ليقرأ عليه كتب الرياضة والفلك، وقد بلغ إعجاب الوالى العثمانى بالشيخ حس الجبرتى أنه كان يقبل يده.
يتابع قوله "ثم اشتغل عليه الوالد برسم المزاول والمنحرفات حتى أتقنها ورسم على اسمه عدة منحرفات على ألواح كبيرة من الرخام صناعة وحفرا بالأزمير كتابة ورسما، وعمل له تاريخا منظوما نقشه عليها".
ونصبت مزولة الجامع الأزهر فى أعلى الواجهة الغربية المطلة على الصحن.
المزولة الفلكية بالجامع الأزهر ساعة شمسية لمعرفة الوقت