توقعت مؤسسات خدمات مالية ، اليوم، أن تشهد السنوات الأربع المقبلة استعادة سوق الاستحواذ والاندماج بين الشركات قوته وحيويته ليحقق ما يقرب من 100 صفقة استحواذ واندماج سنوياً، مدعوماً بفوز دونالد ترامب وخفض معدلات الفائدة وتخفيف القيود على المنافسة والاحتكار، حسبما وعد الرئيس المنتخب في حملته الانتخابية.
موضوعات مقترحة
ويتهيأ قطاع الخدمات المالية لإنطلاقة متوقعة للاستفادة من التخفيضات الضريبية المحتملة، وتخفيف القيود واللوائح التنظيمية، وإشاعة مناخات استثمارية مشجعة للتمويل، ما سيشغل الطلب على إبرام صفقات، التي يرى ترامب أنها "نوع من أنواع الفنون".
ينقل موقع "كيو زد" الأمريكي، المعني بالمال والاقتصاد، تقديرات مؤسسة "جولدمان ساكس" بأن تنتعش عمليات الاستحواذ الاندماج بنسبة 20 في المائة في 2025، بفضل نمو مكاسب الأسهم المالية والاقتصادية، وتخفيف الأوضاع المالية نسبياً، واحتواء هشاشة السوق.
يقول مايك مايو، مدير شركة "ويلز فارجو" المالية إن سوق الاندماجات سجل، خلال العامين الماضين، ما بين 70 و80 صفقة اندماج واستحواذ بقيمة 50 مليون دولار أو أكثر.لافتا إلى أن حقبة ترامب الأولى تعكس مستويات تاريخية من مثل تلك الصفقات ليصل متوسطها 78 صفقة اندماج واستحواذ سنوياً ما بين الفترة من 2017 حتى 2019، مقارنة بـ15 و27 صفقة في عامي 2023 و2024 على التوالي.
خلق ذلك الوضع المحبط لسوق الاندماجات في العامين الماضيين، من وجهة نظر مايو، مناخاً يشعل "الرغبة والقدرة" للوصول بصفقات الاندماج والاستحواذ إلى ما هو أكثر من 100 صفقة سنوياً على مدار السنوات الأربع المقبلة.
رسم ترامب لنفسه صورة الرجل الذي "يطيح بالخطوط الحمراء"، ويتوقع أن ينأى بنفسه بعيداً عن سياسات مكافحة الاحتكار وغيرها من اللوائح والضوابط المقيدة التي أبطأت من أنشطة الصفقات في السوق في العام الماضي. كانت إدارة بايدن فرضت سلسلة تدابير إرشادية لعمليات الدمج، وصفها أحد الخبراء القانونيين بأنها "معادية" للاندماج والاستحواذ.
في السنوات القليلة الماضية، فرضت وزارة العدل و"لجنة التجارة الفيدرالية" ، أو ربما سعت إلى، منع إبرام عدد من صفقات الاندماج الكبرى، من بينها عروض صفقات بين شركتي خطوط الطيران منخفضة السعر "جيت بلو" و"سبيريت"، وبين سلسلتي البقالة الشهيرتين "كروجر" و"ألبرتسون".
يرصد موقع "كيو زد" ميول مجلس الاحتياط الفيدرالي الرامية إلى خفض أسعار الفائدة، بما يقلص من كلفة رأس المال، وهو ما يساعد على إشعال عمليات الاندماج. وينقل عن كورتني وانج، الشريك وخبير الخدمات المالية في شركة "كوين إمانويل" قوله إن العديد من الشركات التي أبقت نفسها في الهامش بعيداً عن السوق بفائدته المرتفعة، شرعوا حالياً في التخطيط بشكل استراتيجي للاستفادة من انخفاض تكاليف الانقراض في الأسواق.
في الوقت الراهن، تتوقع "وول ستريت" أن يصل معدل الفائدة المحايد أو الانتقالي الذي يبغاه مجلس الاحتياط الفيدرالي ليراوح بين 3.25 و3.5 في المائة، وهو مستوى إقراض رخيص، رغم أنه لايزال أعلى من مستويات ما قبل جائحة كورونا.
تصدر قطاعا التكنولوجيا والنفط بقية القطاعات في سوق الاندماج والاستحواذات في السنوات الأخيرة، مدعومين بزيادة أنشطة الذكاء الاصطناعي، داخل الشركات التكنولوجية وغير التكنولوجية على حد سواء. وبدأت شركات القطاعين في الاستحواذ على شركات ناشئة ومنافسة للمساعدة في كسب مكانة تنافسية عبر امتلاك وتوفير قدرات الذكاء الاصطناعي.