شارك مجلس حكماء المسلمين، في ندوة حوارية بعنوان "من صنع السياسات إلى التطبيق.. كيف يمكن رموز الأديان قيادة الجهود المحلية للتكيف"، التي نظمتها مؤسسة "أديان من أجل السلام"، ضمن فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية باكو، وتعقد على مدار أسبوعين في الفترة من 12 إلى 22 نوفمبر الجاري.
موضوعات مقترحة
وفي كلمته، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، التي ألقاها نيابةً عنه محمد بحر، مدير التخطيط الإستراتيجي بالمجلس، أنَّ البشرية تواجه في الوقت الراهن لحظة حاسمة في كفاحها المشترك ضد أزمة المناخ، والتي تتطلب التزامًا جماعيًّا وعملًا تحويليًّا يحقق التقدم الجذري المنشود، مشيرًا إلى أن موضوع هذه الجلسة يعكس الدور المحوري الذي تضطلع به المجتمعات الدينية، وهو تحويل القيم والمثل العليا التي تستند إلى مبادئ أخلاقية راسخة وإيمان عميق بالرحمة وحماية الأرض إلى أفعال ملموسة وفعَّالة.
وقال الأمين العام، إنَّ الأديان كانت -ولا تزال- قوة عظيمة تدفع نحو تحقيق العدالة وحفظ البشرية، مستشهدًا بالآية الكريمة: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} [سورة الأعراف 56]، مؤكدًا أن هناك مسئولية أخلاقية تقع على عاتق الإنسانية بأسرها لمواجهة التحديات البيئية والتصدي للآثار السلبية الناجمة عن أزمة المناخ، التي تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة، لافتًا إلى أن قادة ورموز الأديان يؤدون دورًا فريدًا، فهم بمثابة مرشدين أخلاقيين ومؤسسات موثوقة في مجتمعاتهم، مما يمنحهم قدرة على تمكين المجتمعات المحلية، خاصة تلك التي تعاني من نقص الموارد والخدمات.
وأوضح أهميَّة دعم الحكمة المحلية التي تحمل تراثًا غنيًّا من المعرفة التقليديَّة ما يمكنها الإسهام في تطوير إستراتيجيات تكيف فعَّالة داخل المجتمعات لا سيما الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، والتأكد من أن الحلول تُبنى بالتعاون مع أولئك الذين يعانون بشكل مباشر جراء تغير المناخ، بما يعزز من فعالية وملاءمة هذه الحلول، مؤكدًا أن "جناح الأديان"، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع تحالف من المنظمات الدينية حول العالم، أصبح علامة فارقة في مؤتمرات الأطراف؛ حيث جمع بين قادة الأديان والعلماء وصنَّاع السياسات لبحث الحلول اللازمة لمعالجة تحديات تغير المناخ، كما أكَّد أن الإيمان والعلم ليسا متضادين بل متكاملين؛ حيث قاد قادة الأديان النقاش المناخي بطريقة تجمع بين الحكمة الروحية والدقة العلمية، لافتًا إلى أن جناح الأديان نجح في إلهام حلول مبتكرة قائمة على الالتزام الأخلاقي والديني، مما يثبت قدرة المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية أن تتلاقى مع الفكر العلمي الدقيق لخلق مستقبل أكثر عدالة واستدامة.
واختتم الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين كلمته بتأكيد ضرورة الانتقال من وضع السياسات إلى التطبيق، وذلك من خلال وضع الحكومات والمنظمات الدولية الأطر والسياسات، بينما يوفر قادة الأديان الوصول الشعبي والبوصلة الأخلاقية، موضحًا أن العمل المشترك بين هذه الأطراف يمكن أن يؤدي إلى تشكيل تحالف قوي يمكن المجتمعات من قيادة جهود التكيف المناخي بشكل فعال وحاسم.
.