دخلت السفينة (منغ شيانج)، أول سفينة صينية للحفر العلمي والاستكشاف في أعماق المحيطات، العمل رسميا، اليوم الإثنين؛ حيث تم تصميمها وبناؤها محليا مع تمتعها بعمق أقصى للحفر يبلغ 11 كيلومترا، وذلك في مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين، ما يمثل خطوة مهمة للوصول إلى حيث لم تغامر البشرية من قبل.
موضوعات مقترحة
وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أن السفينة تعد أكبر سفينة أبحاث علمية في الصين، وتصل أبعادها إلى 179.8 متر طولا، و32.8 متر عرضا، بينما تبلغ إزاحتها 42600 طن، وتتمتع بمدى يبلغ 15000 ميل بحري مع إمكانية الدعم الذاتي لمدة 120 يوما، والقدرة على استيعاب 180 شخصا، مشيرة إلى أن السفينة مجهزة بأول منصة رفع هيدروليكية في العالم قادرة على استكشاف النفط والغاز وأخذ العينات الأساسية مع قدرة رفع لأعلى تصل إلى 907 أطنان.
وأوضحت أن السفينة تدعم أربعة أساليب للحفر، وثلاثة أساليب لأخذ العينات، مما يلبي احتياجات تشغيلية متنوعة، مثل استخراج العينات من أعماق المحيطات واستكشاف الموارد في أعماق البحار، وتضم أيضا تسعة مختبرات متقدمة تغطي مجالات، مثل الجيولوجيا والكيمياء الجيولوجية وعلم الأحياء الدقيقة وعلم المحيطات وتكنولوجيا الحفر، كما تحتوي السفينة على أول نظام تخزين عينات محمول بحرا في العالم، والذي يدعم البحوث البحرية، مشيرة إلى أنه بوسع السفينة أن تعمل بشكل طبيعي في ظروف البحر الهائجة، وهي قادرة على القيام بمهام عالمية في المياه غير المقيدة، باعتبارها مصممة لتلبية معايير السلامة ضد الأعاصير الفائقة.
وقال مدير هيئة قوانغتشو للمسح الجيولوجي البحري التابعة لهيئة المسح الجيولوجي الصينية شيوي تشن تشيانج "إن عينات من لب صخور الأرض العميقة التي ستستخرجها السفينة ستزود العلماء العالميين بأدلة مباشرة لدراسة تكتونيات الصفائح وتطور القشرة المحيطية والمناخ البحري القديم وتطور الحياة، وستساعد البشرية على تحسين فهم المحيطات وحمايتها واستخدامها".
وبدوره، قال تشانغ هاي بين كبير مصممي السفينة "إنها السفينة الأولى في العالم التي تدمج وظائف مثل الحفر العلمي في أعماق المحيطات واستكشاف النفط والغاز واستكشاف هيدرات الغاز الطبيعي والاستخراج التجريبي، وبعد جولتين من التجارب البحرية، تجاوزت مؤشرات الأداء الرئيسية للسفينة توقعات التصميم".
جدير بالذكر، أن الأنشطة البشرية والاستكشاف العلمي بشكل تقليدي اقتصر على القشرة الأرضية، التي يبلغ سمكها في المتوسط 15 كيلومترا.. وتحت القشرة تكمن عباءة الأرض، وهي طبقة حاسمة تربط السطح بالنواة، ويمثل دخول (مينغ شيانج) حيز التشغيل خطوة مهمة للبشرية للوصول إلى أو حتى اختراق الحدود بين القشرة والعباءة.