ألقت صحيفتا (نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست) الأمريكيتين، الضوء على الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينج في ليما عاصمة بيرو، على هامش اجتماعات قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
موضوعات مقترحة
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)، أن بايدن وشي اجتمعا للمرة الأخيرة خلال رئاسة بايدن، وتبادلا المجاملات وسط تصاعد التوترات وبدا أن رسائلهما لا تستهدف أحدهما الآخر بقدر ما تستهدف شخصا غير موجود في الغرفة "الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
وقالت إن رسائل بايدن وشي خلال الاجتماع بدت وكأنها موجهة إلى ترامب الذي تعهد باتباع نهج أكثر عدوانية تجاه الصين عندما يصبح رئيسا مرة أخرى في يناير المقبل، بعد أن عملت إدارة بايدن على تجنب تحول التنافس الشرس بين القوتين العظميين إلى صراع مفتوح.
وبحسب الصحيفة، قدم شي، في كلمته الافتتاحية خلال القمة، ما بدا أنه تحذير شديد اللهجة مع دخول العلاقات بين الولايات المتحدة والصين فترة جديدة من عدم اليقين بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
أما بايدن، فبدا في كلمته وكأنه يحاول تقديم الحجة للحفاظ على العلاقة مع بكين، في وقت يتحدث فيه ترامب عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية العقابية على الصين ويختار متشددين في مناصب الإدارة العليا.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه حتى مع بدء جلسة بايدن مع شي على هامش قمة "أبيك" بكلمات تصالحية، فقد أعطت الرئيس الأمريكي أيضا فرصة أخيرة لتحدي الزعيم الصيني بشكل مباشر بشأن بعض القضايا العديدة التي تشعل الخلافات بين البلدين.
ورأت الصحيفة أنه مع اقتراب بايدن- ورؤيته للعالم- من الخروج، تشير تصرفات الصين الأخيرة إلى أنها ليس لديها مصلحة كبيرة في استرضاء واشنطن.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن انزعاجهم من العلاقة الوثيقة المتزايدة بين الصين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتُهم قراصنة صينيون مؤخرا باختراق نظام الاتصالات الأمريكي والحصول على معلومات من هواتف المسؤولين الأمريكيين.
وأضافت "نيويورك تايمز" أنه لم يكن من الواضح مدى استجابة شي لأي من مناشدات بايدن، مع اقتراب موعد انتهاء رئاسته. وتركز الصين حاليا على الاستعداد لعودة ترامب، الذي هدد بمعاقبة بكين برسوم جمركية بنسبة 60 بالمئة على سلعها المصدرة. كما اختار ترامب السيناتور ماركو روبيو، الجمهوري من فلوريدا، الذي اتخذ موقفا صارما تجاه الصين، مرشحًا لمنصب وزير الخارجية.
وأشار شي إلى انفتاحه على التعاون مع البيت الأبيض القادم بقيادة ترامب. لكنه استخدم نبرة صارمة وصريحة حول التنافس بين القوتين العظميين.
وواصلت إدارة بايدن في نواح كثيرة النهج الصارم تجاه بكين الذي بدأته إدارة ترامب الأولى، بما في ذلك التعريفات الجمركية، مع إضافة قيود تهدف إلى إبطاء التقدم التكنولوجي للجيش الصيني.
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"- في تقرير- إن بايدن وشي اجتمعا لمدة ساعتين تقريبا على هامش قمة "أبيك" التي خيمت عليها أجواء من القلق المتصاعد بشأن ما قد تعنيه رئاسة ترامب للعلاقات والتحالفات الدولية، وخاصة بالنسبة لأكبر اقتصادين وأقوى جيشين في العالم.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن بايدن لم ينقل رسائل من ترامب إلى شي، أو العكس.
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة بايدن مع شي كانت من بين أكثر العلاقات أهمية في رئاسته، وكان اجتماع الزعيمين يحمل معنى شخصيا وسياسيا مهما للرئيس الأمريكي، الذي تحدث عن علاقته بشي أكثر من أي زعيم عالمي آخر. ويرى مسؤولون كبار في إدارة بايدن أن صعود الصين يشكل أكبر تهديد طويل الأمد يتعين على إدارة ترامب القادمة مواجهته.
وقال كبار مساعدي بايدن إن مواجهة بكين، وخاصة حول مضيق تايوان، يجب أن تكون أولوية مستمرة للإدارة القادمة. وأكدوا ضرورة أن يكون سلوك الصين "العدواني" في بحر الصين الجنوبي نقطة تركيز لمسؤولي ترامب بمجرد توليهم مناصبهم.
وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة إن بايدن وصل هذه المرة إلى نهاية مسيرته السياسية، متأثرا بنتائج الانتخابات المخيبة للآمال التي حققها حزبه الديمقراطي، ويحاول بشكل عاجل أن يوصل إلى خليفته ترامب أهمية اتخاذ رد فعل حازم ولكن مدروس على الأعمال "العدائية" الصينية.