قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية اليوم السبت إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في سباق مع الزمن، لتنفيذ إجراءات حاسمة للحفاظ على جزء من إرثه قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل.
موضوعات مقترحة
ورغم أن الفترة المتبقية من ولاية بايدن قصيرة، إلا أن فريقه يسعى لضمان استكمال العديد من المبادرات الرئيسية، بدءًا من مشاريع البنية التحتية الكبرى وصولاً إلى الدعم المستمر لأوكرانيا -وفق ما ذكرته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز الخطوات التي تتخذها الإدارة الحالية هي تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية، الممولة بموجب قوانين تاريخية بقيمة تريليون دولار. وفي هذا السياق، أعلن وزير النقل، بيت بوتيجيج، عن تخصيص أكثر من 3.4 مليار دولار في منح لدعم مشاريع تحسين النقل، التي تشمل تحسين خدمات القطارات، ودعم الموانئ الأمريكية، وتقليل وفيات الطرق السريعة.
وقال بوتيجيج: "نحن نستثمر في أنظمة نقل أفضل ستمس جميع أنحاء البلاد، وفي العمال الذين سيقومون بتصنيع المواد وبناء المشاريع".
وتسارعت وتيرة تنفيذ الأهداف البيئية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إزالة الأنابيب التي تحتوي على الرصاص من شبكات المياه، التي أعلنت وكالة حماية البيئة أنها ستعمل على إنهائها في إطار خطة شاملة. كما تم تخصيص نحو 3 مليارات دولار لمساعدة الحكومات المحلية في هذا المجال. وفي خطوة أخرى، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن منح قرض بقيمة 544 مليون دولار لشركة ميتشيغان لتوسيع تصنيع رقائق السيليكون عالية الجودة للمركبات الكهربائية.
ومن بين أولويات بايدن الأخيرة دعم أوكرانيا في مواجهتها مع روسيا حيث أكد البنتاجون سعيه لتسريع إرسال مساعدات عسكرية بقيمة 7.1 مليار دولار، وهي جزء من حزمة أكبر لدعم أوكرانيا في حربها المستمرة. وتعكف إدارة بايدن على تنفيذ هذه المساعدات قبل تولي ترامب منصبه، والذي يعتزم مراجعة سياسات الدعم الأمريكي لكييف.
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد أبرز الأولويات الأخرى التي تسعى إدارة بايدن لتحقيقها هو التصديق على القضاة الفيدراليين قبل انتقال السلطة إلى ترامب. في خطوة مهمة، وافق مجلس الشيوخ مؤخرًا على تعيين القاضية أبريل بيري للمحكمة الجزئية في شمال إلينوي. ويعمل البيت الأبيض على تسريع عملية التصديق على القضاة الآخرين لضمان استمرارية السياسة القضائية التي دعمها بايدن.
ومن جهة أخرى، تسارع وزارة التعليم الأمريكية في إتمام قاعدة قانونية جديدة لإلغاء قروض الطلاب لأولئك الذين يواجهون صعوبات مالية، وهي إحدى المبادرات البارزة في خطط بايدن. ويتوقع أن يواجه هذا الجهد تحديات قانونية، لكن إدارة بايدن تأمل في إتمامه قبل نهاية ولايته.
وفيما يسعى بايدن لإتمام هذه الإجراءات، يتوقع أن تواجه إدارة ترامب القادمة تحديات كبيرة في عكس بعض هذه السياسات. فقد صرح وزير النقل بيت بوتيجيج في مؤتمر صحفي: "نحن ملتزمون بتخصيص الأموال التي وافق عليها الكونجرس قبل مغادرتنا". ومع ذلك، سيضطر ترامب إلى إعادة النظر في بعض القوانين والإجراءات التي تم تنفيذها، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمناخ والطاقة النظيفة، فضلاً عن سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا.
وفي خضم هذه التحركات الأخيرة، يركز البيت الأبيض على "إتمام العمل الذي بدأوه"، في وقت يحاولون فيه ضمان أن سياساتهم ستظل قائمة بعد 20 يناير، وهو ما يجعل هذه الفترة بمثابة اختبار حاسم لإرث بايدن السياسي.
وخلصت الصحيفة بالقول إنه خلال هذه الخطوات، يتضح أن إدارة بايدن تسعى جاهدة لتأمين إنجازات طويلة الأمد، من خلال تسريع تنفيذ قوانين ومشاريع استراتيجية قبل مغادرته منصبه. ورغم أن ترامب سيكون أمامه مجال للتراجع عن بعض هذه السياسات، إلا أن إرث بايدن قد يظل مؤثرًا لفترة طويلة، في ظل تنفيذ هذه الإجراءات بشكل فعّال وملموس.