يواصل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إعلان مرشحيه لشغل المناصب البارزة فى إدارته الجديدة بدءا من يناير المقبل، وكانت آخرها اختياراته للمرشحين لوزارتى العدل والدفاع ومدير منصب الاستخبارات الوطنية، والتى أثارت الجدل بشأن خبرة هؤلاء المرشحين والجدل المثار حول بعضهم.
موضوعات مقترحة
"سيحمي حدودنا، ويفكك المنظمات الإجرامية، ويستعيد ثقة الأمريكيين المحطمة بشدة في وزارة العدل".. بهذه الكلمات وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "مات جايتز" مرشحه لمنصب المدعي العام، وهو الاختيار الأكثر إثارة للجدل الدائر حوله والتحقيق معه بشأن مزاعم سلوك جنسى.
تعهد «ترامب» بعد توليه بالدفع من أجل تحول جذري في وزارة العدل، التي تضم أكثر من 115 ألف موظف وتلعب دوراً رئيسياً في توزيع مليارات الدولارات على هيئات إنفاذ قوانين الهجرة وأمن الحدود والشرطة.
انتخب جايتز صاحب الـ42 عاماً لعضوية الكونجرس الأمريكي عام 2016، ليمثل دائرة في شمال غرب ولاية فلوريدا، واكتسب سُمعة باعتباره أحد أبرز مؤيدي ترامب.
ولعب جايتز خلال عمله في القضاء بمجلس النواب، دوراً رئيسياً في هزيمة خدعة روسيا روسيا روسيا"، في إشارة إلى التحقيقات التي طالته في ولايته الأولى بشأن اتصالات حملته مع روسيا، وأيضاً لـ"الكشف عن الفساد الحكومي المزعج والمنهجي"، معتبراً أن "جايتز بطل الدستور وسيادة القانون"، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وعلقت الصحيفة على ترشيح جايتز بأنه الحليف الأقوى لترامب وشخصية تدور حولها الانقسامات، وتم التحقيق معه من قبل فى قضية إتجار جنسى، لكن لم يتم توجيه اتهامات له.
كما أشارت واشنطن بوست إلى أن جايتز، أثار استياء عدد من أعضاء حزبه أنفسهم، عندما كان يواجه تحقيقا أخلاقيا فى مجلس النواب حول مزاعم سوء السلوك الجنسى والاستخدام غير القانونى للمخدرات وقبول هدايا غير مناسبة.
يأتى ذلك فيما قال مايكل جاست، رئيس لجنة الأخلاقيات فى الكونجرس، إن اللجنة لن تسارع فى إصدار تقرير عن جايتز، الذى نفى بدوره ارتكاب أى مخالفات.
"جايتز".. الأكثر أهمية بعد ترامب
وصفت الدائرة المقربة للرئيس المنتخب ترامب، "جايتز" بأنه "العضو الأكثر أهمية في الإدارة الأمريكية بعد ترامب نفسه"، وأنه "هو مفتاح خطط ترامب لتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي، والعفو عن مثيري الشغب في 6 يناير، والسعي للانتقام من أولئك الذين حاكموه على مدى السنوات الأربع الماضية"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وخلال ولايته الأولى، كان ترامب غاضباً من وزارة العدل التي وصفها بـ"المعوقة"، بما في ذلك وزير العدل السابق جيف سيشنز، الذي سمح بالتحقيق في اتصالات مزعومة بين حملة ترامب لعام 2016 وروسيا، وأيضاً الوزير الذي جاء بعده بيل بار، الذي دحض علناً مزاعم ترامب بأن خسارته في انتخابات 2020 كانت نتيجة للاحتيال.
ولكن لا يزال "جايتز" قيد التحقيق من قبل لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب، بتهمة "سوء السلوك الجنسي"، حيث قالت اللجنة الحزبية في بيان نادر في يونيو الماضى، إن بعض الادعاءات ضد جايتز "تستحق المراجعة المستمرة"، وفق شبكة "سي إن إن" بالعربية.
وقررت وزارة العدل في نهاية العام الماضي، عدم ملاحقة جايتز، بعدما أمضت سنوات في التحقيق بشأن "إمكانية ارتكابه لجرائم جنسية".
إنكار الهولوكوست
كما أثار ترشيح مات جايتز لمنصب وزير العدل جدلاً واسعاً في الأوساط اليهودية بسبب تصريحاته "المثيرة للجدل" واتهامه بـ"مُعاداة السامية"، فضلاً عن دعوته شخصيات عُرفت بإنكارها "الهولوكوست" من أجل حضور خطاب حالة الاتحاد عام 2018، ولذلك اعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن ترامب يقدم بهذا الاختيار شخصية "مثيرة للفتنة" لطالما تجادلت مع الجماعات اليهودية، وتبنت "نظرية مؤامرة مُعادية للسامية".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن أعضاء مجلس الشيوخ، من كلا الحزبين، اندهشوا من ترشيح جايتز لقيادة وزارة العدل، وسط توقعات بأن يواجه عراقيل في مجلس الشيوخ خلال إجراءات التصديق على ترشيحه.
ووصف جايتز، في وقت سابق، رابطة مكافحة التشهير بأنها "عنصرية" بعد أن طالبت شبكة FOX NEWS بطرد المذيع تاكر كارلسون بسبب ترويجه لنظرية مؤامرة "الاستبدال العظيم".
وقال جايتز، حينها، إن كارلسون كان "محقاً بشأن نظرية الاستبدال عندما شرح ما يحدث لأمريكا"، مضيفاً: "رابطة مكافحة التشهير منظمة عنصرية".
وخلال جلسة استماع للجنة القضائية بمجلس النواب عقدت في نوفمبر 2023، استجوب جايتز باميلا نادل، وهي مديرة برنامج الدراسات اليهودية في الجامعة الأمريكية، بشأن ما إذا كان من الممكن انتقاد الملياردير اليهودي والناجي من الهولوكوست جورج سوروس دون أن يتم اعتبار ذلك مُعادياً للسامية.