يمثل إعادة تشغيل وبدء الإنتاج بمصنع الأتوبيسات التابع لشركة النصر لصناعة السيارات، بعد توقفها منذ نحو 15 عاما، يوما مهما في تاريخ مصر وتاريخ الصناعة الوطنية لما لشركة النصر من أهمية كبيرة في تاريخ ووجدان الشعب المصري باعتبارها كانت تمثل في مرحلة تاريخية سابقة قلعة من قلاع الصناعة المصرية.
موضوعات مقترحة
وتأسست في عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، وكان لها دور مهم في دعم الصناعة الوطنية.
ورغم صدور قرار في عام 2009 بتصفية الشركة ، إلا أنه ومنذ عام 2017 كان هناك رغبة قوية من الدولة المصرية والقيادة السياسية بإعادة الشركة من التصفية، و إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها.
ليشهد اليوم السبت الموافق 16 نوفمبر 2024 علي أحد أهم الأيام في تاريخ شركة النصر، حيث جرى تسليم أول دفعة من أتوبيسات "نصر سكاي" التي أنتجتها شركة النصر للسيارات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، إلى شركات وزارة النقل وذلك في احتفالية شهدها رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي.
وتصل الطاقة الإنتاجية لمصنع الأتوبيسات إلى 300 أتوبيس سنويا، ومن المستهدف أن تصل إلى 1500 أتوبيس سنويا بحلول عام 2027، وذلك بنسبة مكون محلي 50% في مرحلتها الأولى على أن تصل لاحقا إلى 60-70 %، ويتم التصدير منها إلى عدد من الدول العربية.
النصر للسيارات قلعة من قلاع الصناعة
قال وزير قطاع الأعمال العام المهندس محمد شيمي، إن الإعلان اليوم عن إنتاج شركة "النصر للسيارات" لأتوبيس جديد بنسبة مكون عالية يمثل نقطة البداية على طريق إعادة الحياة إلى الشركة التي تعد قلعة من قلاع الصناعة وقطاع الأعمال في مصر، وهو ما يسهم في تحقيق الطموحات التي تستهدف الدخول في مجال صناعة السيارات وفقا لمعايير الجودة العالمية.
وأضاف شيمي أن هذه الخطوة في مجال صناعة السيارات تعد لحظة تاريخية في مجال التصنيع، مشيرا إلى دعم القيادة السياسية لصناعة السيارات وتشجيع عودة "النصر للسيارات" للإنتاج مرة أخرى لتواكب التطورات العالمية وتصبح رمزا من رموز الابتكار المحلي وبالتالي تعزيز الإنتاج الصناعي وهو ما يمثل نقطة انطلاق هامة لدعم الاقتصاد.
توفير عملة أجنبية
أكد رئيس الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية عمر بلبع, أن إعادة إنتاج شركة "النصر" للسيارات الذي شهده رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي, له مردود إيجابي للتنافس وإيجاد حصة تسويقية تسمح لتواجد المنتج المحلي بشكل أكبر وتوفير عملة أجنبية وحفاظا على مكانة الصناعة المصرية في مجال السيارات.
وقال رئيس شعبة السيارات في تصريحات خاصة له اليوم السبت, "إن استئناف إنتاج الشركة له انعكاس إيجابي لاستعادة قيمة وتاريخ الشركة لما لها من مصداقية وثقة لدى المواطن المصري", معربا عن أمله أن تزيد نسبة الإنتاج والتجميع المحليين عن المستورد, والخروج من بوتقة نسبة الإنتاج المحلي لتخطي نسبة 50 إلى 55%, خاصة مع استقطاب الشركة لكفاءات مصرية شابة وفتح قنوات جديدة وقوية للصناعات المغذية
وأوضح أن الشركة لها تاريخ ممتد وسمعة جيدة, ومع التحديث والتطوير من خلال القيادة التنفيذية والقيادة السياسية بتطوير محور قناة السويس وفتح مجالات جديدة للتصدير وتشجيع المستثمرين بشكل غير مسبوق والموقع الجغرافي لمصر, يفتح آفاق للانتشار والتواجد بحصة تسويقية على مستوى أفريقيا والدول العربية.
وأشار إلى أن الأساس في تسويق أي منتج هو الكفاءة والسعر, وهما عنصران إذا تواجدا بشكل مرض سيكون كافيا للدعاية وغزو الأسواق والمنافسة، إلى جانب التنوع الذي يشمل أكبر فئة على المستويين العربي والأفريقية.
استعادة تاريخ الصناعة المصرية
بدوره أكد المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، أهمية عودة شركة النصر لصناعة السيارات للعمل من جديد، نظرا للتاريخ الكبير للشركة أن عودة شركة النصر للسيارات للتصنيع، ومن قبلها تطوير مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، خطوات هامة تؤكد علي استعادة التاريخ المصري في الصناعة المصرية، وفقا رؤية الدولة لتوطين الصناعة المحلية.
وقال، إنه بالإعلان عن عودة الحياة للنصر للسيارات فإن ذلك إشعارا بتخطي مطب ابتصنيع المحلي للسيارات، فصناعة السيارات سوق واعد، وداعم للاقتصاد الوطني، وعليه زيادة الطلب في السوق المصر ، كما أنه فرصة لفتح أسواق خارجية لبيع السيارات المصرية.
وشدد عاي الحاجة إلي توطين الصناعة والاعتماد علي الإنتاج المحلي لمواجهة تحدي العملة الأجنبية، في مختلف الصناعات وبينها السيارات، مع الوضع في الحسبان أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لجذب استثمارات جديدة في قطاع الصناعة المصرية.
وأكد على ضرورة التسويق عالميا ومحليا لشركة النصر للسيارات، بتد إنتاج أول أتوبيس جديد بنسبة مكون محلي عالية.
تشغيل النصر للسيارات تأكيد على نجاح استراتيجية تنمية صناعة المركبات
فيما أكد المهندس أسامة الشاهد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالجيزة وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، أن صناعة السيارات أحد أركان الصناعة المصرية والتى تلعب دورا مهما فى تحفيز الاقتصاد الوطني، منوها إلى الجهود الكبيرة التى قامت بها الحكومة فى توطين صناعة السيارات من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة المركبات وبرنامج تحفيز صناعة السيارات المحلية.
وأضاف الشاهد، أن استئناف تشغيل مصنع النصر للسيارات أحد القلاع الصناعية الكبرى فى مصر وواحدة من العلامات البارزة والتاريخية فى صناعة السيارات بعد فترة طويلة من الخسائر والتوقف الكامل، هو دليل على نجاح الاستراتيجية الوطنية وجهود إحياء الكيانات الصناعية المحلية وتعزيز القدرات الإنتاجية.
وتابع رئيس الغرفة التجارية بالجيزة، أن مصنع النصر للسيارات يؤكد أهمية عقد شراكات مع القطاع الخاص والحكومة كأحد الآليات الفعالة لتنفيذ وثيقة ملكية الدولة واستغلال الأصول الحكومية، دون النظر فقط للبيع أو التصفية مالية كآلية وحيدة للتعامل مع الأصول الحكومية.
وأكد أن تشغيل المصنع بشراكات مع القطاع الخاص الأجنبي يسهم فى تعزيز الإنتاج المحلى وفقا لأفضل التكنولوجيات المتطورة، لتلبية احتياجات السوق المتنامية وتقليل الاستيراد بما يسهم فى توفير العملة الأجنبية، فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل والبدء فى التصدير كمرحلة لاحقة.
وتابع، أن النصر للسيارات تستهدف خلال المرحلة المقبلة إنتاج سيارات الركوب وبالتالي يجب العمل على توفير خدمات ومراكز الصيانة وقطع الغيار لاستكمال المنظومة وتوفير خدمات ما بعد البيع لضمان الانتشار سريعا.
جانب من اللقاء