بالرغم من "القيود" المفروضة على الإعلام العبري فيما يخص بنشر الأعداد "الحقيقية" للقتلى والمصابين ونشر الخسائر الميدانية في الحرب على غزة ولبنان؛ إلا أن لديهم مساحة "جيدة" لتوجيه الانتقادات لإدارة الحرب وأهدافها وما تحقق منها..
نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزير الدفاع "المُقال" غالانت بعث رسالة إلى نتنياهو قبل ساعات من الهجوم على إيران يحذره أن الحرب أصبحت بلا هدف، وأن الحرب أصبحت تسير وفق "بوصلة عفا عليها الزمن".
ربما كان غالانت يقصد توهم نتنياهو بأنه ما زال يمتلك قوة الردع، وأن جيشه لا يقهر، وتناسى وربما "لم" يعرف قول ألبرت آينشتاين: "يستطيع أي أحمق جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد؛ لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك".
ونشرت “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو ومقربون منه لديهم شريط فيديو للوزير غالانت وهو يتعارك بالأيدي مع حارس نتنياهو الشخصي!!
يتوهم نتنياهو أنه يملك ساعة البدء ومتى ينتصر وينهي الحرب، بينما الجمهور الصهيوني أصبح معزومًا على "وجبة" يومية من الصواريخ من لبنان، والاختباء في الملاجئ، وأحيانًا دون صفارات الإنذار؛ لأنها لم تنطلق عندما وصلت صواريخ حزب الله نافذة غرفة نوم نتنياهو لأول مرة في تارخ الكيان يتم قصف بيت رئيس الوزراء!
وبعدها أعلنت القناة 12 العبرية أن نتنياهو طلب أكثر من نصف مليون دولار لتعزيز الأمن في منزله.
كتبت “يديعوت أحرونوت” أن الجدار العازل على حدود غزة كلف إسرائيل 3 ونصف مليار شيكل، وتفاخر نتنياهو وغانتس حينها بأن الجدار "سيمنع" أي هجمات من غزة، وبعد 9 أشهر فقط "احتلت" حماس غلاف غزة ليتحول الجدار الفولاذي من رمز "سيغير" الواقع الأمني إلى رمز "للنكبة" في 7 أكتوبر.
ولم يستخدم الإعلام العبري وصف النكبة قبل 7 أكتوبر.
نشرت هيئة البث الإسرائيلية صورة لجنود صهاينة يلتقطون صورة أمام المبنى الذي استشهد فيه السنوار، وعلى المبنى لافتة كتب عليها شعب إسرائيل موحد، لواء الكليات العسكرية وفرقة غزة والجيش الإسرائيلي فخورون بتقديم هذه الهدية لكم في العيد؛ وهي رأس السنوار ليفنى الخطاة من الأرض، أما الأشرار فينعدمون. باركي يا نفسي الأرض".
بينما صنفت صحيفة "هآرتس" العدوان على غزة كأحد أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين.
وسخر موقع حدشوت بزمان على التيلجرام من جيش الاحتلال وكتب: صباح الخير.. الجيش الذي لا يُقهر.. بعد تصريح المتحدث العسكري بوجود طائرة مسيرة من لبنان وأن الجيش لا يعلم أين هي!
يكشف الإعلام العبري أحيانًا عن "حقيقة" ما يجري بعيدًا عما يردده قادة الكيان من أكاذيب؛ بهدف رفع الروح المعنوية ربما "لأنفسهم" قبل ما أن تكون لعامة الناس الذين يتزايد "سخطهم" لعدم تحرير الأسرى، ولطول مدة الحرب التي فاقت أي توقعات..
على سبيل المثال وليس الحصر، فقد "تحدت" هيئة البث الإسرائيلية الرواية الرسمية عن اغتيال السنوار ووسط الاحتفال باغتياله؛ وأعلنت أن السنوار أصبح أسطورة وشخصية أكبر من الشخص نفسه "وسيظل" كذلك لأجيال مقبلة..
نتوقف عند تصريح مراسل القناة 12 العبرية: أصبت الليلة الماضية في لبنان خلال خدمتي كجندي احتياط وكسرت ساقي! فكيف يقاتل أثناء عمله كمراسل؟
ؤبعد بيان لحزب الله يطلب فيه إخلاء 25 مستوطنة وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ الكيان؛ كتبت منصات عبرية على تليجرام: قامت الحرب على لبنان من أجل إعادة المستوطنين وليس لإخلاء من تبقى منها.
كما تداولت منصات إسرائيلية على تليجرام فيديوهات إيرانية تسخر من الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، وسخر روعي كايس مراسل قناة الإسرائيلية من هذا الهجوم قائلًا: لو كنت أنا مكان خامنئي لعدت إلى النوم، وتحققت مما حدث في الصباح.
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" رسالة إساف دغان الطيار الصهيوني لأمه بعد انتحاره: "وجدت الراحة ولن تقلقي علي بعد الآن"، قالت أمه أنه كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة ورفض العلاج، بعد 20 سنة من الخدمة في جيش الاحتلال
وخصصت “يديعوت أحرونوت” افتتاحيتها لنشر لائحة بأسماء 1500 جندي صهيوني قتلوا منذ 7 أكتوبر ووضعتها في غلاف أسود كبير، كما كتبت أن 50 ألف جندي فشلوا في احتلال ولو قرية واحدة في لبنان رغم مرور أسابيع على تواجدهم قرب الحدود مع لبنان، وأن هذا الرقم هو ثلاثة أضعاف الجنود الذين شاركوا في حرب 2006، وطالبت بإنهاء الحرب "بسرعة" مع لبنان مع نشر صور لبعض الجنود القتلى.
كما نشر غالبية الإعلام العبري أن 13 ألف جندي احتياط من بين 17 ألفًا تم التواصل معهم يرفضون العودة إلى الخدمة، وحذرت وسائل الإعلام العبرية من أحداث أمستردام، وأنها تمثل جبهة مقلقة جدًا تجري في الخلفية؛ وهي العداء ضد الإسرائيليين في العالم، ونشرت تحذير الجيش من السفر إلى هولندا ومطالبة الجنود الصهاينة الموجودين في هولندا بالعودة فورًا إلى الكيان.
منذ أعوام صحيفة "معاريف" تحدثت عن سمكة "اكتشفوها" في إسرائيل، تختلف عن باقي الأسماك الأخرى؛ فهي سامة وقاتلة ومن نوع خاص؛ مما حدا بالإسرائيليين تسميتها نصر الله (نسبة إلى حسن نصر الله)؛ فهي جميلة المظهر وبريئة الهيئة، ولكن تكفي لسعة واحدة منها لتشل المرء لأسبوعين أو تؤدي إلى موته.
ولا شك أن كل العرب "يتمتعون" بالبراءة والنقاء ويسعون للخلاص من الكيان الغاصب في أقرب وقت.