ياسر عرفات في ذكرى الرحيل.. مسيرة أبو عمّار بين البندقية وغصن الزيتون| صور

خاض القائد والمناضل ياسر عرفات الكثير من المعارك العسكرية والسياسية منذ بداية مسيرته النضالية حتى وفاته فى سبيل القضية الفلسطينية؛ ليصبح من أهم رموز المقاومة الفلسطينية.

وُلد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات  بالقدس فى 4 أغسطس 1929م، تحت اسم محمد ياسر عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة، ولقب نفسه باسم "أبو عمار"؛ نسبة إلى الصحابي عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ .

انتقل مع أسرته للعيش في القاهرة عام 1937، وكان والده يعمل بتجارة الحبوب والغلال، وعاش بحى السكاكيني بالقاهرة، والتحق عرفات بالمدارس الابتدائية والثانوية المصرية حتى وصل للسنة الأولى بكلية الهندسة جامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليآ".

عرفات والخطوة الأولى في طريق النضال

وخلال فترة الدراسة، انضم لاتحاد طلاب فلسطين عام 1944م، وانتخب عرفات رئيسًا للاتحاد بعد ذلك، وشارك في نقل الأسلحة والذخيرة من مصر إلى الثوار الفلسطينيين للقتال ضد العصابات الصهيونية عام 1948م.

وشارك عرفات خلال دراسته بكلية الهندسة في دورة تدريب عسكري نظمتها الجامعة، وحصل من خلالها على شهادة ضابط احتياط، وعين ضابطا مسؤولاً عن الإعلام والتدريب لطلاب الهندسة الراغبين والمؤهلين؛ للمشاركة في الأعمال الفدائية والمقاومة العسكرية ضد الاستعمار الإنجليزى في منطقة قناة السويس.

كما فاز عرفات في انتخابات رابطة طلاب جامعة القاهرة عام 1952م، وأصبح رئيسًا للرابطة حتى نهاية دراسته بالجامعة عام 1955م.

وبعد ثورة يوليو 1952 التقى مع الرئيس المصرى محمد نجيب، وسلمه خطاب من الطلاب الفلسطينيين مكتوبُا بدمهم "لا تنس فلسطين".

الزعيم الفلسطني ياسر عرفات شابا يلتمس أولى خطوات النضال

عرفات جنديًا مصريًا في العدوان الثلاثي

 التحق عرفات بالجيش المصرى كضابط احتياط  وقاتل فى صفوفه خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وفي نفس العام عمل ياسر عرفات مهندسًا لمدة سنتين في الشركة المصرية للإسمنت في المحلة الكبرى.

تأسيس حركة فتح والكفاح المسلح ضد الاحتلال

سافر عرفات بعد ذلك إلى الكويت؛ للعمل مهندسا بوزارة الأشغال العامة، واستطاع جنى الكثير من الأموال ساعدته فى تأسيس حركة "فتح" مع مجموعة من  الفلسطينيين بهدف تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح.

وفى 1968م أصبح متحدثا رسميًا باسم حركة فتح، ثم انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1969م. 

وشارك بصفته الجديدة في القمة العربية الخامسة بالرباط فى المغرب عام 1969م، وشهدت بهذه القمة وللمرة الأولى وضع مقعد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في الصف الأول، أسوة برؤساء وقادة وملوك الدول العربية، كما منحت المنظمة حق التصويت في القمة.

"لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي" عرفات في لجمعية العامة للأمم المتحدة 

وفي عام 1974 ألقى عرفات كلمة مهمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ,القى خطابه الشهيي الذي قال فيه "لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي". 

تعرض عرفات لمحاولات اغتيال عديدة، ففى عام 1981م قامت القوات الإسرائيلية بقصف مقره فى بيروت ولكنه نجا.

كما حاصر الاحتلال الإسرائيلي مكتب منظمة التحرير فى لبنان لمدة 80 يوماً، وبعد وساطات دولية خرج عرفات ورفاقه إلى المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.

صور من مسيرة الزعيم الفلسطني ياسر عرفات

عرفات وانتفاضة الحجارة 

قاد عرفات انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987م، وفى عام 1989 انتخبه المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين.

وقبل تلك الفترة لم يتزوج عرفات؛ نظرًا لانشغاله بالقضية الفلسطينية، وخلال تواجده بتونس تزوج عرفات من السيدة سهى الطويل ورُزق بابنته زهوة.

صور من مسيرة الزعيم الفلسطني ياسر عرفات

أوسلو والطريق إلى نوبل 

وفي عام 1993م، وقعت اتفاقية "أوسلو" بالبيت الأبيض بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بحضور الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون.

ومُنح ياسر عرفات وإسحق رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994م. 

وفى عام 1994م، وقع ياسر عرفات و إسحق رابين "اتفاق القاهرة" من أجل تنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا؛ ليعود ياسر عرفات إلى فلسطين بعد غياب 27 عاما، ويقوم بزيارة قطاع غزة، ومدينة أريحا.

وفي عام 1995م، وقع عرفات "اتفاق طابا" في مصر، والذي بموجبه تقرر توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وانتخب ياسر عرفات عام 1996 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية بالانتخابات التي جرت للمرة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

صور من مسيرة الزعيم الفلسطني ياسر عرفات

انتفاضة الأقصى وحصار رام الله 

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000 اتهمت إسرائيل عرفات بالتحريض على أعمال العنف.

 وقامت القوات الإسرائيلية بحصار دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره فى مدينة رام الله، واستمر الحصار حتى ساءت صحته ورأى الأطباء ضرورة نقله إلى فرنسا للعلاج؛ ليتوفى  بمستشفى بيرسي العسكري قرب باريس في 11 نوفمبر 2004 عن عمر يناهز 75 عامًا.

 وشُيعت جنازته من مصر، حيث بدأ خطواته الأولى في طريق النضال، ونقل جثمانه بطائرة عسكرية مصرية إلى الأراضي الفلسطينية، وسط حشود كبيرة من الفلسطينيين لوداعه، ويُدفن فى ضريحة بجانب مقر قيادة السلطة الفلسطينية فى رام الله بالضفة الغربية.

#




  #   #   #   #   #   #   #   #   #   #   #   #   #   #