نظم معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ43، الذى تحل المغرب فيه ضيف الشرف هذا العام، ندوة عن أعمال المفكر المغربي البارزعبد الإله بلقزيز بمناسبة اختياره رمزا للثقافة العربية للسنة الجارية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. شارك بلقزيز فى الندوة التى أدارها المفكر والأكاديمي المغربي محمد نورالدين أفاية .
موضوعات مقترحة
وقال أفاية إن المفكر بلقزيز مثقف كبير لا يعرف قيمته إلا من يقرأ نصوصه وكتبه، لافتا إلى أن اختياره رمزا للثقافة العربية لسنة 2024 بعد أن منحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هذا التكريم عام 2017 للفنانة العظيمة فيروز، وللشاعر الكبير محمود درويش سنة 2018، دليلا على أن في المغرب فكرا يتجلى في المنجز النظري والإبداعي لأحد أبرز من يمثله، في شخص المفكر والكاتب عبد الإله بلقزيز.
وأضاف أفاية أن عبد الإله بلقزيز مفكر ومثقف وباحث لا يشبهه أحد في تاريخ الاجتهاد الفكري والنظري في المغرب، وهومعمارى ومهندس أفكار تنوع إنتاجه بين السياسة والفلسفة والأدب نثرا وشعرا.
من جهته قال المفكر المغربي عبدالإله بلقزيز أن اختياره رمزا للثقافة العربية عام 2024 قد فاجأه، معتبرا أنه اعتراف من منظمة رسمية عربية بأهمية الثقافة، مضيفا “ هو اعتراف كان قطاع الثقافة وأهلها محرومون منه عندما كان يمنح لفئات آخرى”.
أكد بلقزيز أن الكتابة بالنسبة له طقس يومى مقدس أدمن على ممارستها منذ المراهقة سواء شعرا أو نثرا ، مشيرا إلى أنه يقرأ كثيرا ليكتب قليلا وأن القراءة تشغل المساحة الأكبر من اهتمامته وليس كل ما يكتبه ينشره .
وأضاف أنه عندما جرب كتابة الرواية شعر أن مساحة الحرية تتسع أكثر لما تحتمل له لغة السياسة فى المقالات التى يكتبها، وأشار إلى أنه لفت إلى ذلك فى أحد كتبه وأطلق عليه “حق اللجوء إلى الأدب” للتعبير عن القضايا الكبرى التى تضيق بها مضامين لغة السياسة .
ولفت إلى أن ذلك لا يعنى أن الأدب هو الملاذ الوحيد لأن هناك دائما حاجة إلى وضوح أكبر لذا تتم العودة إلى الفلسفة أيضا لأنها المعيار للتفرقة بين الحقيقة وما دون ذلك، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن أكثر الروائيين والمبدعين العرب أتوا إلى الرواية من الفلسفة مثل نجيب محفوظ ومحمود درويش.
اعتبر أن الفلسفة تملك سطوة على المعارف لكونها تعلمنا كيف نوسع دائرة تفكيرنا ولذا أصبحت الفلسفة تنفتح على كل العلوم، وأن الأدب والفن وظفوا للفلسفة مواد جديدة اغتنت بها بسبب الفضول المعرفى الذى تنطوى عليه الفلسفة.
أوضح أن سؤال السياسة يشغل حيزا كبيرا فيما كتبه، وتناولها باعتبارها فعل مؤثر بالحياة وباعتبارها المجال السياسي الفلسفى، لأن المسألة السياسية هى جوهر خطاب النهضة والتقدم . ولافت إلى أن العلماء فسروا سبب تأخر العرب بالتأخر السياسي وفسروا سبب تقدم الغرب بنجاحه فى بناء نظام سياسي حديث لذا اعتبر أن أعظم اختراع فى التاريخ هو الدولة لأن بها تستمر الأمم بالوجود والتقدم.
وأضاف أن النظام الذكورى أحد أسباب تعطيل المجتمعات فى العالم العربي والغرب، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة ذو مرجعية دينية، وأن الأديان لم تنتج الثقافة الذكورية لأنها سابقة فى الوجود للأديان نفسها، مشيرا إلى وجود حصة فرضتها الدول للتمثيل النيابي للمرأة مما يحصر مشاركتها السياسية فى مساحة محدودة، وأن الأزمة فى تلك الثقافة أن المرأة نفسها تربي أبنائها على فكرة تفوق الذكر على الأنثي وأن هناك امتيازات ذكورية يجب الحفاظ عليها وأن المرأة نفسها لا تصوت للمرأة لأنها لا تثق فيها، ومن ثم فإن المرأة هى التى تعيد إنتاج المجتمع الذكورى وهذا يعنى أن السياسة هى سبب كل تقدم. .
المفكر المغربي عبدالإله بلقزيز في مناقشات معرض الشارقة للكتاب