شهد مهرجان الرباط لسينما المؤلف في دورته الـ ٢٩ أمس الثلاثاء مجموعة كبيرة من الفعاليات السينمائية المهمة التي لاقت حضورا جماهيريا من مختلف فئات المجتمع المغربي.
موضوعات مقترحة
البداية كانت في مسرح محمد الخامس مع فيلم للأطفال والعائلة حمل عنوان "حرب اللولوس" للمخرج الفرنسي يان صموئيل، وتبعه عرض الفيلم البرازيلي "صوت الليل" لمخرجته "إيفا بيريرا".
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
أما بانوراما السينما المغربية، شهدت عرض "خلف الكواليس" بنكرين، وكانت مسابقة الأفلام المغربية القصيرة في موعد مع عرض فيلم 48 "ساعة" لعزاده موسوي، وهو فيلم قصير روائي إيراني، وتنضم إليه فيلم "البحث عن التناغم" لهادي عراقي، وهو فيلم قصير مغربي، وشاركت دولة كولمبيا بفيلم "طفل كريستينا سانشيز"، وشاركت المغرب أيضا بفيلم "أصداء في الضوء" لزكريا، وكان لمصر مشاركة من خلال فيلم "الزائل"
لإدريس أمير الشناوي، واليمن شاركت بفيلم "على المدى البعيد" ليوسف الصبحي.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
أما كلية دار العلوم في الرباط عرض فيها: الفيلم الوثائقي "تانيا"، وفيلم "صيف.. شتاء" لألكسندر أفيلوف من روسيا.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
وشهدت قاعة النهضة مسابقة الأفلام القصيرة المغربية من خلال عرض مجموعة من الأفلام منها: "ألم لذيذ" لعبد الحميد إحوان، "هل ستنظر إلي؟" لشولي هوانغ وهو مخرج صيني، وفيلم الرسوم المتحركة الصربي "أزهر في ظلال الأشجار"، ومن أوكرانيا فيلم "دانيال"، و"بعد الفجر" ليوهان كوام من فرنسا.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
أما المسابقة الدولية شهدت عروض أفلام: "تحت السماء الرمادية"، "من البلد الضيف"، و"ذكرنا وأنثانا"، "الغابة فراس الطيبة"، "البحر الأحمر يجعلني أرغب"، "في البكاء"، وفيلم للأطفال والعائلة حمل عنوان "كولومبين دومينيك".
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
بينما شهد المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما ماستر كلاس مع "إلهه نوبخت" وكان موضوع النقاش حول إنتاج الأفلام والموارد المالية وجلسة للأفلام القصيرة كانت حول فيلم "بصري وسلمى في خوزي ريزال" وهو فيلم قصير روائي إندونيسي، وفيلم "أصداء روبنسون دروسوس" فيلم قصير متحرك، وفيلم "كناري في منجم فحم"، وأخيرا الفيلم الصيني "نهاية الصيف".
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
على جانب آخر، أقيمت في غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط مائدة مستديرة عن الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية حملت عنوان إعادة تعريف السينما في القرن الحادي والعشرين تحدث فيها عبد الله الساعف سياسي وأكاديمي مغربي شغل منصب وزير التربية والتعليم الأسبق بالمغرب ومحمد جلال منسق عام مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير وجوهر أولاد حمودة رئيس مصلحة التنشيط الثقافي بتونس ونور الدين الخماري مخرج مغربي وأدار الحوار د. بشري مازيه إعلامية مغربية.
تحدث الحضور في البداية عن الدور المهم للرقابة المؤسسية والذاتية والمجتمعية وأن المبدع يمتلك رقابة ذاتية، كما أن المجتمعات العربية بها تحفظات على حرية الإبداع.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
وقال محمد جلال" تمارس الرقابة رأيها على المحتوى، سواء بإنتاجه أو عرضه طبقاً لتوجهاتها وسياساتها الداخلية.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
بل والأكثر من ذلك أصبح للسوشيال ميديا دور كبير في منع الأفلام حتى قبل عرضها، فاستخدام التريند في توجيه العقل الجمعي نحو مواضيع معينة، جعل من السهل تفعيل رقابة مجتمعية من نوع فريد، وهو المنع قبل العرض والرفض قبل الاستماع وسد الأذن والأعين دون مبرر إلا ركوب التريند، والمثير للدهشة والمضحك المبكي، أنه إذا سربت نسخة من هذا الفيلم الممنوع مجتمعياً في فضاءنا الإلكتروني على الإنترنت، سيكون الفيلم الأكثر بحثاً والأكثر مشاهدة، فنحن نبحث عن الممنوع وكل ممنوع مرغوب، وينقلب وقتها قرار المنع لنقيضه ونكتشف أنه لم يكن حقيقيا.
ندوة الرقابة وحرية التعبير في الدول العربية
وأضاف أنه بالنسبة للجهات الرقابية فينبغي أن تدرك أن قرار منعها لعرض فيلم، هو أكثر أسلوب دعائي له، وسيجعله الأكثر مشاهدة إذا تم عرضه على منصات، أو في مهرجانات سينمائية أو حتى رفعه على الإنترنت. أما إذا كان المنع للسيناريو نفسه قبل التصوير، فعلى المؤلف إيجاد حلول أخرى، لإيصال فكرته بشكل غير مباشر لتفادي منع فيلمه، وهو أمر استخدمه الكثير من السينمائيين ونجحوا ومروا بأفلامهم، وتمكنوا من إيصال أفكارهم. هناك حقيقة واضحة لا جدال فيها، وهي أن الفيلم جيد الصنع لن يستطيع أحد منعه أو حجبه عن الجمهور.. فلابد أن يجد طريقه، ولابد أن يحظى باحترام حتى من المختلفين معه، وجيد هنا بمعنى جودة قصة الفيلم وأسلوب سردها وكافة عناصره التقنية، من إخراج وتصوير ومونتاج وموسيقى، وأن تكون اختيارات المخرج واعية في جميع عناصر الفيلم، فإن تم منعه في بلده سيلقى الحفاوة في بلدان أخرى وسيحصد العديد من الجوائز وسيكون الأكثر مشاهدة، ولنا مثال جيد في السينما الإيرانية التي تخضع لرقابة شرسة، ومع ذلك حصدوا أكبر الجوائز العالمية، لأن أفلامهم جيدة الصنع وتمس الإنسانية.