Close ad

بشائر النبوءة الأولى

13-11-2024 | 11:54

بدأت بشائر النبوءة الأولى واشتعل عقلاء ونشطاء العالم ليسوءوا وجوههم، ومحكمة غزة بلندن ليست أول ومضة تجاه إساءة وجه الصهاينة، وانتفضت أكثر من 26 ألف مظاهرة مناهضة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خلال عام، ولم تهدأ جزوة المظاهرات حتي تطأطأ رؤوس قادة الكيان الصهيوني، وتعلن وقف الحرب، وأضحى الإسرائيليون في وضع لا يحسدون عليه، ويوميًا تظهر طوائف جديدة حول العالم تلفظ الصهاينة.

بعد إعلان مبادرة محكمة غزة وتفجر شلالات المظاهرات الدولية، يتوالى الحراك الدولي نحو المزيد من إساءة وتلطيخ وجوه الصهاينة، وتعلن عدة دول في الاتحاد الأوروبي تضامنها وموافقتها على قيام دولة فلسطينية، وفي مقدمتهم أيرلندا والنرويج وإسبانيا، ولحقت بهم السويد.

وأثناء سير قطار الدولة الفلسطينية يستكمل عرباته الدولية، وتعتزم عربتا مالطا وسلوفينيا اللحاق به، وباريس تكرر من وقت لآخر أن اعترافها بفلسطين ليس من المحظورات، لكنها في انتظار الوقت المناسب، وكل يوم يمر يدخل الخدمة عربة قطار كعربة أستراليا، وتنتوي حكومة أستراليا إقرارها بأحقية الشعب الفلسطيني بدولة كاملة الأركان.

وحتي يدركنا اليقين بتحقيق نبوءة إساءة وجه الصهاينة تسابق بولندا على وجه التحديد بقوة للانضمام إلى عربات القطار، وتطالب بسرعة إرساء دعائم الدولة الفلسطينية، والسؤال لماذا أهمية خصوصية بولندا دون غيرها عن دول الاتحاد الأوروبي في رفضها دعم الكيان المحتل في جرائمه؟ الإجابة أن بولندا كان لها حظ كبير في إرسال أعداد غفيرة من أبنائها إلى إسرائيل وقت نشأتها، فضلا عن تولي شخصيات بولندية مراكز قيادية في دولة الاحتلال، وأبرزهم ديفيد بن جوريون ووالد نتنياهو.

وتتكشف ذروة إساءة وجوه مرتكبي الإبادة في مبادرة لتشكيل محكمة شعبية دولية لملاحقتهم، و"محكمة غزة" في انعقاد مستمر بمقرها بلندن، ويعد أعضاؤها من أرقى الشخصيات الفكرية والسياسية على مستوى العالم، ولا ينحسر شخصياتها في الجنسيات العربية، إنما مزيج من جنسيات متعددة، وتبذل المحكمة مجهودًا ضخمًا في توثيق جرائم الإبادة، وتسعى لرفع مذكرات قانونية إلى المحاكم الدولية، والأممية، وحدث ولا حرج عن ارتفاع وتيرة الكراهية لدى دول أمريكا اللاتينية من عنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن يهلل لفوز ترامب اعتقادًا منه أنه قادر على إنهاء القضية الفلسطينية فهو واهم، فقد نشرت الصحف الأمريكية وشبكة الـ C.N.N الإخبارية لأول مرة في التاريخ، أن هناك أزمة مرتقبة بين ترامب ووزارة الدفاع الأمريكية، خلافًا عن مشكلات داخلية اقتصادية وبطالة، وكذلك الجبهات الخارجية المشتعلة في أوكرانيا وتايوان.

وإذا حدث وفازت هاريس فلن يتغير من الأمر شيئًا، أما القول الفصل في حسم قرار وقف الحرب على غزة، فهو الخلافات الحادة الدائرة في أروقة المجتمع الإسرائيلي، وما يتكبده جيش الاحتلال من خسائر متلاحقة، وحسب بيان نعيم القاسمي الأمين العام لحزب الله، قال فيه إن أكثر من ألف جندي وضابط إسرائيلي بين قتيل وجريح منذ بداية الحرب على لبنان، وأشار إلى تدمير العشرات من المركبات الحربية، وهذا على النقيض من ظن نتنياهو من انكسار شوكة حزب الله عقب الضربات الهمجية على مواقع الحزب واغتيال عدد من قياداته.

ومازالت الدلائل على إساءة وجه الصهاينة تتوالى تباعًا، وأكاذيب قادة الكيان وإعلامه يفضحها نشطاء غربيون قبل العرب، وأولها ادعاء قطع حماس لرؤوس أطفال إسرائيل، والذي صوبه بايدن بعد إعلانه عنه، وأحدث ادعاءاته وقائع الاعتداءات الإسرائيلية على شخصيات عربية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسعى الاحتلال لإزالتها من على المواقع.

ولا يغيب عنا حراك طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية الذي أيقظ الوعي الجمعي الغربي تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، وتلقى الخطاب الإعلام الصهيوني بحذر، وكانت فعاليات جامعة كولومبيا لها دور قديمًا في إسقاط النظام العنصري بجنوب إفريقيا في عام 1994، وأثر حراك طلاب نفس الجامعة في إنهاء الحرب الفيتنامية، وفي شهر أكتوبر الماضي دعا تحالف طلاب إدارة جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى قطع جميع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب كل استثمارات الجامعة من الصناديق والشركات المرتبطة بإسرائيل بسبب انتهاكاتها الحقوقية خلال الحرب على غزة.
      
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة