استضافت فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بيتر فرانكوبان، المؤرخ البريطاني الشهير، ومدير مركز الدراسات البيزنطية بجامعة أكسفورد، في جلسة حوارية حول طريق الحرير الذي استحوذ على اهتمام الكتّاب والروائيين وحتى رجال الأعمال والسياسيين على مدار التاريخ، وجاذبيته الدائمة في الكتابة الخيالية والواقعية، وتطرق لمسألة التبادل الثقافي والمغامرة وأثر الطبيعة على التطور الإنساني.
موضوعات مقترحة
استهلت مقدمة الندوة الدكتورة مانيا سويد الندوة بتوجيهِ سؤال لفرانكوبان حول العلاقة بين الثقافة والتجارة والاقتصاد، حيث أوضح المؤرخ البريطاني الكبير في سياق إجابته أن ما يربط بين الثقافة والتجارة والاقتصاد هو السفر، وقال: "كان السفر عبر الطرق التجارية القديمة هو أساس التواصل بين الشعوب والحضارات، حيث لم تكن تلك الطرق مجرد مسارات لنقل البضائع، بل جسوراً لنقل الأفكار والثقافات والعادات، لذلك أرى أن التجارة لم تسهم فقط في تنمية الاقتصاد، بل خلقت تفاعلات ثقافية عميقة تركت بصماتها على الفن، واللغة، والعادات الاجتماعية في مختلف المجتمعات".
وأضاف أن تصوير طريق الحرير غالباً ما يجيء مجتزأً أو رومانسياً في الكتب والروايات، حيث يُختزل هذا الطريق إلى قصص عن الكنوز الغامضة والمغامرات المثيرة والسفن الغارقة المحملة بالفخار والذهب، بينما طريق الحرير يعدّ بمثابة شبكة واسعة من الطرق الحيوية التي ربطت بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وساهمت في انتقال العلوم والأفكار والأديان بقدر ما ساهمت في نقل البضائع، وقال: "طريق الحرير هو قصة تفاعلات حضارية معقدة، مليئة بالتحديات السياسية والصراعات والتبادلات الثقافية، وهو محور حقيقي للتاريخ العالمي، حيث تشكلت الهويات والثقافات على طول مساراته".
وأكد المؤرخ البارز بجامعة أكسفورد أن صدى تفاعلات وصراعات طريق الحرير مازالت تتردد حتى اليوم فى المنطقة والعالم، وأن علينا أن نفهم التاريخ كى نفهم كيف وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.