في عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتنوع مصادرها، تبرز الشائعات كأحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات والدول، خاصةً في صفوف الشباب، الذي يعد مستقبل الدولة ومصدر طاقتها الإبداعية.
وبلا شك، أصبحت الشائعات تمثل تحدياً كبيراً للمجتمعات والدول، خاصةً في ظل زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
"بوابة الأهرام" تستعرض تأثير الشائعات على الشباب ودور الإعلام الحيوي في مواجهة هذه الظاهرة. كيف يمكن للإعلام أن يسهم في توعية الشباب وتعزيز قدرتهم على التمييز بين الحقائق والأكاذيب؟ هذا ما سنستكشفه في التقرير .
الشائعات وتأثيرها على الشباب
أكد نشأت فؤاد عباس، عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة الشباب، أن الشائعات تؤثر بشكل مباشر على الشباب، الذين يمثلون عصب المستقبل، مشيراً إلى أن هذه الفئة العمرية تتمتع بقدرة كبيرة على التأثر والتفاعل مع المعلومات المتداولة. الشائعات يمكن أن تزرع الفتنة وتؤدي إلى انقسامات داخل المجتمع، مما يعرقل جهود التنمية والاستقرار.
الأبعاد النفسية والاجتماعية
وأضاف نشأت فؤاد عباس أن الشائعات لا تؤثر فقط على المستوى السياسي، بل تمتد آثارها إلى الصحة النفسية والاجتماعية للشباب، فالتعرض المستمر للمعلومات المضللة قد يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات، كما يمكن أن ينشر شعوراً بالإحباط والقلق بين الشباب، مما يدفعهم إلى اتخاذ مواقف متطرفة أو غير مدروسة.
دور الدولة في مواجهة الشائعات
ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود الحكومية لمكافحة الشائعات، من خلال إنشاء قنوات موثوقة لنقل المعلومات، وتعزيز الوعي المجتمعي بضرورة التحقق من الأخبار قبل تداولها، كما يشدد على أهمية دور التعليم في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الشباب، ليتمكنوا من تمييز الحقائق من الأكاذيب.
نشأت فؤاد عباس عضو مجلس النواب
الإعلام كأداة للتوعية
واستكمل عضو مجلس النواب، أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في مواجهة الشائعات، يعتبر الإعلام مصدراً رئيسياً للمعلومات، ومن خلاله يمكن توعية الجمهور حول كيفية التحقق من الأخبار ومصادرها، يجب على الإعلام أن يتحمل مسؤولياته ويكون حريصاً على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، مما يسهم في بناء الثقة بين المؤسسات والمجتمع.
تعزيز الشفافية
وأستطرد نشأت فؤاد عباس، أن الشفافية في نقل المعلومات تساهم بشكل كبير في تقليل الشائعات، وعندما تكون المعلومات متاحة وواضحة، فإن ذلك يقلل من الفرص التي تستغلها الشائعات للتغلغل في المجتمع، ويجب على وسائل الإعلام أن تكون سريعة في تصحيح المعلومات الخاطئة وتقديم الحقائق بموضوعية.
تطوير محتوى إعلامي هادف
وشدد على أهمية تطوير محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية ويعزز من الوعي، ومن الضروري أن ينتبه الإعلام إلى القضايا التي تهم الشباب، مثل التوظيف والتعليم، وأن يقدم تقارير تحليلية تسلط الضوء على التحديات والفرص، مما يساعد الشباب على اتخاذ قرارات مستنيرة.
التفاعل مع الجمهور
وأضاف أن التفاعل مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون وسيلة فعالة في مكافحة الشائعات، من خلال إنشاء منصات تفاعلية، ويمكن للإعلام أن يستمع إلى هموم الشباب ويقدم إجابات مباشرة على تساؤلاتهم، مما يعزز من شعورهم بالمشاركة والتمكين.
وشدد على أن دور الإعلام في الحد من الشائعات يتجاوز مجرد نقل الأخبار، فهو مسؤول عن تشكيل الوعي وبناء مجتمع قادر على التفكير النقدي، إذا تمكن الإعلام من القيام بدوره بفعالية، فإن ذلك سيسهم بشكل كبير في حماية الشباب والمجتمع ككل من آثار الشائعات الضارة، ويعزز من استقرار الدولة وتقدمها.