Close ad

قلعة الملح ومقام النعام.. هنا «الجارة» ماذا تعرف عن واحة العجائب في مصر؟| صور

12-11-2024 | 13:57
قلعة الملح ومقام النعام هنا ;الجارة; ماذا تعرف عن واحة العجائب في مصر؟| صور واحة القارة

"واحة الجارة"، أو "القارة" أو "قارة أم الصغير"، جميعها أسماء تُطلق على واحة تبعد عن سيوة حوالي ١٠٠ كيلومتر عبر طريق جديد تم مده مؤخرُا من أبو شروف، وو"أم الصغير"  واحة صغيرة منعزلة تقع على الحواف الغربية لمنخفض القطارة، وتبعد عن بئر "النص" حوالى ١٢٠كم، ويُمكن الوصول إليها من قرية "الجراولة" مباشرة بطريق قديم، طوله حوالي ١٧٠كم.

موضوعات مقترحة


واحة القارة

أسطورة الجارة  

هناك أسطورة شهيرة عن الجارة تقول أن شيخًا مباركًا يُدعى «الشيخ الطرابلسي» كان عابر سبيل بالقرية، وحين نزلها وطلب طعامًا لم يستجب له أحدهم، فدعا عليهم بألا يزيد نسلهم فأصبح إذا ولد لهم طفل في الصباح يموت شيخ قبل المساء، وتفاديُا لتلك اللعنة، كان أهل الواحة إذا وُلد لهم مولود غادر أحد سكانها الواحة في نفس اليوم.

قديما كان يمر بالواحة طرق التجارة والسفر بين واحات مصر وليبيا و سكانها في طريقهم للحج والترحال والمتاجرة وغيرها من الأمور، لكن مع الوقت أنقطعت بها كل السبل، ولم يعد تطأها قدم غريب إلا فيما ندر، لدرجة أنه عندما تصلها سيارة حاليًا ينطلق أهلها والأطفال و يتجمعوا لاستطلاع القادم وما يحمل من أخبار أو حتي لمشاهدة هذا الاختراع العظيم الذي هو السيارة.


واحة القارة

 وعلي رغم كل ذلك بقي أهلها فيها يكافحون العُزلة والصحراء وشُح الماء، وبنوا على هضبة فى مُدخلها حصنًا وجعلوا منه موقعًا دفاعيًّا يحميهم من الأعداء وعاشوا يزرعون التمر والزيتون.. وفي يوم شديد المطر ذاب الحصن الصحراوي، فانتقل السكان إلى منازل جديدة بنوها ويقيمون فيها إلي اليوم في الأرض المنبسطة الممتدة إلي ما لا نهاية.

الواحة ليس بها شبكة لإتصال المحمول من أي نوع، ولكن يوجد سنترال، والكهرباء فيها متوفرة عبر محول ديزل، ولاتوجد وحدة صحية، لكن بها عربة إسعاف ومدرسة، ومع ذلك قهي خالية تقريبًا من الأمية .


واحة القارة

شالى الجارة    

لن تُخطئ عين الزائر للجارة موقع الشالى، فمجرد وصولك للجارة تري مدينة عالية تشبه الحصن بأعلي تكوين صخري من الحجر الجيري والرسوبيات التى نتجت عن أنحسار بحر" تيثس" العظيم الذى كان يُغطى معظم شمال أفريقيا فى العصر المطير، واستُغل التكوين الصخري علي مدار العصور التاريخية المختلفة والباقى من أثار استغلاله فى العصر اليونانى الرومانى بعض المقابر من طراز "اللوكولي"، وتم استخدام المرتفع لإنشاء شالى الجارة.


واحة القارة

يُصعد بسلم طويل إلي القلعة، والتى تم ترميم سلمها حديثًا من شركة نوعية البيئة الدولية، بتمويل من إحدى شركات البترول العاملة بالقرب من الجارة، وتم تجهيز قاعة لاستقبال الزوار بجانب السلم بطراز يتماشى مع طراز القلعة القديمة والمبنية بالقرشيف.

عند صعود السلم نجد أنفسنا فجأة عدنا في التاريخ 800عام، لتاريخ 600هـ/ 1203م، وهو تاريخ إنشاء قلعة شالب، فها هي بوابتها القديمة المصنوعة من خشب الزيتون وأفلاق النخيل توصد علي بوابة من الطين، تكتنفها مصاطب الجلوس لحراس البوابة، يتقدمها ممر مسقوف بأفلاق النخيل يحمى من بداخله من حرارة الشمس، مؤديًا في نهايته لفناء رحب واسع تتفرع منه طرقات القلعة المؤدية لبيوت ساكنيها، ويتوسط القلعة مسجدًا مُعلقًا أعلي بوابة القلعة، أرضيته هي سقف البوابة التي دخلنا منها، المسجد بسيط يتكون من ثلاث أروقة موازية لجدار القبلة، مُقسمة بواسطة دعامات تحمل سقفًا من جذوع النخل، وللمسجد مأذنة جميلة مستديرة الشكل، تتبع طراز الصوامع المنتشر بمآذن المغرب والأندلس، وإلى الجوار من المسجد توجد بئر قديمة لتزويد أهل القلعة بمياه الشرب.


بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

 البيوت في شالي  تتكون من أكثر من طابق، جميعها بُنيت بالقرشيف، وأسقفها من أفلاق النخل، وأبوابها وشبابيكها من خشب الزيتون،  وبوابة القلعة عبارة عن دركاة مربعة الشكل مسقوفة بجذوع النخيل، تتقدم بوابة ضخمة من أخشاب الزيتون تفضى إلي (السهراية)، وهى ممر علي جانبيه مكسلات (مصاطب) لجلوس الحراس والأجواد عليها، ثم تتفرع السهراية إلى ممرين: شرقى يؤدى إلى منازل الجزء الشرقى من الشالى، والغربى يؤدى إلي البئر العميقة المنحوتة فى الجبل، وبجواره مئذنة المسجد المستديرة الشكل، والتى تتكون من طابقين يُصعد لهما من سلم حلزونى من الداخل بدرجات من خشب الزيتون. 

ويتقدم المآذنة بقايا المسجد وهو من المساجد المُعلقة، حيث أنشئ أعلي البوابة وهو عبارة عن بائكتين مسقفتين بجذوع النخيل ومقسمتين ببعض الدعامات من جذوع النخيل إلي بوائك وحالته يرثى لها ولا يظهر فيه المنبر والمحراب. 

وإلى الغرب من المسجد توجد الساحة، وهى مساحة مربعة تقريبًا، تُقام فيها حلقات الذكر وصلوات الخلاء والحفلات والأفراح، ويتفرع من الساحة الشوارع الجانبية التى تُفضى إلي منازل تُسمى (تمة) بمعنى ناحية مٌقسمة بحسب أصحاب البيوت وأسماءهم، ومعظم مبانى الشالي مبنية من القرشيف، وهى مادة بناء محلية تستخرج من البحيرات، وتتكون من الطين المخلوظ ببلورات الملح .


بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

تاريخ إنشاء شالى الجارة

يرجع تاريخ شالى الجارة إلي تاريخ إنشاء شالى سيوة، وشالى أغورمى إلى عام 600 هـ/1203م، حيث نزح المهاجرون الأوائل من الأمازيغ الوافدين من جبل "مافرين" بتونس إلي منطقة الزيتون شرق واحة سيوة، ثم انتقلوا منها إلي وجهات ثلاث: شالي أغورمى، وشالي سيوة، وشالي القارة، والتي أستوطنها قبيلة الحمودات، وأختاروا تكوينًا صخريًا مرتفعًا كونته عمليات النحر الجيولوجى لهضبة مارمريكا بالصحراء الغربية، وتوفرت بقربه عيون المياه وبنوا شالى الجارة.


بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

ضريح سيدى ياجا وأسطورة بيض النعام

بواحة جارة أم الصغير، أصغر الواحات المأهولة، والتى لا يتجاوز تعداد سكانها الـ ٧٥٠ نسمة، طبقا لآخر إحصاء وجميعهم من قبيلة واحدة، وهى قبيلة "الحمودات"، ويتزعمهم حاليا الشيخ (جبريل عمر).

هناك في أقصى الطرف الجنوب الغربي لمنخفض القطارة بجوار قلعتها القديمة (شالى الجارة) التى يرجع تاريخها لعام ٦٠٠هجرية ١٢٠٣ميلاديا، يرقد الولي الصالح (سيدى ياجا) والذى ينتشر بضريحه بيض النعام،  حيث يروى محبيه أن النعام البري كان يأنس في جواره فكان يأتى إليه ويبيض في حماه.

وقد شرفت بتكليفى بعمل مسح أثرى لها في عام ٢٠١٧م، عندما كنت مديرًا لآثار مطروح وسيوة؛ وذلك تمهيدًا لتسجيل الموقع وضمه لعداد الآثار الإسلامية والقبطية، بعد إعداد المادة العلمية عنه، وتم عمل تقرير علمى وافٍ وفى انتظار تسجيل الموقع؛ لأنه بالفعل من مواقع الآثار المميزة بمحافظة مطروح، ويتميز بأسلوب معمارى فريد يتكامل مع واحتي شالى سيوة وشالى أغورمى.


بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

عبد الله إبراهيم موسى

مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية


بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

بيوت واحة القارة المبنية من الطين والكرشيف

مدير منطقة مطروح للآثار الإسلامية خلال توثيق آثار واحة القارة

مدير منطقة مطروح للآثار الإسلامية خلال توثيق آثار واحة القارة

مدير منطقة مطروح للآثار الإسلامية خلال توثيق آثار واحة القارة

مدير منطقة مطروح للآثار الإسلامية خلال توثيق آثار واحة القارة

مدير منطقة مطروح للآثار الإسلامية خلال توثيق آثار واحة القارة

صورة نادرة لواحة القارة عام 1904

مقام سيدي ياجا وأسطورة بيض النعام بالقارة

مقام سيدي ياجا وأسطورة بيض النعام بالقارة

مقام سيدي ياجا وأسطورة بيض النعام بالقارة

الأستاذ عبد الله إبراهيم موسى مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية

كلمات البحث
الأكثر قراءة