يصفها البعض بالمفتاح الشرقي لمرسى مطروح، والمحطة الأولى التى تستقبل زوار المحافظة الساحلية، على أوديتها تزهو أشجار التين والزيتون، فيما تلامس رمالها الذهبية ساحل المتوسط بمياهه الزرقاء الصافية.. إنها منطقة علم الروم.
شاطئ علم الروم بمرسى مطروح
الاسم والتاريخ
ربما اكتسبت المنطقة اسمها من وجود حصن روماني قديم يسمي "آرتوس" أو "بوثيس"، وكان هذا الحصن يحيط بمدينة بارتيليوم (الاسم الروماني القديم لمرسى مطروح)، وقد صادفه العرب خلال حركة الفتوحات الإسلامية نحو الشمال الإفريقي.
وكلمة "علم" في قاموس العرب تعني الجبل، وقديما قالت الخنساء فى رثاء أخيها صخر بن عمرو:
وإن صخرًا لتأتم الهُداة به.. كأنه علمٌ في رأسه نار
وكانت قبائل العرب توقد المشاعل على رؤوس الجبال إذا خرجت للحرب، فيما يشعل السادة منهم المشاعل لترشد عابري السبيل إلى قدور الطعام، لقِرى الضيف.
شاطئ علم الروم بمرسى مطروح
الموقع الجغرافي
تستقبلك منطقة رأس علم الروم عند الكيلو ١٢ شرق مدينة مرسى مطروح، وتمتد في شارع طويل يبلغ عدة كيلومترات من المدخل الشرقي للمدينة وصولاً إلى شارع علم الروم الشهير في قلب مدينة مرسى مطروح، والذي تصطف فيه محال بيع اللب الأبيض والمنتجات السيوية الشهيرة التي تتميز بها محافظة مرسي مطروح، كزيت الزيتون، والتمور بأنواعها والتوابل، والنعناع الجبلي وغيرها، وبهذا يمتد شارع علم الروم من وسط المدينة مرورا بمنطقة السواني وحتى الرميلة وميناء حشيش.
شاطئ علم الروم بمرسى مطروح
طبيعة ساحرة ووجهة مفضلة لعشاق الصيد
يتميز شاطئ علم الروم بطبيعته الساحرة بين رمال ذهبية ومياه صافية، وقد ساهم هدوء أمواجه في أن يكون شاطئًا مثاليًا للعائلات وممارسة هواية الصيد، وإن كان يفتقد للخدمات.
وتمتلك علم الروم ملاحة بحرية تمثل ملتقى لهواة صيد الطيور المهاجرة بين أوائل شهري سبتمبر وأواخر أكتوبر، حيث تمر تلك الطيور في رحلتها من شتاء أوروبا القارس نحو إفريقيا، وهناك يجتمع الصيادون لممارسة القنص، فيجلسون في عشش من القش والبوص يترقبون الفرصة المناسبة لصيد الطيور ، من بينها السمان والقمري والشحيم والدقانيش والبط وغيرها من الطيور.
شارع علم الروم بمرسى مطروح
محطة قطار تاريخية
الموقع المثالي لمنطقة علم الروم يضعها في مكان محوري على خارطة مطروح السياحية، فهي لا تبعد أكثر من ٦ كيلو مترات عن مطار مطروح الدولي، و٤ كيلومترات عن جامعة مطروح، وتمتلك محطة قطار رئيسية على خط السكة الحديد الممتد بين الإسكندرية ومطروح، وهي محطة قطار سَمّلا، والتي تعد واحدة من بين ٣٥ محطة تربط بين المحافظتين.
وتحتفظ ذاكرة الكاميرا بصورة نادرة لمحطة قطار سملا سنة ١٩٤٢م خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت محطة هامة لتزويد قوات المحور من الألمان والطليان بالمؤن في مواجهة قوات الحلفاء بزعامة الإنجليز في معركة العلمين.
ملاحة علم الروم إحدى مقاصد صيد الطيور المهاجرة
وسَمّلا، قرية من قرى علم الروم، بها تل أثري بحاجة إلى بعثات للحفائر، وسُميت بهذا الاسم نسبة لإحدى العائلات التي تنتمي لقبيلة العوامة، وهي واحدة من أكبر القبائل التي تستوطن مطروح عامة، وعلم الروم خاصة، ويُنسب إليها الشخص فيُقال "فلان العوامي".
والمنطقة بأسرها بما تمتلكه من مقومات طبيعية وتاريخية وتراثية تمثل وجهة مثلى للاستثمار السياحي، لقربها من قلب مدينة مرسى مطروح.
صورة نادرة محطة قطار سملا علم الروم عام 1942