بيروت – وكالات الأنباء: رغم التكهنات بتوجه إسرائيلي نحو إنهاء الحرب على لبنان، صادق مجلس الوزراء في تل أبيب على توسيع العمليات البرية بالجنوب اللبناني, وذلك في الوقت الذي تواصل فيه القصف المتبادل عبر الحدود.
موضوعات مقترحة
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل أنهى اجتماعه بالموافقة على المنحى المعروض لتسوية ووقف لإطلاق النار في لبنان، في حين اندلعت حرائق في الجليل بعد سقوط وانفجار مسيرة دون إطلاق صافرات الإنذار.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات بشأن التسوية في لبنان، في حين أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان تبادلوا مسودات اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله في التوصل الى وقف لإطلاق النار، وأبدى استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب.
وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الأمربكي جيك سوليفان، إن الإدارة الأمريكية تعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تريد إبرام صفقة بخصوص لبنان تمكنها من أن تعيد مواطنيها إلى ديارهم. وأضاف سوليفان -قبيل زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر لواشنطن- أن اسرائيل تريد التوصل لاتفاق ينهي الحرب مع حزب الله، يعيد مواطنيها المهجرين إلى أراضيهم ومنازلهم، مشيرا إلى أنه يتوقع "أن نشهد في الأسابيع المقبلة تقدما في هذا الاتجاه".
وبالتزامن مع الإشارات التي صدقت من أكثر من طرف حول اتفاق وشيك مع لبنان، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية مساء اليوم الأحد، وجاء ذلك عقب موافقته على خطط جديدة للقيادة الشمالية تهدف إلى توسيع المناورة العسكرية الإسرائيلية نحو مناطق جديدة، حيث يتركز نشاط حزب الله.
وتشمل العملية الجديدة نشر آلاف الجنود من القوات النظامية والاحتياط، وسط توقعات بأن تؤدي التوسعة إلى مواجهات أكثر كثافة مع مقاتلي حزب الله في المناطق المستهدفة.
وذكرت قناة "كان 11" العبرية أن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أشارت إلى أن توسيع العمليات يستهدف تعميق "الإنجازات التي حققتها القوات الإسرائيلية حتى الآن في لبنان" والوصول إلى مواقع إضافية يُعتقد أن حزب الله ينشط فيها.
وفيما يتعلق بالمستوطنين، أفاد مسؤولون عسكريون للقناة الـ12 الإسرائيلية بأن إعادتهم إلى الشمال ما زالت مستبعدة في الوقت الراهن، وقد برر المسؤولون هذا القرار بأن الوضع الأمني على الحدود لا يزال غير مستقر، مع استمرار المخاوف من هجمات محتملة على البلدات الشمالية.
حرائق شمال إسرائيل
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط مسيرة في منطقة مفتوحة بالجليل الغربي مؤكدا أن طواقم الإطفاء تعمل على إخماد حريق في الموقع. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باندلاع حرائق بعد سقوط مسيرة وانفجارها قرب بلدة ليمان بالجليل دون تفعيل صفارات الإنذار. يأتي ذلك بعد يوم شهد إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل.
وبث حزب الله مشاهد لاستهداف تحشدات تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط بلدتي شبعا وكفرشوبا الحدوديتين. كما بث حزب الله صورا لاستهداف مقاتليه قاعدة حيفا التقنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ "فادي" وصواريخ "نصر واحد".
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن عدة أشخاص أصيبوا بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على بلدة المطلة في الجليل الأعلى.
وأفادت بلدية نهاريا شمالي إسرائيل باعتراض صواريخ أطلقت على شرق وشمال المنطقة، في وقت أكدت فيه صحيفة "إسرائيل اليوم" إصابة 3 أشخاص في سقوط صاروخ بمنطقة مفتوحة قرب نهاريا.
لبنان يعاني
وخلال الساعات الماضية, شنت إسرائيل غارات دامية على لبنان خلفت 41 قتيلا على الأقل، بينهم 23 في غارة واحدة على بلدة تقع شمال بيروت. وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على علمات في قضاء جبيل بجبل لبنان أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد 23 شخصا من بينهم 7 أطفال". وأضافت أنه تم رفع "أشلاء من المكان يتم التدقيق في هوية أصحابها ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء".
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3136 قتيلا و13 ألفا و979 جريحا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح.