نهلة متولى:
موضوعات مقترحة
تستضيف المملكة العربية السعودية، اليوم ، قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة لبحث وقف العدوان الإسرائيلي. على غزه ولبنان ، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة. وترأس فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في العاصمة الرياض، أمس، الاجتماع الوزاريي التحضيري للقمة.
وتأتي هذه القمة؛ امتدادًا للقمة العربية
الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض 11 نوفمبر 2023 حيث أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه،
أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية، في ظل التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، واستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي يشمل الحصار
والتدمير والتهجير.
وحذّر الأمين العام من العواقب الوخيمة لإجراءات
الاحتلال الإسرائيلي ضد وكالة الأمم المتحدة
لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مُشددًا على دورها الحيوي في توفير الخدمات الأساسية للاجئين
الفلسطينيين وكونها شاهدًا على التزام المجتمع الدولي ومسؤوليته تجاه قضيتهم.
وأكد أنَّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته يُشكل تهديدًا للسلم والاستقرار الإقليمي،
ودعا الأمين العام إلى ضرورة مضاعفة الجهود الدولية والفردية لإيقاف الجرائم
المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومنع الاحتلال من توسيع دائرة الحرب وزعزعة استقرار المنطقة.
كما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد
أبو الغيط، أنّ القمة العربية والإسلامية غير العادية التي ستعقد في الرياض تمثل فرصة مهمة لحشد الجهد للدول العربية
والإسلامية؛ من أجل وقف العدوان الإسرائيلي
على غزة ولبنان وهي تعقد بعدعام على احتضان الرياض للقمة الأولى، بما يسمح بمراجعة
المواقف ومنهجية العمل لدعم الفلسطينيين
واللبنانيين.
وتكتسب القمة العربية الإسلامية أهمية
استثنائية كونها تأتي في ظل ظروف إقليمية
بالغة الحساسية تهدد استقرار المنطقة بأكملها حيث ان القمة، تأتي امتدادًا لنظيرتها
التي عُقدت في الرياض 11 نوفمبر 2023، بمبادرة مشتركة من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تتركز أهدافها بشكل أساسي على بحث سبل وقف العدوان
الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتوحيد المواقف
العربية والإسلامية للضغط على المجتمع الدولي للتحرك بشكل جاد وفعّال لوقف الانتهاكات المستمرة.
وتشهد الرياض حضورًا واسعًا للقادة العرب، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ورئيس
مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان.
ويشارك في القمة الرئيس الجزائري من خلال
ممثله وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية
بالخارج أحمد عطّاف، إضافة إلى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة
الرئاسي اليمني.
ويحضر القمة أيضًا كلٌ من الرئيس السنغالي
باسيرو ديوماي فاي، الرئيس الموريتاني محمد
ولد الشيخ الغزواني، الرئيس القرغيزي صدير جاباروف، الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي أتنوا، الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
وشارك رؤساء وزراء كل من باكستان محمد
شهباز شريف، وماليزيا أنور إبراهيم، ما يعكس
حجم التمثيل الرفيع المستوى للدول الإسلامية في هذه القمة الاستثنائية.
ويلقي الرئيس السيسي كلمة مصر أمام القمة،
تتضمن ثوابت الموقف المصري والجهود المكثفة
التي تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ومنع انجراف
المنطقة لصراع إقليمي واسع النطاق.
وتؤكد مصر، من خلال مشاركتها الفاعلة في
القمة، ضرورة الحفاظ على الحقوق المشروعة
للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها
القدس الشرقية، كما تسعى عبر دورها المحوري في المنطقة، إلى منع انجراف المنطقة نحو صراع إقليمي واسع النطاق،
مستندة في ذلك إلى خبرتها الطويلة في
الوساطة وحل النزاعات الإقليمية.
وتبرز أهمية الدور المصري في هذه القمة من
خلال جهودها المتواصلة منذ بداية الأزمة في
التنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، والعمل على فتح ممرات
إنسانية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، فضلًا عن مساعيها الحثيثة في تثبيت وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
وتتسم القمة بمشاركة واسعة من مختلف
القارات، إذ يحضر ممثلون عن دول متعددة من
إفريقيا وآسيا، حيث يشارك في فعاليات القمة ممثلون عن غينيا بقيادة الدكتور
مورسندا كوياتي وزير الشؤون الخارجية،
وكازاخستان ممثلة بمراد نورتلو،نائب رئيس الوزراء
وزير الشؤون الخارجية، وتوجو من خلال يحيى
ساني، وزير الأشغال العامة، وأوغندا عبر روكيا
إيسانجاناكادا، النائب الثالث لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى ممثلين عن غينيا بيساو وجمهورية
القمر المتحدة وبوركينا فاسو وجيبوتي وبروناي.
وتنعقد هذه القمة في ظل استمرار العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023،
إذ كشفت إحصائيات وزارةالصحة الفلسطينية عن أرقام مروعة تتمثل في استشهاد 43.552
فلسطينيًا وإصابة 102.765 آخرين، مع الإشارة
إلى أن72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، ما يؤكد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وكانت قد أدانت قرارات القمة العربية الإسلامية
في دورتها الأولى، العدوان الإسرائيلي على
قطاع غزة، ورفضت توصيفه بـالدفاع عن النفس وأكدت القمة ضرورة إنهاء
حصار غزة وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية
ودعم وكالة الأونروا، مع مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم وملزم لوقف
العدوان، إضافة إلى دعوة جميع الدول لوقف
تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال.
وشكلت اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية - الإسلامية الأولى منعطفًا مهمًا في الجهود
الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة، إذ تجسد ذلك في المشاركة الواسعة للقمة الاستثنائية في الرياض، التي حضرها قادة
وممثلون من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وضمت اللجنة في عضويتها كلًا من وزراء خارجية مصر والسعودية، بصفتها رئيس القمة العربية
الـ 32 والإسلامية، إلى جانب الأردن وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا
وفلسطين، مما أعطى زخمًا دبلوماسيًا قويًا
لتحركاتها على الساحة الدولية.
وباشرت اللجنة الوزارية اجتماعاتها مع عدد من
القادة والمسؤولين الدوليين، إذ بدأت جولاتها 20
نوفمبر 2023، باجتماع مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية هان جينج،
الذي أكد حرص بلاده على التنسيق والعمل مع
الدول العربية والإسلامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتوجهت اللجنة 21 نوفمبر 2023 إلى موسكو،
وعقدت اجتماعًا رسميًا مع سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية، الذي أكد أن بلاده تقف مع جهود وقف إطلاق النار بشكل فوري، وفق قرارات مجلس الأمن
والجمعية العامة للأمم المتحدة،ووفق قرارات قمة السلام بالقاهرة، والقمة العربية - الإسلامية
المشتركة غير العادية بالرياض.
وتواصل اللجنة جهودها الدبلوماسية للضغط من
أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية
لتحقيق السلام الدائم والشامل
وفقا لمرجعيات الدولية المعتمدة، مع تأكيد ضرورة الوقف الفوري للتصعيد العسكري والتهجير
القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.