بعد مشوار من العطاء الإعلامي والإنساني العظيم رحلت الإعلامية القديرة الدكتورة جيلان حمزة التي وافتها المنية منذ أيام لتترك حزنا عميقًا في نفوس جمهورها ومحبيها وتلاميذها وكل من تعامل معها أو اقترب منها، تاركة أيضًا ذكرى محفورة فى الأذهان وإرثًا من الوفاء سيظل حيًا في قلوب من أحبها ومن تأثروا بها وتاركة برامجها الناجحة التى ستظل دائمًا شاهدًا على رحلة إنسانية وإعلامية غنية بالعطاء لواحدة من أبرز الرموز الإعلامية.
بدأت جيلان حمزة حياتها العملية كاتبةً وصحفية وروائية وبعد وفاة والدها الدكتور عبداللطيف حمزة مؤسس معهد الدراسات الإعلامية، وكلية الإعلام بجامعة القاهرة رشحها عبدالقادر حاتم وزير الإعلام المصري آنذاك للعمل كمذيعة في التليفزيون المصري، وكللت بعدد كبير ومهم من البرامج التليفزيونية التي حازت على إعجاب المشاهدين، منها «في المرآة» و«كشكول» و«بروتوكول» و«فن وأدب»، و«المجلة الثقافية»، و«كانت أيام» و«بين السطور»، وغيرها من البرامج المفيدة.
تركت جيلان حمزة خلفها حزنًا عميقًا في النفوس، ليس فقط بسبب مهاراتها المهنية، بل أيضًا بفضل طيبة قلبها ورقتها وتواضعها الجم مع كل ما كانت تتمتع به من نجاح وشهرة كمذيعة في التليفزيون المصري خلال عصره الذهبي، وواحدة من الوجوه الإعلامية المهمة على شاشته والتي تعكس الثقافة واللغة السليمة وكل مقومات الإعلامي المشرف والمذيعة القدوة والنموذج.
لم تكن البرامج التي قدمتها مجرد برامج تليفزيونية في قائمة خريطة التليفزيون، بل كانت حدثًا فاعلًا يفيد المشاهدين ويحقق المتعة في نفس الوقت، فعلى مدار أكثر من ثلاثين عامًا، استطاعت جيلان أن تُدخل البهجة والنفع والعلم والبروتوكول والثقافة إلى البيوت المصرية والعربية، حيث قدمت من خلال برامجها قصصًا ولقاءات مع شخصيات مؤثرة ونقاشات ثقافية واجتماعية ساهمت في إثراء الحوار العام.
لم يتوقف نجاح جيلان حمزة على البرامج التي قدمتها فقط، بل نهل من علمها طلاب الإعلام بجامعات مصر المختلفة ولمسوا كجمهورها إنسانيتها واهتمامها بقضايا المجتمع وسعيها الدائم لمساعدة الآخرين، وتقديم الدعم للموهوبين والمحتاجين.
رحم الله الإعلامية القديرة جيلان حمدي التي كانت مثالًا يُحتذى به في المهنية والتواضع والاحترام، مما أكسبها حب الناس واحترامهم.