Close ad

​المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: التحول الأخضر والتركيز على الشباب فرصة مميزة للتنمية في مصر

11-11-2024 | 14:49
​المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التحول الأخضر والتركيز على الشباب فرصة مميزة للتنمية في مصرهوالينغ شو وكيل الأمين العام والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
حوار - رنا سالم

في حواره مع بوابة الأهرام الإنجليزية"الأهرام أونلاين" خلال المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر المنعقد في القاهرة، سلط هوالينغ شو - وكيل الأمين العام والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي - الضوء على تحديات التحضر، والحاجة إلى التعاون الدولي في التنمية المستدامة، ومبادرات التحول الحضري الرئاسية الأخيرة.

موضوعات مقترحة

الأهرام أونلاين: بصفتك المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما تقييمك لدور المنتدى الحضري العالمي في تشكيل إستراتيجيات التنمية الحضرية العالمية، وتحديدًا في تعزيز أهداف التنمية المستدامة؟

شو: المنتدى الحضري العالمي هو فرصة بالغة الأهمية تتيح التقاء المجتمع الدولي وتحديد ما بوسعنا القيام به بشأن الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، وهو هدف التحضر. في قمة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي انعقد العام الماضي، اتضح أن 17% فقط من أهداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح. لقد أعد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تقريرًا مرحليًا في العام الماضي، استعرض فيه على وجه التحديد الهدف 11، وأظهر هذا التقرير بوضوح أن معظم الأهداف لم تتحقق بعد. لذا، هناك تحديات كثيرة تواجه تنفيذ الهدف 11، هدف التحضر.

إن هذا المنتدى يمثل فرصة لالتقاء الدول الأعضاء والحكومات المحلية ومؤسسات تمويل التنمية ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، كي يتسنى لهم النظر في ما يمكن القيام به لبلوغ هذا الهدف، وما يمكننا القيام به لتحقيق تقدم ملموس. وهناك فرص متنوعة لتبادل المعارف والمعلومات، وأعتقد أيضًا أن هذا المنتدى يعتبر فرصة للجميع للالتزام مجددًا بالهدف، على الرغم من أنه يبدو كأنه تحدٍ يصعب تحقيقه.

لقد اتفقت الدول الأعضاء على أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، ولم يبق أمامنا سوى 6 سنوات، ولا يزال التقدم المحرز محدود للغاية وغير كافٍ. لذا، فإن هذا المنتدى الحضري العالمي هو فرصة تتيح لنا التفكير والتأمل والالتزام مجددًا بما نستطيع القيام به سويًا لحل مشكلة التحديات الحضرية.

الأهرام أونلاين: من وجهة نظرك، ما التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه المدن في شتى أنحاء العالم في سعيها لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة والشاملة، وكيف يمكن للتعاون الدولي معالجة هذه التحديات؟

شو: التحضر هو اتجاه مستمر. وفي الوقت الحاضر، يعيش 56٪ من سكان العالم في المدن. ووفقًا للتوقعات، سترتفع هذه النسبة إلى 70٪، وهو ما يعني أن مليارات الأشخاص سينتقلون إلى المدن، ويقولون أن في إفريقيا وحدها، سينتقل نحو 600 مليون شخص إلى المدن. لذا، هل نحن مستعدون لانتقال كل هذه المئات من الملايين - أو حتى المليارات من الأشخاص - إلى المدن؟، إن التحدي هو التحضر؛ إنه جوهر التحدي.

والسؤال هو: ماذا نعني بالمدن المستدامة والتحضر المستدام؟ نعني أننا نحتاج أن نوفر لكل شخص عادي، السكن الآمن الميسور ووسائل النقل والخدمات العامة والسلامة والمساحة العامة - ليس فقط منزلك، ولكن أيضًا المساحات الخضراء مثل المنتزهات والإدارة الرشيدة.

في الوقت الحالي، لا نستطيع توفير ذلك لـ 56٪ من السكان، والتحدي أكبر لـ 70٪ من السكان، ومن ثم فالتحدي الأساسي هو: نمو السكان. حتى اليوم، يعيش 1,1 مليار شخص في العالم في أحياء فقيرة ومستوطنات عشوائية، معظمهم في آسيا وإفريقيا. وعلى مستوى العالم، حتى في البلدان المتقدمة، يوجد 318 مليون شخص بلا مأوى.

وهناك تحد آخر يتمثل في تأثير ظاهرة تغير المناخ. فوفقًا للتوقعات، سيرتفع مستوى سطح البحر بحلول عام 2050 لأكثر من نصف متر، مما يعرض 800 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية لخطر الفيضانات والعواصف.

هذه بعض التحديات: نمو السكان، وعدم المساواة القائمة بالفعل، والمستوطنات العشوائية، وفقدان الأمل، والبنية الأساسية غير الكافية، ومئات المليارات من الدولارات غير المتاحة - الفجوات في التمويل، وتغير المناخ والكوارث، وفرص العمل للشباب في المناطق الحضرية، والإدارة الرشيدة. كل هذه النقاط تمثل تحديات، وهذه التحديات ليست جديدة؛ لكنها تقتضي أن نسعى سعيًا حثيثًا لإحراز تقدم سريع.

هوالينغ شو وكيل الأمين العام والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

الأهرام أونلاين: هل يمكن أن تخبرنا بالمزيد عن أوجه التعاون مع الحكومة المصرية في المستقبل؟

شو: أعتقد أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والحكومة المصرية لديهما فرصة عظيمة لإقامة تعاون واسع النطاق، نحن نعمل مع الحكومة المصرية منذ نحو 60 عاماً، وقد دعمنا التنمية في مصر على مدى عدة عقود.

عندما يأتي الحديث عن التعاون بيننا، أقول دوماً إن الحكومة هي التي تقود التنمية في كافة أنحاء البلاد. ونحن، بصفتنا الأمم المتحدة، ندعم الحكومة والشعب، ولكن قيادة الحكومة وملكيتها هي بالفعل التي تحدد نتائج التنمية في مصر.

وهناك الكثير مما يمكن للشركاء الدوليين، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، القيام به لدعم المعرفة. ويمكننا جلب المعرفة الدولية ذات الصلة بمصر من بلدان أخرى. على سبيل المثال، يمكننا جلب نماذج التنمية الاقتصادية من بلدان أخرى متوسطة الدخل مثل الصين وماليزيا وسنغافورة، وهذا النوع من الخبرة - وكذلك المعرفة والتجربة - يمكن أن يساعد في تحقيق التنمية في مصر، ونحن نقدم دعمنا أيضًأ للحكومات في تعبئة الموارد الدولية، لأن مصر، باعتبارها دولة نامية متوسطة الدخل، مواردها المالية محدودة، كما أنها تتحمل عبئاً ثقيلاً للغاية، إذ تسعى الحكومة جاهدة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الكلي وسداد الديون. وهذا يضع ضغوط هائلة على ميزانية الحكومة.

ما يمكننا القيام به ككيانات دولية هو التعاون مع الحكومات من أجل توفير المزيد من الموارد اللازمة لتحيق التنمية في مصر. على سبيل المثال، نقوم بتعبئة كميات هائلة من الموارد من آليات التمويل المختلفة المتاحة في كافة أنحاء العالم، وهناك آليات عالمية لدعم البلدان النامية في مواجهة تحديات الإسكان. كما نقدم دعمنا للحكومة من خلال مبادرات التنمية المحلية المحددة والملموسة بشكل واضح.

الأهرام أونلاين: كيف يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جهود التنمية المحلية، وما تقييمك لهذه الجهود؟

شو: التنمية المحلية هي محور تركيز قوي للحكومة المصرية، ولدينا وزارة التنمية المحلية التي تركز على ذلك، وتسعى هذه الوزارة سعيًا دؤوبًا للجمع بين قدرات الحكومة المختلفة - الوزارات، والتمويل - للتركيز على التنمية المحلية، والمحافظات والمحافظون هم الذين يقودون عجلة التنمية على المستوى المحلي، لذا هذا ما نسعى لدعمه: نحن ندعم قيادة المحافظين وقيادة وزارة التنمية المحلية.

وأعتقد أننا نعمل في عدد من المحافظات، مثل الفيوم وبني سويف والأقصر وأسوان، نحن إذن نعمل مع هذه المحافظات بشكل مباشر لدعم التنمية المحلية، وهذا من أجل تمكين الحكومة من الاستفادة من الموارد والقدرات المحلية، بل وزيادة فعاليتها. وأنا معجب بالاتزام القوي من جانب المحافظين.

الأهرام أونلاين: كيف ترى المبادرات التي أطلقها الرئيس المصري في اليوم الأول من المنتدى؟

شو: أعتقد أن الرئيس أطلق مبادرتين: إستراتيجية المدن الذكية الوطنية وإستراتيجية التوسع الحضري الأخضر الوطنية، وهذا أمر بالغ الأهمية، لأن المدن تمثل أهمية قصوى في اقتصاد البلاد، وإذا تمكنا من ضمان إدارة المدن إدارة فعالة من خلال البيانات ومن خلال المعلومات والاستخدام الأفضل للمعلومات - وهو ما تتمحور حوله المدن الذكية غالبًا - لإدارة المدينة على نحو فعال، والحصول على تعليقات من المدن، وتقديم القرارات بناءً على مصادر مختلفة للمعلومات، وتقديم الخدمات الرقمية. في مصر، على سبيل المثال، يتوافر نحو 44 خدمة حكومية عبر الإنترنت.

وجميع هذه المبادرات من شأنها أن تساعد في تحسين نوعية حياة المواطنين المصريين، المبادرات الخضراء والتحضر الأخضر مهمان أيضًا لمواجهة تحديات المناخ، لا يمكنك الاستعانةبالحلول التكنولوجية فقط؛ فهي ليست الحل الوحيد، بل هناك العديد من الحلول القائمة على الطبيعة والتي يمكنك استخدامها أيضًا في المساحات الحضرية، مثل تصميم المناطق الخضراء العمودية.

أعتقد أن هاتين المبادرتين مهمتان بالفعل، فالتحولات الرقمية والخضراء بالغة الأهمية لمستقبل أي بلد، لذلك أعتقد أنه من الحكمة بدون شك أن يركز الرئيس على هذين الأمرين.

الأهرام أونلاين: من وجهة نظرك، كيف يمكن لمصر استغلال مواردها لتحقيق التنمية الحضرية الشاملة والقوية والمستدامة؟

شو: التحول الأخضر مهم بالفعل لاستدامه كفرصة. على سبيل المثال، ليس لأن تلك التدابير جيدة فحسب، بل لإنها تخلق أيضًا فرص عمل، مثل خلق صناعة - كفاءة الطاقة في المباني بسبب الهواء في ظروف الطقس الحار، وهكذا فإن كفاءة الطاقة في المباني لها علاقة كبيرة باستخدام الطاقة. وإذا ركزنا على كفاءة الطاقة في جميع المباني، العامة والخاصة، وتحسينها وضمان كفاءة الطاقة العالية، فسنساعد البلاد ليس على النمو بطريقة مستدامة فحسب، ولكن أيضًا خلق فرص لقطاعات صناعية معينة لإنتاج المواد والخدمات لصناعات كفاءة الطاقة. وهذه السوق من الأسواق ضخمة، وقد رأيت إنشاءات مماثلة هنا، والإمكانات هائلة، الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، مع وفرة الشمس - كيف يمكننا الاستفادة من الطاقة الشمسية كجزء من النظام الاقتصادي؟ إذن يمكن أيضًا أن تخلق الطاقة المتجددة فرص عمل - ربما وظائف في بعض الصناعات.

وهناك فرصة أخرى وهي الشباب، مصر لديها عدد متزايد من الشباب، وأرى أنه من الأهمية بمكان التركيز على قدراتهم وفرصهم، الشباب لديهم الطاقة، ولديهم الأفكار، وهم مصدر الإبداع، وإذا تمكنا من خلق نظام بيئي يتيح لهم الحصول على الدعم من التعليم إلى أنظمة الدعم... فنحن نعلم جيدًا أن التعليم الجامعي وحده لا يكفي اليوم، لأن الدراسة بالجامعة لا تمنحك دومًا الوظيفة التي تريدها، كما أن الحصول على درجة من الجامعة لا يعني أنه يتعين عليك العمل في الحكومة، بل هناك فرص أخرى عديدة .

يمثل القطاع الخاص حاليًا في مصر 90٪ من الاقتصاد، ما يعني أنه من المهم بالفعل أن يتمتع الشباب بمهارات ريادة الأعمال لتطوير أعمالهم والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية، ولكن لكي يحدث ذلك، فهم بحاجة إلى التعليم، ودعم الابتكار وحضانة الأعمال، ودعم التمويل المستهدف حتى يتمكن الشباب من المحاولة وتحمل الفشل، لأن الابتكار لا ينجح في العموم، لذا، عند شروع الشباب في إقامة عمل تجاري، فإنهم لا ينجحون دائمًا.

كيف يمكن أن يساعدهم المجتمع على امتلاك القدرة والثقة؟ أعتقد أن هناك العديد من الأمثلة من جميع أنحاء العالم حول كيف يمكن للحكومة توفير نظام بيئي لدعم الشباب، ولكي يحدث هذا، يحتاجون إلى دراسة العديد من القضايا، مثل الإطار السياسي ونظام الإدارة الذي ييسرللناس ممارسة الأعمال التجارية وكذلك تطوير السوق.

لذا، أعتقد أن التحول الأخضر والتركيز على الشباب يمثلان فرصًا بالغة الأهمية لتحقيق التنمية في مصر.

الأهرام أونلاين: ما رؤيتك بشأن استضافة مصر للدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي؟

شو: أعتقد أن هذا يُظهِر التزام الحكومة بمعالجة التحديات الحضرية، وتحديات الإسكان الحضري، والتحديات الأخرى في المناطق الحضرية. أعتقد أنه يبين مسؤولية الحكومة لأنها تستهلك الموارد لاستضافة هذا الحدث العالمي، ومن رأيي أن قرار الحكومة باستضافة هذا الحدث هو مؤشر على التزامها، كما يؤكد أن الحكومة على استعداد لسماع وجهات نظر من بلدان مختلفة ومناطق مختلفة، لمعرفة ما إذا كان من الممكن تطبيق الدروس المستفادة في أماكن أخرى في مصر.

كانت الحكومة المصرية حاضرة، وكان حضورًا جيدًا بالفعل، وهذا يُظهِر الاهتمام والالتزام.

* نقلًا عن: بوابة الأهرام الإنجليزية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: