أكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، أهمية القمة العربية الإسلامية المشتركة في السعودية التي تعمل على ترجمة الرؤى المطروحة لحل مشكلة الحرب في غزة إلى خريطة طريق متكاملة المراحل تبدأ بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإنجاز صفقة تبادل الأسرى ثم بدء مرحلة إعادة الإعمار، على أن تكون كافة هذه الخطوات مقدمة ضرورية لاستئناف مفاوضات السلام التي يجب أن تؤدي بدورها إلى تنفيذ مبدأ حل الدولتين.
موضوعات مقترحة
وقال اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الإثنين/، إن القمة العربية الإسلامية تنعقد بالرياض في ظل ظروف مختلفة كثيرًا عن تلك التي عقدت فيها نفس القمة الاستثنائية في نوفمبر 2023 من حيث الجوانب الأربعة الرئيسية.
وأضاف "الجانب الأول، أن الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تخطت عامها الأول واتسمت بقدر غير مسبوق من التدمير والقتل ومحاولة إبادة قطاع غزة شعبًا وأرضًا، وليس أدل على ذلك مما وصل إليه الوضع الكارثي في غزة من استشهاد وإصابة وفقد أكثر من 150 ألف شخص ناهيك عن التدمير الممنهج الذى تتبعه قوات الاحتلال الإسرائيلي لكل مايمكن أن تصل إليه أياديها الملوثة بدماء الأبرياء وعلى مستوى كافة أنحاء القطاع".
وتابع، "فيما يتعلق بالجانب الثاني، أن هذه الحرب امتدت إلى جنوب لبنان منذ حوالي شهرين وأصبحت الإجراءات التي تتخذها إسرائيل تجاه منطقة الجنوب بل وفي لبنان كلها تماثل تلك الإجراءات التي تتخذها في غزة لاسيما مع توسيع عمليات التوغل البري العسكري واغتيال القيادات السياسية والعسكرية لحزب الله".
وحول الجانب الثالث، نبه الدويري إلى أن إسرائيل لم تمتثل طوال عام كامل مضى لأي جهود مصرية أو عربية أو إقليمية أو دولية مبذولة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة تتيح إدخال المساعدات الإنسانية وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتدخل في اللحظات الأخيرة من أجل إعاقة الوصول لأية صفقات.
وعن الجانب الرابع، رأى أن فوز الحزب الجمهوري الأمريكي بانتخابات الرئاسة وكذا بأغلبية مقاعد الكونجرس بمجلسيه وأصبح "دونالد ترامب" الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة، يعني دخول منطقة الشرق الأوسط في حقبة جديدة سوف تختلف شكلًا ومضمونًا عن تلك الفترة التي شهدتها إدارة الرئيس "جو بايدن" التي اتسمت بالضعف الشديد وعدم القدرة على الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على جبهتي غزة ولبنان.
وأشار اللواء محمد إبراهيم إلى أن قمة الرياض مطالبة بالتعامل مع هذه المتغيرات الجديدة بالقدر الذي يتلاءم مع حجم الدول العربية والإسلامية التي تمتلك العديد من الأدوات التي تمكنها من أن يكون لها موقف قوي مؤثر ومسموع على المستويين الإقليمي والدولي في مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي نرصد ملامحه التوسعية في المنطقة وخاصة محاولة تصفية القضية الفلسيطينية، بالإضافة إلى أن المخاطر والتهديدات والتصعيد الحالي في المنطقة يتطلب أن يكون هناك موقف عربي قوي يجبر الآخرين على أن يأخذوا المطالب ومظاهر الغضب العربي في الاعتبار.
وأعرب عن أمله في أن يكون البيان الختامي الصادر عن "قمة الرياض" مختصرًا، ويركز على مجموعة المبادئ الرئيسية المرتبطة بحل أزمتي غزة ولبنان وتهدئة الأوضاع في المنطقة وأن يشمل - بقدر المستطاع - آليات تنفيذ هذه المبادئ خلال أقرب وقت ممكن، حيث إن هذه الأزمات تتصاعد ويمكن أن تؤدي إلى انفجار غير محسوب بالمنطقة.
وشدد على أن مشاركة القيادة السياسية المصرية في هذه القمة سوف تمنحها القوة والفاعلية المطلوبة، خاصة أن القمة الماضية أشادت بالدور المصري إزاء مشكلة غزة ككل، كما أن مصر كانت وستظل دائمًا حاضرة وداعمة للموقف العربي وللقضية الفلسطينية حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
واختتم اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد على ضرورة أن تكون هناك قناعة كاملة بأن بلورة أسس حل قضايا المنطقة لن تتم إلا داخل البيت العربي، حيث إن معطيات الواقع تشير إلى أنه لن تكون هناك أي قوى في العالم أكثر حرصًا على المصالح العربية أكثر من الدول العربية نفسها.