الصورة الحقيقية لأفندينا.. لماذا أخفى عباس حلمى الأول شكله الحقيقي؟| صور

11-11-2024 | 01:07

الصورة الحقيقية للوالي عباس حلمي الأول

لطالما عُرف عباس حلمي الأول بأنه والي مصر الغامض، فتارة يستحق اللعنات لأنه انحرف عن مسار النهضة الذي سلكه جده محمد علي، ولم يكن بالكفاءة العسكرية لعمه الفاتح الأكبر إبراهيم باشا، وأغلب ما يُعرف من سيرته أنه رجل أرعن لايحسن السياسة، أهوج لا ينادم غير خاملي الذكر، أما ما وصلنا منه فصورته النمطية التي رُسمت له ويبدو فيها ممشوق القوام إلى جانب فرسه.

لكن هذه الصورة النمطية لاتبدو حقيقية أو ثابتة لتزيد سيرة الرجل غموضا...

تاريخ جديد سطرته الدكتورة يسرا سلامة حين كشفت اللثام عن الصورة الحقيقية لأفندينا، وذلك في كتابها "مصر بعيون المصورين الأجانب.. دراسة مصورة للقرن التاسع عشر"، فيها ظهر الوالي ضخم الجثة بدينًا، وأبعد ما يكون عن الجسد الممشوق.

لقد علقت الدكتورة يسرا سلامة على تلك الصورة بقولها:"يظهر فيها الوالي عباس حلمي الأول بشكل مغاير تمامًا عن لوحاته سواء أكان واقفًا أم على صهوة جواده، فعلى ما يبدو أنه قد أمر مَن يقوم برسمه بإعطائه شكلًا أكثر جاذبية عن شكله الحقيقي، وهذا ليس بغريب عليه، فقد كانت أغلب تصرفاته يغلب عليها طابع الجنون ‏أو أمورًا غير منطقية".

واستطردت المؤلفة أكثر لكشف النقاب عن تلك الصورة، قائلة:"ليس معروفًا من هو المصور – لكن – في رأيي أنه المصور الفرنسي الأثري الشهير في ذلك الوقت فيكتور جوستاف مونييه (1819 – 1874م) (جاليه مونييه) Victor Gustave Maunier Galli Maunier or، الذي جذب انتباه عباس بعد مجيئه إلى مصر عام 1849م، وافتتاحه لاستوديو الداجيروتيب الخاص به في القاهرة، فقد عهد إليه بتصوير أبنائه؛ لذا فمن المحتمل أنه هو نفسه من قام بتصويره – لأنّ الأمر يحتاج إلى معجزة لإقناعه - وبعد ذلك طلب منه الذهاب إلى صعيد مصر وتوثيق كل ما يراه بعدسته، فاشتغل كذلك بتجارة الآثار إلى جانب التصوير الفوتوغرافي، كما أنه غير معروف في أي عام تم تم التقاطها، لكن على ما يبدو أنها قد اِلتُقطت قبل اغتياله بعامين أي عام 1852م، حتى إنّ ملامحه فيها ونظراته تقول إنه بالفعل لم يكن مُتزنًا."

وهكذا فإن إشارت المؤلفة تشير إلى فرضية إرسال الوالي عباس حلمي الأول أحد أعوانه للرسام بمواصفات معينة كان يحب أن يظهر بها أمام الغرب، وبالفعل قام هذا الشخص بنقل التوصيف للرسام، فظهرت له لوحتان، الأولى وهو واقفا، وهي موجودة بقصر محمد على بالمنيل، والثانية يظهر فيها راكبا على صهوة جواده، وهو شكل هو مُغاير تمامًا لشكله الحقيقي.