أكد الشيخ إبراهيم الصوفي، من علماء الأزهر الشريف، أن الهدف من الحديث عن علامات النفاق ليس إدانة الآخرين أو البحث عن عيوبهم، بل هو دعوة للنظر إلى أنفسنا وتصحيح ما قد يوجد لدينا من صفات غير محمودة، موضحا أن المسلم يجب أن يقيم نفسه بشكل مستمر ويعمل على التخلص من أي من الصفات التي نهى عنها الشرع.
موضوعات مقترحة
وقال العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: "النفاق ليس بالضرورة أن يكون في الخارج فقط، بل قد يكون في داخلنا، ولذلك يجب أن نراجع أنفسنا بشكل دوري.. إذا كانت هناك صفات أو تصرفات نفاقية في شخصيتنا، علينا أن نعمل جاهدين على التخلص منها، وأن نشكر الله على النعمة التي نحن فيها".
وأضاف: "من المهم أن نتذكر أن النفاق لا يعني فقط أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن للناس.. بل أحيانًا، قد يدعي الإنسان الفضيلة أو التدين وهو بعيد عن هذه القيم في علاقاته الخاصة.. فالشخص الذي يظهر صورة متدينة في المجتمع بينما يكون قاسيًا في بيته أو في علاقاته مع الآخرين، هذه صورة من صور النفاق التي ينبغي أن يتجنبها المسلم".
وأشار إلى أن أحد صور النفاق في المجتمع يتمثل في انتشار الخلافات بين الناس، حيث يوسع البعض الخلافات بدلًا من محاولة حلها بحكمة، مضيفا: "من الأخطاء الكبرى أن يوسع الإنسان الفجوة بينه وبين من يختلف معهم بدلاً من احتواء الخلاف والبحث عن حل، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك، إذ قال في حديثه: 'الخصومة تدمر العلاقات'".
وفيما يتعلق بالبذخ والإسراف في المناسبات، شدد على أن هذا يعد من صور النفاق المجتمعي التي يجب أن يبتعد عنها الناس، لافتا إلى البذخ في حفلات الزفاف أو المآتم والتفاخر بالمصروفات على حساب القيم الإنسانية والتقوى، هو تصرف بعيد عن تعاليم الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من إضاعة المال، ونحن في حاجة إلى ترشيد المصروفات بما يرضي الله.