• جذوره ضاربة فى أعماق التاريخ عبر سلسلة من أقدم الحضارات التي مرت عليه
موضوعات مقترحة
• من الفينيقيين والإغريق والرومان وحتى التاريخ الحديث تنتشر بقايا معالم تلك الحضارات في كل بقعة على أرضه
إن جاز وصف جمال لبنان بأنه سويسرا الشرق فى العصر الحديث، فهو الجمال والسحر منذ فجر التاريخ، واحد من أقدم دول العالم، نجد اسمه فى أول مجلدات التاريخ، صاحب عدد كبير من الحضارات القديمة التى نشأت فمن مستوطنات العصر الحجرى إلى عهد الفينيقيين والإغريق والرومان وما تلاها من حضارات تجد أثارها منتشرة فى كل بقعة من بقاع لبنان.
شهدت السياحة فى لبنان ذروتها، خاصة فى فترة الخمسينيات والستينيات، حيث عُرفت بيروت بأنها «باريس الشرق» و«سويسرا الشرق»، وكانت ملتقى للفنانين والمثقفين والمشاهير من جميع أنحاء العالم بفضل الحياة الليلية النابضة والشواطئ الجميلة والمنتجعات الفاخرة. رغم التحديات التى واجهه لبنان، بما فى ذلك الحرب الأهلية والصعوبات الاقتصادية، استمر فى استقطاب أنظار العالم إليه عبر أفواج من السياح، وذلك بفضل ثراء تراثه الثقافى، ومناطقه الطبيعية الخلابة، ومواقع التراث العالمى مثل بعلبك ووادى قاديشا، مما يجعل لبنان اليوم وجهة سياحية تتميز بالتنوع والتاريخ والجمال الطبيعى.
شجرة الأرز
أُطلق اسم "بلاد الأرز" على لبنان، حيث إن هذه الشجرة المعمرة تتشابك مع هوية اللبنانيين، الذين اعتادوا رؤيتها على علم بلادهم كما على وثائق رسمية يحملونها أينما ذهبوا. ولتك الرمزية أهمية تاريخية، حيث موقع أرز الرب فى وادى قاديشا بالقرب من بلدة بشرى شمال لبنان. ولهذا الوادى أهمية دينية وتاريخية كبرى، حيث كان موقعًا استوطنه الرهبان المسيحيون الأوائل هربا من بطش الرومان الوثنيين، فبنوا الأديرة على جانبيه. كما تتجلى أهميتها التاريخية فى أنها الغابة الأساسية التى قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين، ومن أخشاب تلك الأشجار تم بناء هيكل سليمان. حسبما تشير الروايات التاريخية.
مدينة صيدا
مدينة عريقة ذات شهرة تاريخية واسعة، من أقدم المدن التى أسسها الكنعانيون "الفينيقيون" على شواطئ البحر المتوسط، وبقيت لقرون عاصمة سياسية واقتصادية لهم. ويعتقد أنها شيدت مكان معبد فينيقى، بسبب النقوش الموجودة على الحجارة التى تم استخدامها فى بناء القلعة. ومن أهم معالمها "قلعة صيدا" التى بناها الصليبيون عام 1228م وتم تدمير على يد المماليك عندما سيطروا على المدينة من الصليبيين، وتم ترميمها مرة أخرى فى القرن السابع عشر من قِبل الأمير فخر الدين الثانى. ويقول المؤرخ الفرنسى جاك نانتى فى كتابه "تاريخ لبنان": إن أول مدينة أسسها الفينيقيون هى مدينة صيدا حوالى سنة 2800 ق. م". أما القديس أوغسطينوس فيقول: إن أقدم وأشهر الممالك هى مملكة صيدون التى وضع أساساتها بكر كنعان "صيدونيوس".
معبد جوبيتر
أكبر المعابد الرومانية التى شيدت على الإطلاق، ويقع فى مدينة بعلبك، ولم يتبق اليوم من أعمدته سوى 6 أعمدة من 54 عمودا. يصل ارتفاع كل عمود إلى 22 مترًا، ويبلغ قطره نحو مترين، ما يدل على ضخامة المعبد عندما كان لا يزال قائمًا خلال عهد الإمبراطورية الرومانية. وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أنه أول مبنى شيد فى العصر الرومانى وذلك عام 60م. وذلك حسبما تشير النقوش الموجود على رأس الأسطوانة الأخيرة من أحد الأعمدة الستة المتبقية.
معبد باخوس
أكثر المعابد الرومانية حفظًا فى الشرق الأوسط، ومع أنه أصغر حجمًا من معبد جوبيتر، إلا أنه لا يزال أضخم حجمًا من البارثينون فى أثينا. ولا يزال الهدف من وراء بنائه لغزًا غامضًا. ويمتاز بكونه من أفضل الهياكل الرومانية حفظاً ومن أبدعها نقشاً وزخرفة على الإطلاق. ويرجع تاريخ بنائه إلى أوائل القرن الثانى الميلادى، ومحاط برواق مكون من 15 عمودا على الجوانب الطولية و8 أعمدة على الجانبين أقل فى ارتفاعها من أعمدة معبد جوبيتر.
المسجد العمرى الكبير
يعود تاريخه إلى عهد الخلفية عمر بن الخطاب، أقدم دار عبادة فى لبنان، حوله الصليبيون إلى كاتدرائية إبان الحملة الصليبية الأولى فى القرن الثانى عشر. وأعاده المماليك إلى مسجد فى عام 1291 بعد تحريرهم بلاد الشام. وسمى بالمسجد العمرى نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب، ثم صار معروفا باسم الجامع الكبير. لحقت به أضرارا كبيرة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ثم تم تجديده بطريقة حافظت على أصول وتاريخه. ويتكون من ثلاثه أجزاء رئيسية هى حرم المسجد والمدرسة العمرية والباحة الخارجية طوله نحو 33 مترا وعرضه 22 مترًا.
كنيسة يوحنا مرقس
تقع فى مدينة جبيل اللبنانية وكانت مخصصة للقديس يوحنا مرقس، شفيع جبيل ومؤسس المجتمع المسيحى الأول فى المدينة. شيدت الكنيسة عام 1115 من قبل الصليبيين، وكانت تعرف فى الأصل باسم كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان. ضربت عدة كوارث بيئية المبنى بما فى ذلك الزلازل، وسقطت الكنيسة فى حالة سيئة حتى عام 1764، عندما تبرع يوسف الشهابى بالمجمع للرهبانية اللبنانية المارونية. وأعادوا ترميم المبنى وفتحه عام 1776، واليوم مفتوحة للزوار كأحد أهم المعالم الدينية والسياحية هناك.
قلعة جبيل
بناها الصليبيون فى مدينة جبيل اللبنانية فى القرن الثانى عشر الميلادى على أنقاض القلعة الفارسية القديمة (550 -330 ق.م) التى ما تزال جدرانها قائمة إلى جانب السور القديم، مما يشير إلى الدور الذى لعبته جبيل على خارطة النظام الدفاعى الفارسى فى المتوسط الشرقى. فى عام 1188 قام صلاح الدين الأيوبى بالسيطرة على البلدة وتمت إزالة جدرانها فى عام 1190. وعندما استولى الصليبيون من جديد على البلدة أعيد بناء حصون القلعة عام 1197.
قلعة المسيلحة
تُعرف هذه القلعة اليوم باسم "المسيلحة"، وهى تسمية عربية تعنى مكان الأسلحة. يعود تاريخ بناء القلعة الحالى الى القرن السابع عشر، تحديداً الى زمن الأمير فخر الدين المعنى الثانى، الذى أمر ببنائها لحماية الطريق التى تصل طرابلس ببيروت. تتكون القلعة من ثلاثة طوابق، وبنيت فوق تلة صخرية طويلة على الضفة اليمنى لنهر الجوز، وتصل مساحتها إلى 500 متر مربع، ووفقاً لبعض المراجع فهى كانت لا تتسع لأكثر من ستة جنود، كانوا كفيلين بحماية الممر من أى هجوم بسبب مناعتها وموقعها الفريد.
قلعة طرابلس
تعرف أيضا باسم قلعة "سان جيل" أو "صنجيل" نسبة إلى الكونت الصليبى ريمون دى سان جيل، تقع فى مدينة طرابلس شمال لبنان. واشتهرت بمقاييسها الضخمة القائمة على رأس مرتفع يكسف كل أنحاء المدينة وتطل على نهر قاديشا. كما أنها واحدة من سلسلة حصون وأبراج، بناها الصليبيون فى أوائل القرن الثانى عشر خلال حصار المدينة، واتخذوها مركزا لحملاتهم العسكرية. وقد أحرق المماليك هذه القلعة عام 1289م ثم أعيد بناؤها بين 1307 و1308 فى عهد الأمير أسندمير كورجى، حاكم المدينة آنذاك . وفى أواخر الحكم العثمانى حولها الأتراك إلى سجن.
عنجر
تقع فى محافظة البقاع شرقى لبنان، أعلنتها منظمة يونسكو فى 1984 موقع تراث عالمى، وبشكل عام أقيمت مدينة عنجر الأثرية على عيون نهر الليطانى فى موقع مميز، حيث أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك (705-715م) بإنشاء مدينة عنجر الأساس لتكون مركزًا تجاريًّا على طرق التجارة الشامية، واستعان الخليفة بعدد من المهندسين والحرفيين والصناع البيزنطيين والسوريين العارفين بتقاليد العمارة والزخرف القديمة الموروثة من أيام الرومان والإغريق.
مغارة جعيتا
من أشهر كهوف ومغارات لبنان، ذات تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة. يعتبرها اللبنانيون جوهرة السياحة اللبنانية، وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون. يعود تاريخ اكتشاف الجزء السفلى من المغارة إلى ثلاثينات القرن ال19 مع رحلة الأمريكى وليام طومسون، وكان قد توغل فيها حوالى 50 متراً، وبعد أن أطلق النار من بندقية صيد كان يحملها أدرك من خلال الصدى الذى أحدثه صوت إطلاق النار أن للمغارة امتداداً جوفيا كبيرا.
شلال تنورين
أعجوبة طبيعية باتت مقصدا جذابا لكثير من السياح بمدينة تنورين شمال لبنان، ويعرف أيضا "كهف ثلاثة جسور" حيث يرتفع لنحو 255 متر أسفل هوة الثلاثة جسور. وتتكون هذه الكهوف الجميلة من الحجر الجيرى، ويتخللها هذا الشلال العجيب والفاتن الذى يطلق عليه اللبنانيون اسم شلال باتار جورج أو شلال الثلاثين جسرا. مصدر المياه فى هذا الشلال يأتى من ذوبان الجليد الذى يتغلغل عبر جبل لبنان. ويقول الجيولوجيون أن تشكيل الصخور يرجع لنحو 160 مليون سنة، مما يعنى أنه كان موجودا فى العصر الجوراسى، عندما كانت الديناصورات موجودة على الأرض. اليوم هو من المعالم السياحية الشهيرة.
صخرة الروشة
معلم سياحى شهير عبارة عن صخرتين قريبتين من شاطئ منطقة الروشة، فى بحر بيروت الغربى، ويقول علماء الجيولوجيا بأنهما ظهرتا بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربى فى القرن الثالث عشر، حيث أدت هذه الزلازل إلى القضاء على العديد من الجزر المأهولة فى ذلك الوقت وظهر فى محلها صخور كثيرة منها صخرة الروشة، التى يبلغ ارتفاعها نحو 70 مترًا.