- مصر هي العمق للشعب الفلسطيني والحاضنة لقضيتنا
موضوعات مقترحة
- التدمير والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت الممتلكات الثقافية والتاريخية والسياحية
- ندعم جهود الكتابة والأدب للتعبير عما يحدث داخل فلسطين
- الاحتلال تعمد تدمير المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية
- مهرجان القدس السينمائي انطلق من غزة وسط الركام
- نأمل أن تتعافى الأجيال القادمة من هذه الصدمة الإنسانية
- نحن شعب جبار نستحق الحياة... ونقدر الحياة
حل وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان، ضيفًا على مصر ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي، وحرص وزير الثقافة على لقاء بعض الإعلاميين المصريين المتخصصين في الشأن الثقافي للاطلاع على آخر مستجدات المشهد الثقافي الفلسطيني في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة جماعية مستمرة مما يتطلب استجابة دولية عاجلة.
وتحدث وزير الثقافة الفلسطيني في لقائه الذي عقد في مقر سفارة فلسطين بالقاهرة، بحضور المستشار الثقافي ناجي الناجي، و"بوابة الأهرام" أحد المدعوين حول خسائر القطاع الثقافي الفلسطيني خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة والتي تهدف إلى طمس وجود الشعب الفلسطيني وتدمير قدراتهم الإبداعية.
في بداية حديثه، أشاد وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان، بالعلاقات المصرية ـ الفلسطينية على المستوى الثقافي وعلى صعيد كل المستويات بين البلدين، إذ اعتبر أن مصر هي العمق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والحاضنة للقضية الفلسطينية، والداعمة دائمًا، وقال: "نفتخر بهذه العلاقة الطيبة، وخلال لقائنا بإخواننا في مصر نلمس مدي إنسانيتهم ودعمهم للشعب الفلسطيني".
وحيا الوزير حمدان الدور المصري بكافة مكوناتها الثقافية وكتابها ومثقفيها ومبدعيها الذين رفعوا لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل المنابر والمحافل.
وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية الأديب ناجي الناجي
الاحتلال يعبث بتاريخ فلسطين
وتحدث الوزير الفلسطيني عن التدمير والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي طالت الممتلكات الثقافية والتاريخية والسياحية، إذ خسر الإرث الثقافي الفلسطيني العديد من المبدعين في مختلف المجالات من شعراء وكتاب وفنانين ومؤرخين.
وأشار وزير الثقافة الفلسطيني، إلى تعمد الاحتلال تدمير المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة وجامعات ومدارس وجداريات فنية، خلال الحرب.
وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية الأديب ناجي الناجي
وسلط د.حمدان الضوء على الدور الذي عكسته الدبلوماسية الثقافية الرسمية والشعبية إبان حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وفاعليتها في نقل السردية الفلسطينية الحقيقية النقيضة للرواية الإسرائيلية الزائفة؛ مما ساهم في كسب مزيد من الأصوات الداعمة والتفاف الأصوات الحرة في العالم وتضامنها مع عدالة الحقوق الفلسطينية.
وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية الأديب ناجي الناجي
وأكد اضطلاع الوزارة وحرصها من منطلق رسالتها الثقافية في تعزيز الوعي بتراثنا الثقافي والهوياتي، وترسيخ الرواية الفلسطينية، من خلال دعم الأعمال الفنية والإبداعية والمبادرات الثقافية، التي تعمل على توثيق المنجزات الإبداعية عملاً على تأصيل السردية الفلسطينية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل منذ اندلاع الحرب على نشر وترجمة الأعمال الصادرة لمبدعي قطاع غزة خلال الحرب، مشيرًا إلى أن ما يمر به المواطن الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس يحتّم إبراز الخسائر الحياتية وليس الاقتصار على الإحصائيات أو التقارير الإخبارية.
وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية الأديب ناجي الناجي
الثقافة في فلسطين ليست رفاهية
قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان، إن الثقافة في فلسطين ليست رفاهية، ويتعاظم دور الثقافة في ظل الظروف السياسية والحرب المشتعلة في فلسطين الآن، ويتعاظم أيضًا تمسكنا بتراثنا وموروثنا وروايتنا وسرديتنا باعتبارها نوعا من أنواع المقاومة التي يحول الإسرائيليون ومازالوا يحاولون يمحوها علي مدار الزمان.
وزير الثقافة الفلسطيني وسط بعض محرري الثقافة المصرية
وكشف وزير الثقافة الفلسطيني أن الوزارة بصدد توثيق الأحداث الجارية في فلسطين بأقلام كتاب وأدباء وشعراء من داخل قطاع غزة، باعتبارها شهادة على المأساة والمعاناة الفلسطينية في مواجهة الروايات المفبركة، فما يكتبوه من حقائق سيتم ترجمته لعشر لغات كنوع أيضًا من أنواع المقاومة.
وتابع وزير الثقافة الفلسطيني "بالأمس القريب عملنا على تسجيل عدة عناصر تراثية منها الكوفية وبالتالى عملية هذا التسجيل وهذا التوثيق للتراث ليس فقط داخليًا ولكن أيضًا على المستوى الدولي، وهذا المنظمات التي تعنى بالحفاظ على الموروث الثقافى مثل اليونسكو، وبالتالى هذا نوع من أنواع المقاومة".
المقاومة الثقافية في مواجهة الاحتلال
تحدث وزير الثقافة الفلسطيني، الدكتور عماد حمدان، عن المقاومة الثقافية الفلسطينية خلال الحرب على غزة ضد محاولات إسرائيل لتدمير الثقافة والتراث الفلسطيني.
وقال وزير الثقافة الفلسطينية، "رغم كل هذا الدمار إلا إننا شعب جبار، انطلق مهرجان القدس السينمائي من غزة من وسط الركام، ولما طلبوا منى تسجيل كلمة لافتتاح المهرجان وكذلك الاحتفال بيوم التراث، وعندما شاهدت هذه المشاهد وشاهدت نفسى على التلفاز أمام جموع من المواطنين لم أكن أتخيل كم الحضور رغم الظروف هناك".
وتابع وزير الثقافة "نحن شعب جبار شعب نستحق الحياة ونقدر الحياة بالرغم من كل الظروف إلا أنه على أرض الواقع نتمسك بالهوية الفلسطينية لآخر نفس".
توثيق اعتداءات الاحتلال بشكل رسمي
قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان، إن وزارة الثقافة الفلسطينية تقوم بعدة توثيقات للحرب على فلسطين للكشف عن الويلات التي يتعرض لها الإنسان والمباني في فلسطين.
وأضاف وزير الثقافة الفلسطيني: "من ضمن الأمور التي وثقناها كانت عملية سرقة المستوطنين للحجارة من المبانى الأثرية الفلسطينية التي تُهدم بالقذف أو يتعمد الاحتلال هدهمها، وفي إحدى الطرقات كانت تتم عملية السرقة بين الحرم الإبراهيمي في المناطق التراثية والمباني التاريخية، وتصدينا لهم من خلال المحاكم".
وتابع وزير الثقافة "الآن يقوم المستوطنون بجهودهم الفردية بسرقة الحجارة من المباني الأثرية في سيارتهم الخاصة، وذلك في محاولة منهم لبناء تراث وتاريخ وهمي لهم، وحسب علمنا يتم نقش بعض النقوش الإسرائيلية ووضعها في أماكن عامة والادعاء بأنه مبنى أثري إسرائيلي لكتابة تاريخ كاذب للمحتل".
الجيل الجديد يثأر لفلسطين
قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عماد حمدان، إن الجيل الجديد من الأطفال والمواليد الذين عاصروا الحرب على فلسطين سيكون التعويل عليهم في المرحلة المقبلة لأنهم كانوا شهود عيان من الصغر وفي كل عائلة منهم شهيد وشهداء، وسيكون لهم دور كبير في استعادة فلسطين وتحريرها ثأرًا لكل من رحل برصاص الاحتلال.
وتابع وزير الثقافة الفلسطيني "نأمل أن تتعافى الأجيال القادمة من هذه الصدمة الإنسانية، نحن نعيش كوابيس، لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من متابعة الأحداث الجارية أو الابتعاد عنها، مجبرين على معايشة الأوضاع السوداوية، ومشاهدتها في الواقع، الواقع أصعب مما نشاهد على التلفزيون".
حرب 7 أكتوبر والحروب السابقة
وحول المقارنة بين الحرب الحالية على غزة والحروب السابقة، أكد وزير الثقافة أن هذه الحرب هي الأشرس والأجرأ من الحروب السابقة، فحتى المدنيين مسلحين، وقال "المستوطنون المدنيون مدججون بالسلاح ويحميهم الجيش، واليوم الإسرائيليين هم أجرأ على اقتراف هذه الجرائم والمجازر، وحوالي 170000 قطعة سلاح تم توزيعها على المستوطنين".
وأضاف حمدان "المدنى أصبح مسلحا تحت مسمى اقتل ميهمكش بنغطيك هذا ما يحدث، وللأسف الشديد لكي نكون واقعيين، الزمن في صالحهم أكثر، لأن الشباب الذين ولدوا في الأراضي المحتلة يعرفون إنهم ولدوا في أرضهم وهناك علاقة وجدانية تربطهم بالأرض، لكن هناك مشكلة الآن أن الأطفال الحاليين يتم تهجيرهم بسبب القذف هربًا من الموت في غزة".
نوثق فظائع الاحتلال الإسرائيلي
وتطرق وزير الثقافة الفلسطيني إلى إدارة الوزارة في ظل الظروف والإمكانيات الحالية، مؤكدًا على دعمه للمثقفين وذلك ردًا على سؤال "بوابة الأهرام" حول دور الوزارة في دعم الثقافة والمثقفين وتعاظم دول المثقف الفلسطيني والعربي، وقال "أنا لست كاتبًا أو أديبًا لكني على مسافة واحدة من الجميع ولدي خلفية سابقة في الحفاظ على الموروث الثقافي من خلال عملي السابق في إعمار الخليل، ولدي رؤية شمولية للنهوض بكافة الإدارات والقطاعات مع مراعاة الظروف الحالية التي يعيشها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".
وتابع وزير الثقافة "في الفترة الحالية ندعم جهود الكتابة والأدب للتعبير عما يحدث داخل فلسطين حيث نستهدف جميع المجتمعات لتغيير المفاهيم المعادية للقضية الفلسطينية، ولدينا مشروع من خلال الاتحادات المعنية بالكتاب والأدباء للكتابة عن فلسطين من داخل غزة باعتبارهم الأقدر علي التعبير عن القضية الفلسطينية من خلال ويلات الحرب التي عاشوها وترجمة إنتاجهم إلى 10 لغات عالمية ليشهد العالم على فظائع إسرائيل".