<p class="c25"> أغمض عينيك، وأطلق لنفسك الخيال واستقل آلة الزمن لتطوف بك بين منازل القاهرة ودوربها وحاراتها بين القرنين التاسع عشر والعشرين، هذا ما كنت ستشعر به أمس عند زيارتك لمعرض أرشيف القاهرة التي انطلقت بالأمس في بيت السناري، التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مبادرة سيرة القاهرة. </p> <p class="c25">ضم المعرض أكتر من ٢٠ مُشاركًا و٣٠٠ قطعة من المقتنيات والمستندات القديمة، وهي نواة لفكرة تأسيس أول متحف شعبي مستقل لمدينة القاهرة. </p> <p class="c25">الأستاذ محمد عبد الحميد، الباحث في تاريخ المسكوكات ومنسق معرض أرشيف القاهرة، في تصريحاته لـ"بوابة الأهرام"، أكد أن في بيت كل منا يضم أشياء قديمة، بعضنا يراها "كراكيب"، والبعض الآخر يراها تراثًا لا يقدر بثمن يجب المحافظة عليه، بعضهم ورثها من أجداده، وآخرون اقتنوها وأنفقوها فيها أموالهم وأعمارهم لإشباع شغفهم بالماضي، ومع انطلاق السنة الرابعة لمبادرة "سيرة القاهرة" تم تنظيم معرض "أرشيف القاهرة"، الذي يضم مجموعة منتقاة من المقتنيات التي ستغطي جوانب متعددة من سيرة البشر والحجر، تم جمع القليل منها من باعة الروبابيكيا، والكثير من بيوت أهل القاهرة؛ بهدف إنشاء أول متحف شعبي يعرض أشياءنا القديمة، ملكه وزواره من محبي المحروسة. </p> <p class="c25">وقال عبد الحميد، على مدى شهرين، سابق الجميع الزمن، وصنعوا المستحيل من أجل تحضيرات معرض "أرشيف القاهرة" وتوفير كل القطع المُناسبة للعرض، وهذا شغف وحب حقيقي ليخرج المعرضفى أجمل صورة، حلم عشناه فى سيرة القاهرة وبيتحقق. </p> <p class="c25">وأنهي عبد الحميد تصريحاته قائلاً:"هدفنا أن ندّخلك آلة الزمن وتسافر للماضي، وتتعرف على وجوه متنوعة من عُمر القاهرة المديد و أهلها؛ ولأن تاريخ القاهرة لا يُستقى فقط من المصادر أو الأدلة الأثرية، بل أحيانًا لا تكتمل الحكاية دون البحث عن مقتنيات أو أوراق ومستندات منسية في سندرة كل بيت فقررنا نسمّى المعرض "أرشيف القاهرة".</p> <p class="c25">جدير بالذكر أن "سيرة القاهرة" هى مبادرة مستقلة تأسست على يد عبد العظيم فهمي في سبتمبر 2020، وتهدف إلى توثيق التراث المادي واللامادي لمدينة القاهرة عبر الوسائط المتعددة، تسعى المبادرة إلى تعزيز الروابط بين سكان المدينة ومحيطهم، وتعميق مفهوم الانتماء للأجيال الجديدة، تتضمن فعاليات المبادرة الجولات التراثية في الأحياء القديمة، وإنتاج سلسلة أفلام وثائقية، بالإضافة إلى ندوات توعوية مفتوحة للجمهور. </p>